عبد المهدي يؤكد تسلّمه "رسالة الانسحاب"

وزير الدفاع الأميركي: لن نُغادر العراق

11 : 26

عراقي يحمل صورة لأبو مهدي المهندس في البصرة أمس (أ ف ب)

أعلن رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي بالأمس تسلّمه رسالة من الأميركيين الإثنين "موقعة" من قائد العمليّات العسكريّة الأميركيّة في البلاد، تُفيد بـ"إعادة التموضع بهدف الانسحاب من البلاد"، غداة إعلان واشنطن أنّها أُرسلت من طريق الخطأ. وأكد عبد المهدي أنّها كانت "رسالة رسميّة في السياق الطبيعي وليست ورقة وقعت من الطابعة أو أتت بالصدفة"، مضيفاً: "قلنا لهم أيضاً إنّ الترجمة العربيّة تختلف عن الترجمة الإنكليزيّة، فأرسلوا لنا نسخة عربيّة أخرى تتطابق ترجمتها مع الإنكليزيّة"، في حين أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن الولايات المتحدة لن تسحب قوّاتها من العراق، نافياً وجود رسالة موقعة من الجانب الأميركي تُعلن سحب تلك القوّات، وقال: "سياستنا لم تتغيّر، لن نُغادر العراق"، مضيفاً: "لا رسالة موقعة بحسب علمي".

وفي رسالة رسميّة موجّهة إلى قيادة العمليّات المشتركة العراقيّة، أكّد مسؤولان عسكريّان أميركي وعراقي لوكالة "فرانس برس" صحّتها، ذكر الجيش الأميركي أنّ قوّات التحالف التي تقودها واشنطن بصدد "اتخاذ إجراءات معيّنة لضمان الخروج من العراق"، وستُنفّذ عمليّات "إعادة تمركز خلال الأيّام والأسابيع المقبلة".

وأضافت الرسالة الموقّعة من الجنرال وليام سيلي الثالث، قائد قوّة المهمّات الأميركيّة في العراق، أن القرار جاء "احتراماً لسيادة جمهوريّة العراق"، مشيرةً إلى أنّه "ستكون هناك زيادة برحلات الطائرات المروحيّة داخل المنطقة الخضراء وحولها خلال ساعات الليل".

ولاحظ صحافيّون من وكالة "فرانس برس" عدداً من المروحيّات تُحلّق في وسط بغداد منذ ليال عدّة. لكنّ رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي سرعان ما أعلن أنّ الرسالة عبارة عن "مسودّة" وتمّ إرسالها من طريق الخطأ. وقال ميلي "إنّه خطأ ارتكبه ماكينزي"، في إشارة إلى قائد القيادة الأميركيّة الوسطى الجنرال فرانك ماكينزي، مشدّداً على أنّ هذه الرسالة "مسودّة" و"ما كان يجب أن تُرسل". وكان إسبر قد نفى سابقاً أن تكون بلاده قد قرّرت إخراج قوّاتها من العراق. وقال: "ليس هناك أيّ قرار على الإطلاق بمغادرة العراق. لم يُتّخذ أي قرار بالخروج من العراق. نقطة على السطر".

في غضون ذلك، دعت فصائل عراقيّة مسلّحة إلى عقد اجتماع لمواجهة "الحرب ضدّ المقاومة". وأكد نصر الشمري، المعاون العسكري لحركة "النجباء"، المنضوية تحت لواء "الحشد الشعبي"، أن "المقاومة كبّدت القوّات الأميركيّة في العراق خسائر جسيمة، بحيث دفعتهم في السابق إلى الخروج من العراق"، مضيفاً: "من الأجدر بنا أن نكون كفصائل مقاومة، ككيان واحد، للتعامل مع واشنطن التي تُصنّفنا في الخانة نفسها". واعتبر الشمري في بيانه أن "العدوان الأميركي على "الحشد الشعبي" كان الساعة الصفر لبدء الحرب على المقاومة". وقال: "سنخوض حرباً ضدّ الوجود العسكري الأميركي في كلّ نقطة بالمنطقة نستطيع الوصول إليها".

وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد أعلن في رسالة إلى البرلمان العراقي "تشكيل المقاومة الدوليّة". وأعاد الصدر كذلك إحياء "جيش المهدي"، الذي كان له دور كبير في مقارعة الأميركيين عقب دخولهم إلى العراق.

تزامناً، شيّع الآلاف نائب رئيس "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، الذي قضى بالضربة الأميركيّة مع قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، بعد عودة جثمانه من إيران إلى البصرة، مسقط رأسه في جنوب البلاد، وسط هتافات "الموت لأميركا".


MISS 3