المطران عودة: أليس الأجدى الاستعجال بانتخاب رئيس

12 : 29

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، القداس الالهي في مطرانية القديس جاورجيوس - بيروت، في حضور عدد كبير من المؤمنين.



وبعد الانجيل المقدس ألقى عودة عظة قال فيها: "نأسف في أيامـنا لرؤية بشر يتمسكون بالمـنصب والكرسي والأموال مهملـيـــن الــحــيـــاة مـــع الـــرب. نــحـــزن لأنــنــا نــشـــاهـــد الــمـادة وقــد أصــبــحـــت أهـــم مـــن الــبــشـــر الــمــخــلـــوقــيـــن عــلـــى الــصـــورة والــمــثـــال الإلــهــيــيـــن. هـــل يــعــي الإنــســان أنـــه عــنــد الــمــوت يــتــرك كــل مــا جــمــعـــه مــن مــال وألــقــاب ويــمــضــي عــاريــا مــن كــل شــيء إلا الــصــفــات الــحــســنــة والأعــمــال الــصــالــحــة، لــذلــك نــدعــو أن يــكــون ذكــره مــؤبــدا. نــعــم الله تــغــمــرنــا ونــحــن عــنــهــا غــافــلــون. والــشــتــاء نــعــمــة إلا فــي لــبــنــان. فــعــنــد كــل هــطــول مــطــر تــغــرق الــشــوارع وتــتــلــف الــمــمــتــلــكــات وكــأنّ الـمــســؤولــيــن فــي ســبــات عــمــيــق لا يــســتــفــيــقــون مــنــه إلا عــنــد حــصــول الــكــارثــة، وعــوض الــعــمــل عــلــى تــلافــيــهــا يــتــقــاذفــون الــتــهــم والــمــســؤولــيــة. الــتــعــاون بــيــن الــوزارات والإدارات مــفــقــود والــمــحــاســبــة غــائــبــة وكــأن أرواح الــنــاس ومــمــتــلــكــاتــهــم رزق ســائــب لا قــيــمــة لــه".

وأضاف: "لــم نــنــس بــعــد تــفــجــيــر الــمــرفــأ والــكــارثــة الــتــي حــلــت بــنــصــف الــعــاصــمــة الــتــي مــا زال مــعــظــم ســكــانــهــا يــنــتــظــرون مــن يــقــضــي بــالــعــدل ويــفــرض الــعــدالــة ويــنــصــف ضــحــايــاهــم ويــعــوض عــلــيــهــم بــعــضــا مــن خــســارتــهــم. ولــن نــكــرر الــحــديـث عــن مــأســاة الــمــودعــيــن الــذيــن لا يــعــرفــون مــصــيــر أمـوالــهــم فـي الــمــصـارف، ومــشــكــلــة الــكــهــربــاء الــتــي لــم يــجــدوا لــهــا حــلا بــعــد، والـطـرقـات وغــيــرهــا مــمـا يــعــانــي مــنــه الــمــواطــنــون".


وسأل: "كــيــف يــدار بــلــد بــلا رأس؟ وكــيــف تــعــالــج شــؤون الــنــاس ويــنــتــظــم عــمــل الــمــؤســســات الــدســتــوريــة وإدارات الــدولــة فــي غــيــاب رئــيــس وحــكــومــة؟ ومــا زلــنــا نــشــهــد كــل خــمــيــس جــلــســة تــفــتــقــر إلــى الــجــديــة والــشــعــور بــعــظــم الــمــســؤولــيــة، وكــأن بــعــض نـــواب الأمــة اســتــقــال مــن واجــبــه الـــوطــنــي ونــكــث بــعــهــده لــنــاخــبــيــه، ولا يــرى حــرجــا فــي عــدم الإقــتــراع لإســم يــراه صــالــحــا لــتــبوّء مــركــز الــرئــاســة، ويــفــضــل الــورقــة الــبــيــضــاء وتــعــطــيــل الــجــلــســة، وكــأنــهــم يــفــضــلـون إغـــراق الــســفــيــنـــة بــمـــن فــيــهـــا عـــوضـــا عـــن أن يــكـــونـــوا مـــرســـاة وبــحـــارة مـــاهـــريـــن ومــيــنـــاء لــخـــلاص الــمـــواطــنــيـــن ونــجـــاتــهـــم مـــن الــغـــرق. وعــوض عــقــد جــلــســة لــحــكــومـــة تــصــريــف أعــمــال، ومــع ضــرورة مــعــالــجــة الأمــور الــضــروريــة، ألــيــس الأجــدى الاســتــعــجــال فــي انــتــخـاب رئــيـس وإعــادة إنــتــظــام عــمــل الــمــؤســســات وتــســيــيــر شــؤون الــنــاس؟ لا أحـــد مــنــهــم مــســتــعـــد لــلــتــضــحـــيــة بــمــصـالــحــه وارتــبـاطــاتـه فـــي ســبــيـــل إنــقــاذ الـــوطـــن. ولا نــنــســى طــبــعــا مــســؤولــيــة الــمــواطــنــيــن فــي الــمــحــاســبــة أولا وفــي الــتــصــرف بــمــســؤولــيــة أيــضــا، لأنــهــم إن لــم يــحــافــظــوا عــلــى بـيــئـتـهــم وغـابــاتــهــم وشــوارعــهــم والـمــمـتــلــكــات الــعــامــة كــأســلاك الـكـهـربـاء مـثـلا فــلــن يــجــدوا مــن يــحــافــظ عــلــيــهــا".