"سيسيل كورت"... شارع لندني سرّي للمكتبات القديمة

12 : 58

يُعرَف "سيسيل كورت" باسم "شارع باعة الكتب"، وهو أشبه بكنز خفي في وسط لندن.

يعجّ هذا الشارع بعشرين متجراً للكتب المستعملة وبباعة كتب لا تُقدَّر بثمن. إنها جنة حقيقية لمحبي الأدب! على بُعد لحظات من صخب ساحة "ليستر سكوير"، ستتفاجأ باكتشاف هذا المكان الهادئ. لم تتغير واجهات المتاجر منذ أكثر من مئة سنة، لذا سيكون التجول في "سيسيل كورت" أشبه برحلة سفر عبر الزمن.

يمكنك أن تجد كل ما تفكر به في هذه المكتبات، بدءاً من الكتب النادرة ونسخ من مجموعات ثمينة وطبعات أولى، وصولاً إلى طوابع بريدية وخرائط وملصقات وأوراق نقدية قديمة. يُقال إن زقاق "دياكون" في قصة "هاري بوتر" مستوحى من هذا الشارع. يسهل أن نصدّق ذلك نظراً إلى متاجره الغريبة، حتى أن بعضها يرتبط بمؤلفات أدبية عن قصص السحر أو الاضطرابات النفسية.




على صعيد آخر، كان "سيسيل كورت" مكان إقامة فولفغانغ أماديوس موزارت موقتاً، تزامناً مع جولته في أوروبا حين كان في عمر الثامنة. أقامت عائلته مع حلاق اسمه جون كوزين، وبيعت تذاكر أولى حفلاته الموسيقية في لندن من متجره. وُضعت لوحة زرقاء للتذكير بإقامته الوجيزة في تلك المنطقة لأن سكان لندن يحبون كل ما له علاقة بالشهرة. يقول البعض إن موزارت ألّف أول سمفونية له أثناء إقامته في "سيسيل كورت"، لكنّ أحداً لا يستطيع التأكيد على هذه المعلومة.أخيراً، كان هذا الشارع مركزاً لصناعة السينما البريطانية في بداياتها، لذا اكتسب أيضاً اسم شارع "فليكر". فتحت أول شركة مرتبطة بالأفلام أبوابها هناك في العام 1897، وسرعان ما أصبح "سيسيل كورت" معقل شراء الأفلام أو استئجارها. كذلك، فتح رواد السينما البريطانية، من أمثال سيسيل هيبوورث وجيمس ويليامسون، مكاتب لهم في الشارع، إلى جانب عدد كبير من الشركات الدولية. خلال تلك الفترة، نشأت جميع أنواع المؤسسات على طول الشارع، بدءاً من متاجر المعدات وشركات التأجير، وصولاً إلى تجار الأفلام الأجنبية وشركات متخصصة بصناعة السينما.


MISS 3