ما سبب الضحك الخارج عن السيطرة خلال نوبات الصرع؟

11 : 10

يترافق نوع غريب من الصرع مع نوبات من الضحك الخارج عن السيطرة. ما هو السبب الأصلي وراء هذه الحالة وهل يستطيع الأطباء معالجة المشكلة؟ تحاول دراسة جديدة الإجابة على هذا السؤال...

يُعتبر الصرع الضَحِكي شكلاً نادراً من المرض الذي يترافق مع أعراض غير مألوفة، أبرزها سلسلة من النشاطات أو السلوكيات الخارجة عن السيطرة، على غرار الضحك. كذلك، يرتبط هذا النوع من الصرع بوجود ورم عيبي: تشبه هذه التشوهات الأورام وتنمو في منطقة الوطاء في الدماغ.

رصد فريق من الخبراء والأطباء هذه الحالة حديثاً في كلية "جون أ. بيرنز" الطبية التابعة لجامعة "هاواي" في "مانوا". كانت المشكلة تصيب رجلاً يتعرض منذ طفولته لنوبات متكررة من الضحك الخارج عن السيطرة. حتى تلك المـرحلة، لم يتم تشـخيص الصرع لدى المـريض، وبالتالي لم يتلقَ أي علاج للمرض.

تقول الطبيبة نينا ليالوها بيكويث من كلية "جون أ. بيرنز": "كانت تلك المشكلة مثيرة للاهتمام من الناحية الطبية. قبل رصد هذه الحالة، لم أكن أعرف أن نوبات الصرع تظهر أحياناً على شكل ضحك هستيري". حين استقبلت بيكويث وفريقها ذلك المريض للاعتناء به، كان يبلغ 40 عاماً ويتعرض لنوبات الضحك بمعدل مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً منذ عمر الثامنة.

يطرح فريق كلية "جون أ. بيرنز" تفاصيل عملية تشخيص تلك النوبات وطريقة معالجتها في تقرير نشرته حديثاً "مجلة هاواي للطب والصحة العامة".كان الرجل الذي يصاب بتلك النوبات يحمل تاريخاً بمرض السكري وانفصام الشخصية والأورام الدماغية. كما أنه أصيب بخلل معرفي تدريجي ونوع من التغيرات السلوكية.

هـذه المؤشرات كلهـا وجّهت الأطباء نحو المسار التشخيصي الصحيـــح. أجرى الباحثون تخطيطاً كهربائياً لدماغ المريض، فكشف الفحص أن نشاط المنطقة الجبهية الصدغية اليمنـى في دماغه يتطابـــق مــع مـواصفات الصرع.ثم كشفت فحوصات أخرى بتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي وجود تشوه يشبه الورم العيبي في منطقة الوطاء. هذه المعطيات كلها سمحت للأطباء بتشخيص الصرع الضَحِكي.

يوضح الباحثون في تقريرهم: "الصرع الضَحِكي نوع نادر من الصرع الذي يترافق مع نوبات ضحك غير مناسبة وخارجة عن السيطرة. ترتبط هذه الحالة باختلال النمو المعرفي ونشوء مشاكل سلوكية لدى المرضى. يكشف البحث الأخير أن الخلل قد يشتق من الأورام العيبية في الوطاء".

في المرحلة اللاحقة، تمكن أطباء الصحة العامة من إبلاغ المريض بطبيعة نوباته، ووصفوا له علاجاً مضاداً للصرع كان كفيلاً بالسيطرة على نوبات الضحك لديه.

أثرت هذه الحالة كثيراً بالخبراء الذين قيّموها. تقول بيكويث: "أظن أن قصة هذا المريض قد تساعدنا، نحن الأطباء، على تحسين نوعية الرعاية التي نقدمها للمصابين بحالات مشابهة. أستطيع أن أتخيل حجم المعاناة التي عاشها هذا المريض بسبب تلك النوبات الغريبة على مر سنوات طويلة. أنا ممتنة لأنني كنت جزءاً من فريق أطبائه".في النهاية، تُشدد بيكويث وزملاؤها على ضرورة تشخيص الصرع الضَحِكي لدى الأفراد الذين يواجهون أعراضاً غير مألوفة مثل الضحك الخارج عن السيطرة: "يُفترض أن يشمل أي تقييم طبي مفصّل التصوير العصبي، مع التركيز على المنطقة فوق السطحية والتخطيط الكهربائي للدماغ. كذلك، يُعتبر التشخيص المبكر وتوعية المرضى أساسيَين لتجنب العلاجات المفرطة وغير الضرورية".


MISS 3