جورج الهاني

إتحادُ كرة القدم والقفزُ في المجهول

20 كانون الثاني 2020

01 : 45

لا يُحسدُ الإتحاد اللبناني لكرة القدم على الوضع الذي ارتضى أن يكون فيه، وهو الذي ميّزَ نفسه عن إتحادَي كرة السلة والكرة الطائرة، وقرّرَ إطلاق منافسات الدوري المحلّي "بمن حضر" في موعد قريب يُحدّده لاحقاً.

كان يستطيعُ إتحاد كرة القدم إتخاذ قرار أسهل وتجميد البطولة لهذا الموسم حتى إشعار آخر، ولا أحد أصلاً يمكن أن يلومه نظراً لإستمرار الأزمة السياسية والأمنية والإقتصادية المستفحلة في البلاد، والتي باتت تؤثّر سلباً على كلّ الإدارات والقطاعات الرسمية وليس على القطاع الرياضي وحسب، لكنّه فضّل في المقابل خوض التحدّي الذي هو بمثابة "القفز في المجهول"، فكان القرار الرسميّ باستئناف البطولة "من الصفر"، ولو على شكل "ميني دوريّ" بعدما وافقت خمسة أندية من الدرجة الأولى فقط على المشاركة فيه مقابل إعتذار سبعة أندية.

وبما أنّ نادي النجمة الأكثر شهرة وشعبية في لبنان ظلّ خارج المنافسات، كان لا بدّ من قيام إتصالات بعيدة عن الأضواء طوال اليومَين الماضيين مع رئيس النادي أسعد صقّال الذي كان وضعَ شرطَين لإلتحاق فريقه بركب المشاركين في الدوريّ، من دون أن تؤدي حتى كتابة هذه السطور الى نتائج إيجابية أو ملموسة، وكذلك شملت الإتصالات إدارة نادي شباب الساحل للغاية عينها، علماً أنه يبقى التذكير بأنّ أيّ قرار من قبل الناديَين أو غيرهما بالموافقة على المشاركة من جديد يستدعي الدعوة مرة أخرى الى جمعيّة عموميّة لتعديل النظام مجدداً، لأنّ هذا الأمر لا يتعلق فقط باللجنة العليا لإتحاد كرة القدم، وهذا يعني مزيداً من هدر الوقت كي يتمّ إقرار النظام الجديد بشأن مشاركة أندية أكثر في البطولة.

ثلاثة حلول إذاً تنتظرُ لعبة كرة القدم اليوم، فإمّا أن ينطلقَ قطار الدوريّ قريباً ولو بشكل "أعرج"، وإما أن تصعد الى متنه في اللحظات الأخيرة فرقٌ أخرى ومن بينها النجمة فيتصحّح الخلل ويُضاف شيءٌ من الجماليّة والشرعيّة الى البطولة، وإمّا تنضمّ اللعبة الى نظيرتَيها كرة السلة والكرة الطائرة في أسوأ الأحوال، فتتجمّد المنافسات بانتظار الفرج الآتي يوماً ما...


MISS 3