كتابات تستحق النشر لمحمود عثمان

الغراب

02 : 00

أيامنا نوارسُ تموت فوق صخرةِ الوداع

والبحرُ في اتساع

يلوحُ ثمَّ يختفي في أفقهِ الشراع

على الرصيف يجلسُ الغرابْ

تتطايَرُ الأوراقُ في الفضاءْ

كأنَّها كتابْ

ممزَّقٌ في الريح

كأنَّها الأنهارُ في خريرها الشحيح

والأرضُ في خشوعها

تحنُّ للشتاءْ

على الرصيفِ يجلسُ الغرابْ

والخوفُ والرجاءْ

الكلُّ صامتونْ

يضجُّ في سكونهم نساءْ

ويهجمُ البكاءْ

من كلِّ ثوبٍ عاطرِ الحفيفْ

على الرصيفْ

والأفقُ مثل لوحةٍ يرسمهــا فـــان غــوغ في السحابْ

على الرصيفِ يجلسُ الغرابْ

والمقعدُ المنسيُّ من زمانْ

يصيرُ في أصابعِ الخريفْ

قيثارةً مبحوحةَ الألحانْ



تباطئي يا شمسُ في رحيلكِ الأخيرِ

فالوداعُ مهرجانْ

تراه جاءْ

من قريةٍ بعيدةٍ

تراه جاءْ ؟

كالليلِ حين يطرقُ الأبوابْ

كالثلجِ حين زارها

كالنعمة البيضاء

تثاءبَ المساءْ

والمقعدُ المنسيُّ من زمانْ

يلفُّه الدخانْ

وحلَّقَ الغرابْ ...


MISS 3