كتاب لغسّان شبارو عن "الدار العربية للعلوم ناشرون"

"نبع الحب"

02 : 00

في بلدٍ يسير نحو المهوار في مختلف مناحي الحياة، تأتي تسمية بلدة "المهوار" فضاءً ملائماً للكتابة عن بنية النظام السياسي اللّبناني ووضعه ضمن إطارٍ سوسيولوجيٍّ تاريخيٍّ عام، تُقدّم خلاله رواية "نبع الحب" مظاهر الصراع الطائفي، خلال فترة الحرب الأهلية. وتستمرّ إلى زمنٍ مستقبليٍّ صاعدٍ يتجاوز الزمن الحاضر إلى العام 2029، وهو الزمن الذي تتحقق فيه ثيمة الرواية كما تخيّلها الكاتب وأرادها، وهي انتصار الحب على الكراهية ووصول لبنان إلى مستقبلٍ مُضيءٍ تتحقّق فيه العدالة الاجتماعية والحرية والأمان. وتحتلّ مسألة تهميش اللّبناني حيّزاً واسعاً في رواية شبارو، حيث يطرح نماذج إنسانيّة فاسدة، ويُدرجها في ثنايا النصّ. ومنهم شخصيّة المختار "فارس مفسود" ومحافظ المنطقة "وجيه الصيّاد"، والنائب "فايز الشاطر" وغيرهم من المستفيدين من الأزمات الراهنة، والذين يمثّلون تحالف الرأسماليّين مع السياسيّين للفوز بالغنائم. يُقابل هؤلاء نماذج إنسانيّة إيجابيّة، ومنهم شخصيّات آل خرنوب وآل ريّان اللذان يمثّلان بأديانهما المختلفة عنواناً للتعايش المشترك الذي كان سائداً قبل الحرب، وتأتي قصة الحب بين بنيهما زينة ورشيد وخطوبتهما في النهاية مؤشّراً على انتصار الخير على الشرّ مهما كانت الصعاب. "نبع الحب" سرديّة لبنانيّة تقرع جرس الإنذار لتقول "أيّها اللبنانيون استفيقوا، وتصدّوا لكل من يريد سرقة حياتكم وتهجيركم وإذلالكم".


MISS 3