تمهيد للخطوة الأولى
شبان وشابات لجأوا الى البرنامج بحثاً عن شريك حياة. في كل حلقة، يتبارى عدد من المشتركين والمشتركات من الجنسين، في إطار أجواء مرحة من الموسيقى والأغاني والتحدّيات الطريفة، مثل اختبار المهارة في صنع التبولة خلال دقائق قليلة، أو تحضير الكوسا المحشو وغيرهما، إضافة الى «اسكتشات» صغيرة مرتجلة يطلب منهم مقدّم البرنامج تأديتها لقياس نسبة الانسجام بينهم.
الفقرات ترفيهية ومسلية. ويبقى التشويق في الفقرة الأخيرة التي تحسم اسمي الثنائي الذي سيخرج للمواعدة. فالهدف الأساسي للبرنامج أن يساعد على فتح الطريق أمام الشريكين، ويمهّد لخطوة أولى نحو المواعدة. «نصل بهما الى لقاء، وحينها لن نكون مسؤولين عن أي شيء بعدها لا أنا ولا قناة الجديد»، هي الفكرة التي يكرّرها المقدّم غيد شماس أكثر من مرة في كلّ حلقة، ضمن تشديد واضح على رفع المسؤولية عن كل ما يمكن أن يحصل بين هذا الثنائي في المستقبل.
فكرة البرنامج ليست جديدة. ومن منا لا يذكر برنامج Take Me Out نقشت منذ سنوات قليلة على شاشة LBCI من تقديم فؤاد يمين، الذي تعرّض لانتقادات واسعة وأثار جدلاً كبيراً، لكنّه حقّق رغم ذلك نسبة مشاهدة مرتفعة.
برنامج «فاشلين بالحب» يبدأ بتقرير مصوّر يعرّف عن المشتركين، يليه نقاش بينهم وبين غيد حول مسائل متنوّعة، مثل الخيانة، الحرية الشخصية، التضحية بين الشريكين. فهم يجسّدون شخصيات وأفكاراً موجودة في المجتمع. والمُشاهد قد يسأل نفسه هُنا ماذا كنت سأجيب لو كنت مكان هذا الشخص. وعلى الرغم من أنّ معظم الأجوبة تأتي سطحية أو «كليشيه»، إلا أنّ غيد بسرعة بديهته نجح في تفادي وقوع الحوار في فخّ الملل.
على المشترك أن يكون مستعدّاً
البعض يشارك في البرنامج للتأكيد على أنّه تخطّى علاقاته الماضية التي طبعت بالفشل، أو تلك التي تعرّض فيها للخيانة والغدر. وربّما قد يشارك بهدف ترميم خيباته العاطفية السابقة أو سدّ فراغ معيّن، أو أملاً بالعثور على شريك يستند اليه ويعينه على مواجهة صعوبات الحياة. وقد تكون المشاركة بكلّ بساطة بحثاً عن الحبّ للحبّ.
لكن في كلّ الحالات، لا شكّ في أنّ المشترك يجب أن يكون مستعدّاً لتلقّي تقييمٍ لأدائه وأفكاره وحصرها بعلامات من أشخاص يلتقيهم للمرة الأولى. كما عليه أن يتوقّع أن يتمّ رفضه أمام الجميع، وتصنيفه على أنه فاشل بالحب، قبل خروجه من البرنامج.
قواعد تقييم الأداء لطالما حضرت في برامج المسابقات الغنائية أو برامج المواهب وغيرها. لكنّ التقييم هُنا يأتي على أساس الشخصية والتفكير ووجهات النظر وسرعة البديهة في الإجابة عن الأسئلة وتدارك المواقف، ما يطرح علامات استفهام حول ما يمكن أن يخلّفه ذلك من أثرٍ على نفسية ومشاعر بعض المشتركين أو المشتركات الذين تعرّضوا للرفض من الجنس الآخر إثر نيلهم أدنى نسبة من العلامات، إلا إذا كان المشترك على وعي تام منذ البداية بأنّ مشاركته في البرنامج هي بهدف التسلية لا أكثر.
انتقادات كان يمكن تفادي التعرّض لها
من جهة أخرى، تعرّض البرنامج لانتقادات بسبب بعض التعابير والإيحاءات الجنسية التي ظهرت خلال الحلقات، والتي كان يمكن تفاديها بكلّ سهولة. فمقدّم البرنامج غيد شمّاس لديه مئات الآلاف من المتابعين على صفحته «el 3ama» الكوميدية الساخرة، التي يتميّز فيها بتفكيك الفيديو كليبات والتعليق عليها بطريقة مميّزة ومضحكة، وهو معروف بخفّة دمه، وأثبت في هذا البرنامج أنّه يمتلك حضوراً محبّباً على الشاشة الصغيرة، من خلال أسئلته واستطراداته الذكية والطريفة، ووجوده بحدّ ذاته كمقدّم يشكّل عنصر جذب للبرنامج، دونما الحاجة للجوء الى أساليب أخرى.
مساواة وحبّ عابر للحواجز
في المقابل، كان لافتاً تبادل الأدوار بين الجنسين في كل حلقة، بحيث لا ينحصر الإختيار أو التقييم أو وضع العلامات على جنس واحد، ما يعزّز حضور فكرة المساواة بين الرجل والمرأة، أقلّه في فترة الساعة ونصف الساعة خلال التصوير. واللافت أيضاً أنّ هناك مشتركين من أعمار متفاوتة، وطوائف مختلفة، إضافة الى حضور مشتركين من الجنسية السورية. كما أطلّ في الحلقة الثالثة مشترك من البشرة السمراء، في تأكيد واضح على أنّ الحب عابر لكلّ هذه الحواجز.
هذا ويسجّل للبرنامج أيضاً أنّه ساهم في تلوين ليلة السبت بالقليل من الفرح. فالمشاهدون بأمسّ الحاجة الى الترفيه والتسلية، والخروج قليلاً عن نمط الأخبار السياسية اليومية وهموم الاقتصاد والمعيشة.
* «فاشلين بالحب» – يُعرض كل سبت 9.30 مساءً على قناة الجديد
