مايز عبيد

"العنيّق" إختراع موسيقيّ عكاريّ

10 تشرين الثاني 2022

02 : 00

يتميّز محمود عيسى (أبو النمر) إبن بلدة فنيدق، سكان «مار توما» باستخدامه، آلة «العنيّق» صناعة وعزفاً، والعنيّق آلة موسيقية عربية عكّارية الهوية، وقد تعلّم من جدّه كيفية صناعتها ويعزف عليها، واحتفظ بهذا التراث القديم إلى اليوم.

وتشبه العنيّق آلة «المجوز» في شكلها، وفيها تتعانق القصبتان ويتم ثقبهما في أكثر من موضع ويُشدّ القصب بخيط من الحرير، وفي النهاية تُدهن الآلة بالعسل لكي تصبح سلسة فتتجنّب أصوات النشاز أثناء العزف. وإلى جانب «العنيّق» يقتني أبو النمر العديد من الآلات الموسيقية التراثية، مثل الربابة و»المِنجَيرة» والمزمار و»المِجْوِز» و»اليرغول» الفلسطيني وغيرها، وهو يحترف العزف على كل آلة منها.

يشارك أبو النمر الناس وأصدقاءه مواهبه، فينشر عبر صفحته على «فايسبوك» فيديوات له وهو يعزف على هذه الآلات، كما يشارك في العديد من الحفلات والمهرجانات التراثية والشعبية التي تقام في عكار وفي مختلف المناطق اللبنانية، عازفاً على آلة «العنيّق» فرسم لها هويتها العكّارية الخاصة أينما حلّ أو رحل. ويقول لـ»نداء الوطن»: «إن هذه الآلة العكارية الصنع تشبه في صنعها آلة اليرغول الفلسطينية ولكنها بحاجة إلى ثقوب أكثر، وأكثرية من يعزفون من الجنوب إلى الهرمل يستعملون آلة المجوز، ولكن هنا في عكار، هواة هذا النوع نادرون جداً». ويوضح أنّ آلة العنيّق تحتاج إلى قصبتين وليس قصبة واحدة، «وأكاد أكون أنا الوحيد في هذه المنطقة من يجيد صناعتها ويعرف كلّ خفاياها».

وخلال مشاركاته في المهرجانات الشعبية في المنطقة يخبر مع محمود عيسى الكثير من القصص ومنها أنّ كبار السن وهواة هذه الموسيقى عندما يسمعون عزفه يسارعون إلى حلقات الدبكة ومنهم من يطلب العزف معه أيضاً.

من بين أولاده من يهوى الدبكة على أنغام العنيّق، ومنهم من يحب تعلّمها، ولكن في نفس الوقت يخشى أبو النمر أن تندثر هذه الآلة وتصبح شيئًا من الماضي المنسي، لا سيما وأنّ الجيل الجديد يميل إلى الآلات الحديثة والموسيقى الصاخبة ولا يهوى الطرب العربي الشعبي الأصيل، وهو يضع نفسه بتصرّف جيل الشباب، وكل من يبدي الرغبة بالتعلم على العنيّق صناعة وعزفاً.


MISS 3