"بناء سجون جديدة أولوية"

مولوي: "هم السجون لا يغيب عن بالي"

16 : 38

نظمت لجنة السجون في نقابة المحامين مؤتمراً تحت عنوان" أزمه السجون والحلول المقترحة"، برعاية وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي وحضور نقيب المحامين ناضر كسبار.


وقال مولوي: "لم يمض على المنتدى الذي عقد في وزارة الداخلية والبلديات لحشد الجهود بغية دعم نظام السجون في لبنان أكثر من شهرين، في حضور مجموعة من السفراء الأصدقاء وممثلي الجمعيات والنقابات والجامعات والقطاع الخاص لحشد الجهود دعما لتطوير منظومة السجون والنظارات في لبنان".

وأضاف: "يحمل مؤتمركم اليوم عنوان: "أزمة السجون والحلول المقترحة"، وهنا أكرر أمامكم ما ذكرته حينذاك أن تطوير منظومة السجون وأماكن الاحتجاز وبناء سجون جديدة هي أولوية على الصعيد السياسي الإستراتيجي، ولهذه الغاية تعمل الوزارة بواقعية على إعادة تقييم الخطة الإستراتيجية الموضوعة في هذا الشأن والتي تتضمن إنشاء ثلاثة سجون جديدة، وذلك في ظل عدم وجود الموارد اللازمة وتراجع ماليّة الدولة. وفي الوقت الحالي، ترى الوزارة ضرورة اتخاذ إجراءات تكتية ضرورية لاحتواء الأزمة منعاً لتدهور الأمور".

وأشار مولوي الى انه "لا يمكن تبني أي مشروع لصياغة استراتيجية وطنية لتفعيل نظام السجون في لبنان دون أن يكون محامو لبنان شركاء فيه، إن على صعيد الورشة التشريعية بشكل أساسي حيث ينص شعار نقابتكم أن بيروت هي أم الشرائع، أو على صعيد إدارة السجون بما يؤدي إلى تحسين الأداء وضمان حقوق السجين وتحصين كرامة المحامي".

وتابع: "نلتقي معكم اليوم، حضرات المحامين، كشركاء الوزارة لتنسيق الجهود في خطة تفعيل نظام السجون والنظارات في لبنان التي تواجه تحديّات الاكتظاظ، ويعاني نزلاؤها، بسبب نقص الموارد المادية، من تراجع في الخدمات الطبية والاستشفائية نظراً لمحدودية المبالغ المخصصة لذلك في الموازنة وانهيار قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار".

واكد انه "يكاد لا يمر يوم على الوزارة من دون أن يطرأ فيه حدث داخل أحد السجون أو النظارات في لبنان، أكلف الضباط المعنيين في الوزارة بالمتابعة والتنسيق مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي للوقوف على جو التطورات دقيقة بدقيقة، أعلم أن المعالجات لا تكون دائما مستدامة وعلى قدر الآمال، لكن هم السجون لا يغيب عن بالي، وطموحي أكبر بكثير من هذه المعالجات الظرفية".

وذكر انه "على المستوى التشريعي للتخفيف من وطأة الاكتظاظ، تقدمت باقتراح قانون لتخفيض السنة السجنية إلى ستة أشهر، حيث آمل من السادة النواب إقراره في أقرب وقت، ومجددا لا يشكل هذا الاقتراح حلا نموذجيا لمشكلة الاكتظاظ، لكنه يحاكي بواقعية أزمةً تتمثل أسبابها بقصور في خدمات الدولة بشكل عام ولا تقتصر على إدارة أو وزارة بحد ذاتها. فلتعلموا أن أعداد الموقوفين في تزايد منذ الاعتكاف القضائي، ولتعلموا أن ظروفهم الحياتية داخل السجون والنظارات في غاية الصعوبة".

