مايا الخوري

لمى مرعشلي: نختلف كنساء في التجارب ونتّحد في الصبر

8 كانون الأول 2022

02 : 01

تقف الممثلة لمى مرعشلي على خشبة المسرح ساردة تجاربها في الزواج والأمومة بقالب كوميدي طريف تحت عنوان «وصفولنا الصبر». العمل المسرحي بطابع الـ «comedy show» من إخراج دارين شمس الدين وتمثيلها إلى جانب مرعشلي ولينا أبيض ومايا حبلي. عن تجربتها والمسرح تتحدث لمى مرعشلي إلى «نداء الوطن».

كيف وُلدت فكرة الـ comedy show "وصفولنا الصبر" ؟

اقترحت دارين شمس الدين فكرة تقديم "set ستّات"، وهو عبارة عن مساحة تُعطى لنساء كي يسردن قصصهن الحقيقية بطريقة كوميدية طريفة. عندما اطلعت على تفاصيل هذا المشروع تحمّست كثيراً وباشرنا التحضير له.

أنتنّ كاتبات مسرح، مخرجات وممثلات، لماذا اعتمدتن هذا النوع من الأعمال بدلاً من تقديم عمل مسرحي نمطي؟

إنه نوع مسرحي جديد في العالم العربي، جميل يرتكز على سرد تجارب شخصية واقعية ممكن أن يختبرها الآخرون. وعلى رغم اختلاف هذه التجارب وتمايزها وفق الأشخاص، نجتمع كنساء تحت عنوان واحد، هو "المعاناة".

ما انعكاس هذه الخلطة الفنية على العمل؟

إنعكست هذه الخلطة الفنية كممثلات ومخرجات وكاتبات على كيفية التحضير للعمل، حيث تبادلنا الآراء والخبرات والأفكار إنطلاقاً من تجاربنا المهنية على اعتبار أن نجاح الشخص هو نجاح للجميع. إنصبّ هدفنا الواحد والأساس على مساعدة بعضنا البعض، عبر إبداء الرأي في النصوص ومناقشتها لضبطها وتحسينها.

قدّمتنّ نصوصاً متنوّعة غير مترابطة في المضمون، فما كان الجامع المشترك بينكنّ؟

صحيح أن لكل منّا نصها الخاص المختلف عن الأخريات وقصتها وتجربتها الفريدة التي تسردها على المسرح إنما ما يجمعنا هو عنوان واحد "الصبر". يدعو الناس النساء دائماً للتحلّي بالصبر على المشكلة، لذا يجمعنا "الصبر" لتفرّقنا المواقف.

عمّا تدور قصّتك التي تسردينها وما سبب اختيارها؟

تركت دارين شمس الدين الحرية لي لاختيار الموضوع، فرغبت في افتتاح العرض بتقديم مشهد تحت عنوان "وصفولي الصبر على الزواج". جرّني قلمي إلى التحدث عن تجربتي الشخصية في الزواج والأمومة، وتطرقت إلى طفولتي أيضاً، لأنني رغبت في إخبار الناس عن قصص متعلقة بهذه المرحلة بقالب من الكوميديا الخفيفة. لديّ أفكار مختلفة أقدمها في العروض الأخرى.

ألا ترين أن سرد التجارب الشخصية في الزواج جرأةً على المسرح؟

طبعاً، إن الموضوع حساس ودقيق، لذا لا يمكن الإستهانة أبداً في كيفية سرد القصص التي خبرتها على المسرح خصوصاً عند التكلّم عن أمر نابع من الداخل. أحياناً، لا نفصح صراحة عن شعورنا وأفكارنا عند حدوث شيء معيّن، لكننا نفضح تلك المشاعر على الخشبة أمام الجمهور. لقد اخترنا سرد مواقف مهضومة غير مؤذية. من جهة أخرى، عندما نتذكّر الكوارث الكبيرة التي حدثت معنا في مرحلة سابقة، نضحك، ويضحك المستمعون معنا عليها.

من المعلوم أن الكتابة الكوميدية دقيقة جداً وحساسة، يفصلها عن السخافة خيط رفيع، فكيف تضمنين جودة النص؟

إن الكتابة الكوميدية دقيقة لأنه من الصعب إضحاك الآخرين في هذه الظروف، فإمّا يستسخفون المضمون أو يضحكون فعلاً ويستلذّون به. من المهم ألا تبلغ الثقة بالنفس حدود الغرور فيقول الكاتب إنه سيُضحك الناس بغض النظر عن جودة النص. الكتابة مسؤولية ويجب التفكير دائماً بإمكانية الفشل، لذا يجب أن نحاط بمن نثق برأيهم ويستطيعون التقييم بصراحة وتجرّد، فنستعرض أمامهم لرؤية ردّ فعلهم. كما أقرأ النص مراراً، وأتركه أياماً لأتمكّن من تقييم نقاط ضعفه بهدف تحسينه وضبطه. بالنسبة إلى نص "وصفولي الصبر" عدّلت فيه عشية العرض، وكنت بحاجة إلى ذلك خصوصاً بعدما وقفت على المسرح للتمارين تحت تأثير الإضاءة والصوت.

هناك إقبال كبير على المسرح في الآونة الأخيرة فضلاً عن وفرة في الأعمال؟

ثمة فورة كبيرة على المسرح. لطالما أحبّ الجمهور اللبناني المسرح والضحك والفن والأعمال المحترمة اللائقة، لكن كورونا أطفأ كل الأعمال فأصبحنا كالأموات الأحياء وما بقي هو لتسيير الأمور فقط. عندما تنفّس الناس الصعداء عادوا إلى الأمور التي يحبونها راغبين في الخروج من المنزل والعيش والفرح والضحك خصوصاً في هذه الفترة الحافلة بالأزمات والمصائب.





إنطلاقاً من مشاركتك في أعمال كوميدية كما درامية تلفزيونية، ما رأيك في احتلال الدراما حيّزاً أكبر على الشاشة؟

يحتاج الجمهور إلى الأعمال الجميلة التي كُتبت وأُخرجت ونُفّذت بطريقة صحيحة، كما يرغبون برؤية الممثلين المناسبين في الأدوار، بغض النظر عما إذا كانت كوميدية أو درامية. حقق مسلسل "للموت" نجاحاً باهراً وهو درامي بامتياز ضمّ ممثلين رائعين بإخراج وإنتاج رائعيْن. وكذلك حصد "صالون زهرة" نجاحاً كبيراً بفضل إنتاجه القويّ وإخراجه والكاست. لذا لا فارق على صعيد النوع، لأن شرط النجاح هو العمل الكامل المتكامل، وهذا ما لا يتوافر دائماً.

هل تطمحين إلى مشروع متكامل من كتابتك؟

أطمح إلى تنفيذ نصّ من كتابتي إنما أحتاج إلى شركة إنتاج تؤمن بقدراتي في هذا الإطار. على صعيد التمثيل، ستبقى خطواتي متأنية لأنني إنتقائية في أعمالي ولا أقبل سوى المشاركة في أعمال تُفرحني من كل قلبي، لكنني لن أكرر تجارب سيئة مرّت في حياتي. حالياً، تأخذ الأمومة حيّزاً من وقتي، خصوصاً أنني أمّ لثلاثة أولاد من بينهم طفل صغير، لذا سأتفرّغ أكثر للتمثيل عندما يكبر قليلاً.


MISS 3