عماد موسى

نائبان مشعّان

8 تموز 2019

المصدر: نداء الوطن

15 : 42

في نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين وُجد في لبنان نائب يبتهج وهو يزف إلى مواطنيه بشرى اتفاقه مع وزيرة الطاقة والمياه على مشروع إنارة طريق على الطاقة الشمسية، حفاظاً على البيئة، وكأن إنارة الشوارع وتزفيتها وصيانتها ومد شبكات الصرف الصحي وإيصال مياه الشفة إلى العطاش من الأعمال الخارقة وغير المألوفة في هذا العصر .إنجازات يمهّد لها نواب خارقون ويوصي بتنفيذها وزراء إستثنائيون.

وغدا سيرفع النائب المبتهج ، باسم مواطنيه أو أصدقائه أو البلديات التي تدين له بالولاء، "يافطات" الشكر والثناء على دوره الريادي في خفض نسبة الطاقة المستهلكة ورفع مستوى البنى التحتية والفوقية في نطاقه الإنتخابي. وبعد الضو "جايي" دور المجارير.وبعد دورة ال 2018 دورة جديدة بال 2022 .

أن يقوم وزير بالدور المنوط به أساساً، وأن يمارس النائب دوره الرقابي والتشريعي أمران لا يستحقان لا رفع القبعة ولا تسطير آيات الشكر بأقلام مبييضي الوجوه والطناجر من مجالس بلدية ومخاتير وفعاليات.

وفي هذا الزمن البائس، يذكّر أحد النواب الجدد الأثرياء، متتبعيه على حسابه الرسمي على فايسبوك ،أنه يتبرّع كل شهر بمخصصاته للمحتاجين، افراداً وجمعيات ودور عبادة وصالات مآتم ومستوصفات، ومن منطلق الشفافية التي ينادي بها، يعدد كيفية صرفه الملايين الثمانية كل شهر ولمن ذهبت. مثلا أخوية الوردية 800 دولار ، كلفة عملية فتاق مطانوس زوج مريم 1125 دولار، تبرع لتوسعة سيدة كفرون 450 ألف ليرة ، مساهمة لعيلة مستورة 300 دولار ... يبدو في كشوفاته ماسك دفتر دكنجي إنما من وقت لآخر يحضر إجتماعات لجنة المال والموازنة مستمعا ومستمتعاً ويطل على الشاشة الصغيرة فيملؤها بلا شيء.

MISS 3