وتابع: "على المستوى اللوجستي، فبعد الإقفال القسري لنظارة جسر العدليّة بسبب تدهور حالته الإنشائية وافتقاره لمعايير حقوق الإنسان، وإقفال سجن حلبا لغرض الترميم وتوزيع نزلائهما على باقي السجون والنظارات، سيتم خلال أشهر قليلة افتتاح مركز الوروار النموذجي لإصلاح الأحداث الذي يتم تمويله من الإتحاد الأوروبي بمتابعة من UNODC، وعلى صعيدٍ آخر، يتابع فريق الوزارة مع الجهات المانحة مشاريعَ يتم إعدادها استكمالاً للمنتدى الذي عقد في الوزارة لدعم السجون والتي أثمرت تقديم هباتٍ تمثّلت ببعض التجهيزات ودعم على صعيد الاستشفاء والطبابة".

وقال: "أغتنم فرصة المؤتمر لدعوة السادة القضاة، مع الإقرار باستقلاليتهم في أداء وظيفتهم القضائيّة، إلى سرعة البت بطلبات إخلاء السبيل وتسريع المحاكمات، رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها، وإلى اجتراح الحلول القضائية، ومراعاة أحكام المواد 108، 111 و138 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، كذلك أدعو نقابتي المحامين، بالتنسيق مع القضاء، إلى إعادة تفعيل غرفة العمليّات التي أنشئت إبان أزمة كورونا لتفعيل إخلاءاك السبيل، والتي أثمرت حينذاك نتائج هامة وسريعة".


واكد "أن معاناة النزلاء في سجوننا مضاعفة من جراء الأزمة، إذ تضاف إلى الاكتظاظ معاناة الطبابة والاستشفاء، إضافة إلى الحاجة الملحة لصيانة المباني وآليات السوق والإسعاف. وفي ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي، تبرز الحاجة إلى تأمين مصادر مستقلة ومستدامة للطاقة تغذي السجون".

وجزم بالقول: "لم آت إليكم اليوم لأعرض عليكم أرقاما وإحصاءات على معرفة بها وبتحديثاتها، بل أتيت اليوم أنقل لسعادة النقيب ولكم ما يجول في ضميري من مآس وقضايا وأفكار، أتيت أشارككم بها وأمد أيادي الوزارة إليكم أنتم الذين تلتزمون بقسمكم".

ولفت الى "أن قضية السجون ليست قضية قانونية حقوقية فحسب، بل هي قضية أخلاقٍ وضمير. نحن مؤتمنون عليها، واجبنا أن نقوم بكل ما في وسعنا  لإحقاقها، وعدي قاطع بذلك".


واكد "أن مشكلة السجون في لبنان ليست منعزلة عن باقي مشكلات البلد الذي يعاني ما يعانيه، وهو لن يكون منفرداً في عاصفة الاقتصاد ونائبة الانهيار المالي، بل سيلاقيه أشقاؤه بإذن الله بيد العون رغم دأب البعض على محاولة حرف لبنان عن محيطه العربي الطبيعي والقفز فوق دستوره إلى مغامرات لا تشبه أهله، بعيدة عن نفس الخير".

وأوضح أن "تلك المغامرات التي تحاول خائبة بث الحقد وتكريس الفرقة والانقسام وكسر ميثاقية الطائف، طائف العروبة ونهائية الكيان، مغامرات لن تجد لها سبيلاً في نفوس الصادقين ولا محلاً في دستور لبنان، هي مغامرات الفراغ وستسقط حتماً في الفراغ".

وختم الوزير مولوي بالقول: "أشعر بلهفاتكم إلى لبنان، بلد أهل البلد، لبنان الرسالة، لبنان العدالة، لبنان العربي، لبنان العيش الواحد. أنا وأنتم على يقين أننا سنتجاوز الأزمات بإيمان وصبر ورؤية".



وكانت كلمات لكل من رئيس لجنة السجون في نقابة المحامين جوزف عيد ورئيس محاضرات التدرج المحامي الكسندر نجار.

MISS 3