مايا الخوري

سارة بيطار: الثورة حفّزتني لكتابة المسرحية في نيويورك

13 كانون الثاني 2020

12 : 00

بعدما نظّمت ورشة عمل عن الصوت واللفظ في لبنان عادت الممثلة سارة بيطار أدراجها إلى نيويورك حيث تستعدّ لتنفيذ مسرحيتها من ضمن مهرجان المسرح هناك، فضلاً عن تنفيذ عملين مسرحيين مع فرقتها المسرحية في الربيع القادم.

عن ورشة العمل، وتفاصيل المسرحية المشاركة في المهرجان النيويوركي، تحدثت إلى "نداء الوطن".

تعتبر الممثلة سارة بيطار اللفظ والتحكم في الصوت من أساسات الأداء التمثيلي، هي التي اكتسبت تلك التقنيات فترة التمارين في نيويورك، أرادت مشاركة خبرتها مع زملائها في لبنان خصوصاً أن لا أولوية لذلك هنا، فنظّمت ورشة عمل شارك فيها ممثلون لبنانيون. وتقول في هذا الإطار: "إن لم يكن الممثل متمكناً من صوته وأدائه اللفظي، لا يمكنه التعبير عن إحساس الشخصية وتجسيد تفاصيلها خصوصاً على الخشبة. إنه عمل قائم على تحرير الصوت، أي ألا يضطر الممثل أن يقوم بمجهود إضافي لإسماع صوته، وأن يرسم شخصيته من خلال صوتها وطريقة لفظها واختيارهـا للكلمـــــــات المناسبــــة".

وعن تجربتها في بلاد العم سام، وهي الآتية من مجتمع شرقي قالت: "حاولت بداية التأقلم مع المجتمع الغربي متشبّهة بالأميركيين خصوصاً أن شكلي الخارجي لا يوحي بشرقيتي. لكنني وجدت بأن صفاتنا كشعب عاطفي وعفوي مثالية للعمل المسرحي وتجسيد الشخصيات بإحساس عالٍ، لذا قررت التصرّف على سجيّتي وعدم محاولة تقليد الغرب. فأصبحت بالنسبة إلى الجمهور الأميركي شخصية غامضة، مختلفة وهذه نقطة قوّتي كممثلة مسرحية هناك". وعن مسيرتها المهنية أضافت: "تخصصت في نيويورك، وأنتمي حالياً إلى فرقة مسرحية تضمّ أشخاصاً من جنسيات مختلفة لكل منّا مسؤولياته المحددة، لذا هو أشبه بعمل عائلي. وهذا أمر مهم في وقت تحاول أميركا التخلص من كل اللاجئين لديها".



مشهد من المسرحية


مع بدء الثورة في لبنان، شعرت سارة بحال من الفوضى خصوصاً أنها كانت تتابع الأخبار فشكّلت الثورة بالنسبة إليها الحافز الأكبر لإنجاز مسرحية من ضمن فعاليات مهرجان نيويورك المسرحي، حيث شعرت برغبة قويّة في التحدث عن الغربة خصوصاً أن ثمة حدثاً مهمّاً جداً يحصل في موطنها. لذا تحيّنت الفرصة المناسبة، وتقدّمت بفكرتها إلى المهرجان وتم قبولها.تتحدث المسرحية عن محاولة المغترب الإبداع الفنّي في بلد الإغتراب، فضلاً عن الإحساس بالغربة عن وطن يعيش أحداثاً مهمّة جداً. فقالت: "برأيي، لا يمكن لأي فنان الكتابة بعمق وإحساس عن موضوع لم يعشه شخصياً أو خبِره". وأضافـت: "أنا لا أملك الجنسية الأميركية بعد، وبالتالي يتوجّب عليّ تجديد إجازة العمل كل فترة، وهي مكلفة جداً، لذا سأضطر إلى مغادرتها عاجلاً أم آجلاً. إنما من ناحية أخرى تبقى التجربة الفنية هناك مهمة جداً".ألا تطمحين للعودة؟ أجابت: "لطالما تمنيت العمل في لبنان لو تأمّن العيش الكريم. أنا متمسّكة بلبنان كلغة ووطن نشأت فيه، كوّن شخصيتي وأنتمي إليه، لذا يسهل التواصل مع مجتمعه بينما أضطر هناك إلى تفسير طباعي وتقاليدي الغريبة عن المجتمع الأميركي". وعن التباين في العمل بين البلدين قالت: "يختلف أسلوب العمل بين لبنان ونيويورك، ففي الأول فوضى جميلة برأيي، حيث يكون الإرتجال سيّد الموقف ما يعزّز التجارب أكثر من الخارج، حيث تبقى الأمور محدّدة ومعلّبة فلا استفادة من اللحظة والتجربة".

وختمت: "إن العمل المسرحي في لبنان قائم على المبادرات الفردية في ظل غياب دعم الدولة، فضلاً عن أن روّاد المسرح باتوا محدودين مقارنة بجمهور الدراما مثلاً، بسبب اللااستقرار الإقتصادي والأمني الذي حوّل ريادة المسرح بمثابة نشاط فاخر محصور بطبقة إجتماعية وثقافية معيّنة، رغم أن المسرح مهمّ لتثقيف الجمهور وهو محرّك للفكر والإحساس على حد سواء".


MISS 3