محمد دهشة

"المشهدية" مرّت مرور الكرام على صيدا

31 تشرين الأول 2022

02 : 00

لامبالاة صيداوية بمغادرة عون

مغادرة الرئيس ميشال عون القصر الجمهوري في بعبدا في ختام ولايته، كشفت مشهداً متناقضاً، بين تحرك «التيار الوطني الحر» وأنصاره ومؤيديه في وداعه، وبين عدم اكتراث بما جرى ممزوج بالفرح لانتهاء عهد «الرئيس القوي» الذي شهد أسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية في تاريخ لبنان الحديث، حوّلت المواطنين فقراء يسعون وراء قوت اليوم بلا توقّف.

مشهد الوداع مرّ على مدينة صيدا مرور الكرام، فانتظام الحركة في الشوارع وداخل الأحياء وفي الأسواق كعادتها في نهاية الاسبوع، أوحى بوضوح بعدم مبالاة، حيث اقتصرت المتابعة على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي وقد حفلت بتعليقات كثيرة كانت أشبة بجردة حساب سريعة لولايته، من إنتفاضة تشرين الاول مروراً بـ»كورونا» وصولاً الى انفجار مرفأ بيروت.

ويعتبر كُثر من الصيداويين أنّ ولاية عون شهدت إنهيارات مالية مخيفة وإرتفاعاً جنونياً بسعر الدولار الأميركي وخلافات سياسية انتهت بغياب الرئيس سعد الحريري عن المشهد السياسي والإنتخابي، وبعلاقة متوترة إلى حدّ القطيعة بين «التيار البرتقالي» والقوى السياسية الصيداوية، ترجمت برفض إبرام أي تحالف في الإنتخابات النيابية الأخيرة (بخلاف بداية الولاية) مع خسارة في جزين، ناهيك عن الخلافات الداخلية وفصل أحد أبرز رموزه في المنطقة النائب السابق زياد أسود.

ويتساءل الخرّيج الجامعي محمود السوسي «كيف احتفل بنهاية العهد وقد عشنا سنوات قاتمة فيه وضاعت أحلامنا؟» ويقول لـ»نداء الوطن»: «اليوم أفكّر بالهجرة بلا عودة، وفوق ذلك إنقطعت الكهرباء والمياه وتراكمت النفايات، وانهارت مؤسسات الدولة اللبنانية، والبلد كله كاد يتلاشى». بينما يقول عارف البوبو «إن أسوأ ما في عهده إحتجاز أموال المودعين في المصارف من دون وجه حق، ما ذنب الناس تدفع جنى عمرها من أجل تقاسم الحصص بين الطبقة الحاكمة؟ إنه المسؤول الأول والأخير أمامنا؟».

ويحفظ كثير من الصيداويين للرئيس عون أنّه لم يزر المدينة خلال ولايته كما قبلها مثلما فعل في جزين، ولم ينسوا مواقف بعض مسؤولي «التيار الوطني الحرّ» تجاهها وبعض قواها السياسية وقد اعتبروا أنهّا لا تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وتكريس العيش المشترك، رغم التقارب بين المنطقتين جغرافياً.

ويقول مروان السبع أعين: «إنّه يوم المنى أن ينتهي العهد ونحن ما زلنا على قيد الحياة، لم نرَ فيه الخير بل كل سيّئ، وعلى كلمة «ع جهنم وما خلّونا»، لقد وصلنا الى ما بعد جهنم، وان شاء الله ينتخب النواب رئيساً جديداً، ينهض بالبلد ويلبّي مطالب الناس ويعالج مشاكلهم». ويأمل أنيس حبلي في أن يكون إنتهاء عهد عون «بارقة أمل لوقف الأزمات المتتالية حتى يلتقط اللبنانيون أنفاسهم مجدّداً».

في المقابل، يعتبر البعض أنّ الرئيس عون لا يتحمّل وحده مسؤولية كلّ الإنهيار، وأنّه ترك أثراً إيجابياً بتوقيع ترسيم الحدود البحرية والحفاظ على ثروات لبنان النفطية والغازية التي قد تشكّل بداية لنهاية المعاناة وبدء الاصلاح والتغيير الحقيقي.

ويقول الناشط في الحراك الصيداوي اسماعيل حفوضة: «طالما النظام الطائفي هو ذاته والطبقة السياسية هي ذاتها، لا شيء سيتغيّر»، بينما يؤكد أحمد باشو: «صحيح أنّ عهد الرئيس عون كان من أسوأ الفترات التي مرّت على لبنان، لكن لا يمكن تحميله كلّ المسؤوليات، فالأزمات فيه بمعظمها هي نتيجة سياسات متراكمة لحكومات متعاقبة».


MISS 3