علاج بروتيني جديد لتسريع التعافي من النوبة القلبية

يكشف بحث جديد أن حَقْن بروتين محدد في النسيج الندبي بعد التعرض لنوبة قلبية يُحسّن تعافي القلب ويسرّع مساره!

تُحرر تقنية إعادة الضخ تدفق الأوكسجين نحو نسيج القلب، وهي طريقة علاجية شائعة بعد النوبة القلبية. لكن يصاب حتى ربع من يخضعون لهذا العلاج بقصور القلب خلال سنة.

لهذا السبب، استكشف الباحثون بقيادة جيمس تشونغ، أستاذ مساعد في جامعة "سيدني"، علاجاً بديلاً يستهدف النسيج الندبي الذي يتشكّل بعد النوبة القلبية.

قيّم تشونغ وزملاؤه قدرات علاج بروتيني اسمه "عامل النمو المستمد من الصفائح الدموية البشرية المؤتلف" أو rhPDGF-AB. يشتق هذا العامل من الصفائح البشرية، وهي خلايا دم صغيرة تُسارع نحو موقع الإصابة عند الحاجة لتسهيل تجلط الدم وإطلاق عملية التعافي.

اختبر الباحثون العلاج الجديد على خنازير تعرّضت لنوبة قلبية، وتكشف نتائجهم الواعدة أن هذا العلاج قد يساعد البشر قريباً على التعافي من النوبات. نُشر تقرير عن الدراسة في مجلة "علم الطب التحوّلي".

كانت التجربة مبنية على عينات عشوائية. قسّم تشونغ وفريقه 36 خنزيراً على المجموعات الثلاث التالية:

• مجموعـة خضعت لإجراء مزيّف (لم تُصَب هذه الخنازير الخمسة بنوبة قلبية).• مجموعة استعملت البالون لسدّ الشريان التاجي وتقليد آثار النوبة القلبية وأخذت دواءً وهمياً على شكل "علاج" (11 خنزيراً).• مجموعة استعملت البالون بالطريقة نفسها وتلقّت حقنة وريدية بعلاج rhPDGF-AB طوال 7 أيام (11 خنزيراً).

في المرحلة اللاحقة، نفقت تسعة خنازير من تلك التي تعرضت لنوبة قلبية قبل أن تتمكن من تلقي العلاج.

وبعد شهر من التدخل، استعمل الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي وتقنيات أخرى لفحص القلب والتأكد من قدرة علاجهم على تشكيل أوعية دموية جديدة وتخفيض إيقاع ضربات القلب غير الطبيعية وتحسين وظيفة القلب عموماً.

بعد 28 يوماً على وقوع النوبة القلبية، ساهم الإجراء الجديد في تحسين فرص النجاة بنسبة 40% مقارنةً بمفعول الدواء الوهمي، وحسّن أيضاً ضخ الدم من القلب في البطين الأيسر (حيث وقعت النوبة القلبية) بنسبة 11.5%.

يوضح تشونغ: "من خلال تحسين وظيفة القلب وتشكّل الندوب بعد التعرض لنوبة قلبية، أدى علاج rhPDGF-AB إلى زيادة عامة في فرص النجاة خلال دراستنا. صحيح أن العلاج لم يؤثر على حجم الندب عموماً، لكننا اكتشفنا أنه زاد قوة ألياف الكولاجين في الندوب، ما ساهم في تحسين وظيفة القلب بعد النوبة القلبية. تُعتبر هذه المقاربة جديدة بالكامل، لأن أياً من العلاجات المستعملة راهناً لا يستطيع تغيير الندب بهذه الطريقة".

تجارب عيادية على البشر قريباً

يقول تشونغ إن هذه النتائج ترتكز على أبحاث سابقة للفريق نفسه: "سبق وأثبت شريكنا ريتشارد هارفي، من معهد "فيكتور تشانغ" لأبحاث القلب (في "دارلينغ هيرست"، أستراليا)، أن البروتين يستطيع تحسين وظيفة القلب لدى الفئران بعد النوبة القلبية. تطور هذا المشروع منذ أكثر من 10 سنوات، ولدينا اليوم بيانات مقنعة عن فصيلتَين حول فعالية هذا العلاج".

يضع تشونغ هذه النتائج في سياق زيادة شيوع أمراض القلب باعتبارها أول سبب للوفاة عالمياً، فيضيف: "لدينا بروتوكولات علاجية قائمة، لكن ثمة حاجة مُلحّة إلى ابتكار علاجات إضافية لتحسين النتائج الصحية، لا سيما بعد التعرض لنوبات قلبية حادة. لا بد من إجراء دراسات حيوانية أخرى للتأكد من أمان العلاج والجرعات المناسبة. ثم يمكننا أن نتطلع إلى إجراء تجارب عيادية على البشر قريباً جداً. من الواضح أن علاج RhPDGF-AB خيار واعد، ويمكن استعماله على الأرجح إلى جانب علاجات معروفة أخرى لتحسين وضع المريض ونسبة نجاته بعد تعرضه لنوبة قلبية. نتمنى أن نتعمق مستقبلاً في خصائص هذا العلاج كي نستكشف احتمال استعماله في أعضاء أخرى تتأثر بالنسيج الندبي، على غرار الكلى".