واشنطن حذّرت بغداد من خسارة حساب مصرفي مهمّ

استهداف قاعدة جوّية عراقيّة تضمّ جنوداً أميركيين بالصواريخ

10 : 28

تظاهرة حاشدة لـ"طلاب الثورة" في النجف أمس (أ ف ب)

في وقت تستمرّ فيه الثورة العراقيّة، التي تُطالب بسقوط النظام المدعوم من طهران برمّته، في العاصمة بغداد ومدن الجنوب، بقوّة وزخم، سقطت ثمانية صواريخ مساء أمس على قاعدة "بلد" الجوّية العراقيّة التي تضمّ جنوداً أميركيين شمال بغداد، ما أسفر عن إصابة أربعة عسكريين عراقيين، بحسب بيان للجيش.

وأوضحت خليّة الإعلام الأمني الرسميّة أن "قاعدة بلد الجوّية في محافظة صلاح الدين، تعرّضت لقصف بثمانية صواريخ كاتيوشا"، مشيرةً إلى أن القصف أسفر عن "إصابة أربعة من منتسبي القوّة الجوّية العراقيّة، بينهم ضابطان".

وغادرت غالبيّة القوّات الأميركيّة قاعدة "بلد"، بعد التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقيّة، إذ أكد مصدر عسكري عراقي لوكالة "فرانس برس" أنّه "لم يبقَ في القاعدة أكثر من 15 جنديّاً أميركيّاً وطائرة واحدة". كما أشار مسؤولون أمنيّون عراقيّون إلى أن "أكثر من 90 في المئة من المستشارين الأميركيين وعناصر شركتَيْ "لوكهيد مارتن" و"ساليبورت" المتخصّصة بتشغيل طائرات "أف 16" العراقيّة، انسحبوا من قاعدة "بلد" الجوّية إلى معسكرَيْ التاجي وأربيل". ومنذ نهاية تشرين الأوّل، أصبحت القواعد العسكريّة العراقيّة هدفاً للهجمات الصاروخيّة. وسقطت عشرات الصواريخ على تلك القواعد، وأسفرت إحداها في 27 كانون الأوّل عن مقتل متعاقد أميركي. وردّت الولايات المتحدة في 29 كانون الأوّل بقصف قواعد عراقيّة على الحدود مع سوريا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 25 مقاتلاً من "الحشد الشعبي"، إذ تتّهم واشنطن فصائل من "الحشد" الموالية لإيران بالوقوف وراء تلك الهجمات الصاروخيّة.

تزامناً، تتواصل التظاهرات الصاخبة في بلاد الرافدين، فيما تتصاعد حدّة الصدامات بين قوّات الأمن والثوّار في بعض المناطق، بينها بغداد وكربلاء التي اقتحمت فيها عناصر أمنيّة مكان الاعتصام، ما أدّى إلى وقوع اشتباكات عنيفة أصيب على أثرها عدد من المتظاهرين.

وذكر مصدر طبي في دائرة صحة كربلاء أن أكثر من 10 متظاهرين أصيبوا في المواجهات بين قوّات مكافحة الشغب والثوّار في حي البلديّة وسط المدينة. وكانت وكالة الأنباء العراقيّة قد ذكرت أن القوّات الأمنيّة تُحاول إبعاد متظاهرين يسعون إلى اقتحام مبنى محافظة كربلاء، في وقت أقدم مجهولون على إضرام النار في مقرّ منظّمة بدر في محافظة كربلاء.

في غضون ذلك، وبعدما صوّت البرلمان العراقي على قرار يُفوّض بموجبه الحكومة بإنهاء تواجد القوّات الأجنبيّة في البلاد، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ الولايات المتّحدة حذّرت بغداد الأسبوع الماضي من أنّها تُخاطر بفقدان الوصول إلى حساب مصرفي حكومي مهمّ، في حال أقدمت الحكومة العراقيّة على طرد القوّات الأميركيّة من البلاد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين أن وزارة الخارجيّة الأميركيّة هدّدت بأنّ واشنطن قد تُعلّق حساب البنك المركزي العراقي في بنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك، في خطوة يُمكن أن تُقوّض الاقتصاد العراقي الهشّ بالفعل، إذ يحتفظ العراق، مثله مثل بلدان عديدة أخرى، بحسابات الحكومة في بنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك، بما في ذلك إيرادات مبيعات النفط.

ويُمكن أن يؤدّي فقدان الوصول إلى هذه الحسابات، إلى تقييد استخدام العراق لتلك الإيرادات وخلق أزمة نقديّة في النظام المالي للبلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن التحذير الأميركي نُقِلَ إلى رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي خلال اتصال هاتفي تطرّق أيضاً إلى الشراكة العسكريّة والسياسيّة والماليّة الشاملة بين البلدَيْن، وفق مسؤول في مكتب عبد المهدي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اعتبر خلال مقابلة مع محطة "فوكس نيوز" الأميركيّة أن على الحكومة العراقيّة دفع الأموال لدافعي الضرائب الأميركيين إذا أرادت سحب القوّات الأميركيّة من هناك، مؤكّداً أن الهجوم الذي استهدف قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال قاسم سليماني منع حدوث "بنغازي" أخرى. وتابع ترامب: "أنشأنا في العراق إحدى أغلى منشآت المطارات في العالم. إذا غادرنا فعليهم (العراقيّون) أن يدفعوا الأموال مقابل ذلك"، مشيراً إلى أن دولاً مثل السعوديّة وكوريا الجنوبيّة تدفع ملايين الدولارات مقابل انتشار الجنود الأميركيين هناك. وأوضح أنّه أبلغ المملكة أن عليهم دفع الأموال مقابل نشر المزيد من الجنود، وقد وضعوا بالفعل مليار دولار في حساب مصرفي. وعن الطريقة التي يُمكن من خلالها جمع الأموال من العراقيين، قال الرئيس الجمهوري: "لدينا الكثير من أموالهم. هناك 35 مليار دولار في حساب".


MISS 3