خلال زيارة تهدف إلى مواجهة توسع نفوذ الصين في آسيا وتعزيز العلاقات الثنائية التي شهدت توتراً على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان في البلاد، أكدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لرئيس الفيليبين فرديناند ماركوس التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه مانيلا.
وقالت هاريس لماركوس في مستهلّ المحادثات في القصر الرئاسي في مانيلا: «نقف معكم في الدفاع عن القواعد والأعراف الدولية المتعلّقة ببحر الصين الجنوبي»، مشدّدةً على أن «هجوماً على القوات المسلّحة الفيليبينية، وعلى سفن أو طائرات في بحر الصين الجنوبي، من شأنه أن يُفعّل التزام الولايات المتحدة الدفاعي المشترك... هذا التزامنا الثابت تجاه الفيليبين».
من ناحيته، أكد ماركوس أنه «لا يرى مستقبلاً للفيليبين لا يتضمّن الولايات المتحدة». والتقت هاريس أيضاً نظيرتها الفيليبينية سارة دوتيرتي، ابنة الرئيس السابق رودريغو الذي استدعت حربه الدامية على المخدّرات تحقيقاً دوليّاً في انتهاكات مفترضة لحقوق الإنسان.
وترتبط الولايات المتحدة بعلاقة طويلة ومعقّدة مع الفيليبين، ومع عائلة ماركوس الذي حكم والده المستعمرة الأميركية السابقة لعقدَين بدعم من واشنطن التي اعتبرته حليفاً في فترة الحرب الباردة. لكنّ العلاقات توتّرت بين البلدَين خلال حكم دوتيرتي، بينما تسعى واشنطن الآن إلى تعزيز تحالفها الأمني مع مانيلا في ظلّ الرئاسة الجديدة.
ويشمل ذلك معاهدة دفاع مشترك واتفاق تعاون دفاعي معزّز يعود إلى العام 2014 ويُعرف اختصاراً بـ EDCA ويُتيح للجيش الأميركي تخزين معدّات وإمدادات دفاعية في 5 قواعد فيليبينية. كما يسمح للقوات الأميركية بالتناوب في الخدمة في تلك القواعد العسكرية.
وتوقف العمل بالاتفاق خلال عهد دوتيرتي، لكن الولايات المتحدة والفيليبين تعهّدتا تسريع تطبيقه في مواجهة توسع نفوذ الصين. وقبل اجتماع هاريس بماركوس، قال مسؤول أميركي لصحافيين طالباً عدم كشف اسمه: «حدّدنا مواقع جديدة وبدأنا عملية مع الفيليبين لوضع اللمسات الأخيرة عليها».
ومن بين المبادرات التي ستُطلق خلال زيارة هاريس، محادثات في شأن اتفاق نووي مدني بين الولايات المتحدة والفيليبين. وستتوجه هاريس اليوم إلى جزيرة بالاوان في بحر الصين الجنوبي، حيث تتنازع الصين السيادة على مساحات في البحر مع الفيليبين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام.
