إنتبهوا الى هذه المخاطر الصحية الخفية في أسنانكم

11 : 51

قد يؤدي تسوس الأسنان وأمراض اللثة إلى مشاكل صحية خطيرة، منها التهابات دماغية أو قلبية!

نبأ سار لعدد متزايد من كبار السن: تكشف الأبحاث أن الناس باتوا يحافظون على سلامة أسنانهم لفترة أطول. يعني هذا التطور تسهيل المضغ والتكلم وتجنب سوء التغذية والانزعاج الذي يرافق الأسنان الاصطناعية أو فقدان الأسنان، لكنه يعني أيضاً ضرورة توخي الحذر من مشاكل الأسنان المحتملة، إذ يترافق بعضها مع مضاعفات خطيرة.

تسوّس الأسنان

يصاب شخص واحد من كل خمسة راشدين في عمر الخامسة والستين وما فوق بتسوس الأسنان من دون أن يعالج المشكلة. تنشأ الحالة حين تُشكّل المأكولات والجراثيم الصفائح التي تلتصق على الأسنان وتنتج سموماً تُفكك الطبقة الخارجية للسن أو المينا.

كذلك، قد تستهدف الجراثيم جذر السن وتشكّل جيباً صغيراً من القيح (خرّاج). تحذر ليزا تومسون، طبيبة أسنان متخصصة بكبار السن في كلية طب الأسنان في جامعة "هارفارد"، قائلة: "إذا لم تجد العدوى مخرجاً لها، قد تصل إلى مساحة أخرى في الرأس. هي تبحث عن أقل المسارات مُقاوَمة لها، لذا تصيب الفك في بعض الحالات. لكنها تصل أحياناً إلى الدماغ وتسبب الوفاة، مع أن هذه الحالة تبقى نادرة لحسن الحظ".


أمراض اللثة


يصاب شخصان من كل ثلاثة راشدين في عمر الخامسة والستين وما فوق بمرض اللثة (أو مرض دواعم الأسنان). قد يؤدي هذا النوع من التهاب اللثة إلى فقدان الأسنان ومشاكل أخرى. ينشأ المرض مع تراكم الصفائح التي تُهيّج اللثة. هذه المرحلة الأولية من الالتهاب تُسبب ورماً في اللثة التي تصبح معرّضة للنزيف. قد يمتد الالتهاب إلى أسفل خط اللثة ما لم تُعالَج المشكلة. يُقال إن جهاز المناعة في الجسم يزيد الحالة سوءاً، لأن خلايا الدم البيضاء التي تنشط لمهاجمة الجراثيم تسيء إلى نسيج اللثة في نهاية المطاف. توضح تومسون: "قد ينتشر المرض في اللثة وصولاً إلى الرباط الذي يضمن تماسك الأسنان في العظام، ثم تخترق الجراثيم ذلك الرباط وتقضي على العظام وتؤدي إلى فقدان الأسنان وظهور الخرّاجات". في أسوأ الأحوال، تصل الجراثيم المرتبطة بمرض اللثة إلى مجرى الدم وتنقل العدوى إلى صمامات القلب. إنه جزء من المضاعفات التي تطرح خطورة على الحياة. يكون المصابون بأمراض اللثة أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم، والسكري، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والزهايمر، والالتهاب الرئوي، مع أن الرابط بين أمراض اللثة ونشوء هذه الاضطرابات ليس مثبتاً بعد.

مخاطر متزايدة مع التقدم في السن


من الطبيعي أن تزيد صعوبة الحفاظ على صحة الفم مع التقدم في السن. يتعلق السبب أحياناً بتراجع قدرات أخرى. تقول تومسون: "قد تكون مصاباً بالتهاب المفاصل وتتراجع براعتك اليدوية. هذا الوضع يزيد صعوبة تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط أو الاعتناء بالأسنان الاصطناعية بالشكل المناسب".

تتعلق صعوبة أخرى بالتغيرات الحاصلة في الفم مع مرور الوقت. تبدأ اللثة بالانكماش، فتصبح الأسنان ناتئة بدرجة إضافية وتنشأ مساحات جديدة لا يصل إليها الخيط دوماً. كذلك، تتراجع حساسية الأسنان لأن الأعصاب في داخلها تتقلّص فيما تنشأ طبقة ثانوية من النسيج العظمي (مادة مسامية تحت المينا).قد لا تشعر بالقدر نفسه من الألم في السن في حال وجود مشكلة ويتطور المرض أحياناً قبل أن تعرف به. وبعد سنوات من الاستعمال والاستنزاف، قد تضعف أسنانك أو تتصدع وتصبح أكثر عرضة للمشاكل.

على صعيد آخر، تؤثر الأمراض المزمنة على صحة الفم. قد يؤدي السكري الخارج عن السيطرة إلى تفاقم مرض اللثة، وتُسبب أدوية كثيرة جفاف الفم. نحتاج إلى اللعاب الذي يرطّب الفم ويحتوي على الفلوريد وشوارد مثل الصوديوم والكالسيوم لتنظيف الأسنان وحمايتها. في المقابل، يؤدي نقص اللعاب إلى تسوس الأسنان خلال ثلاثة أشهر فقط بعد بدء مشكلة جفاف الفم.


حلول عملية


حافظ على نظافة فمك لتجنب التسوس أو عكس مسار التهاب اللثة. لكنك تحتاج إلى بذل جهود مضاعفة في هذه المرحلة. تسهم الخطوات التالية في حماية الفم والجسم عموماً:

• نظّف أسنانك بالفرشاة مرتين يومياً على الأقل، وبالخيط مرة واحدة على الأقل. إذا كنت تعجز عن إزالة ما يكفي من الرواسب، أضف فرشاة قادرة على المرور بين الأسنان إلى أدواتك الاعتيادية. تكون هذه الفرشاة مزوّدة بوبر مخروطي الشكل. يمكنك إيجادها في قسم فراشي الأسنان في أي صيدلية.

• إذا كنت مصاباً بجفاف الفم، اطلب من طبيب أسنانك أن يصف لك معجوناً طبياً أو غسولاً للفم يحتوي على الفلوريد للوقاية من التسوس. كذلك، يسمح مضغ علكة فيها عنصر الإكسيليتول بزيادة إنتاج اللعاب، ما يسهم في الاحتماء من التسوس.

• إذا كنت تجد صعوبة في تنظيف أسنانك بسبب التهاب المفاصل، جرّب فرشاة كهربائية أو أخرى مزودة بقبضة مريحة.

• تجنب التدخين لأنه جزء من عوامل الخطر المُسببة لأمراض اللثة.

• إذا كنت تضع أسناناً اصطناعية، احرص على تنظيفها يومياً وانقعها طوال الليل في منتج خاص لتطهيرها.• لا تفوّت مواعيد فحص الأسنان وتنظيفها في عيادة الطبيب (بين مرتين وأربع مرات سنوياً على الأقل، بحسب صحة لثّتك).


MISS 3