نفت نيّتها إرسال الصندوقَيْن الأسودَيْن إلى أوكرانيا

طهران تُهدّد بتخفيض تعاونها مع "الوكالة الذريّة"

11 : 03

عناصر من "حرس الشرف" يحملون نعش أحد الضحايا الأوكرانيين في مطار كييف أمس (أ ف ب)

حذّر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني من تداعيات لم يُحدّدها على علاقة بلاده بـ"الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة"، في حال تصرّفت الدول الأوروبّية، التي فعّلت آليّة فض النزاعات، على نحو "غير عادل".وقال لاريجاني لوكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) إن "ما فعلته الدول الأوروبّية الثلاث (فرنسا، ألمانيا وبريطانيا) تجاه المسألة النوويّة الإيرانيّة، مؤسف"، مضيفاً: "نُعلن بوضوح أنّه في حال استخدمت أوروبا، لأي سبب كان، المادة 37 من الاتفاق النووي بشكل غير عادل، فستتّخذ إيران قراراً جدّياً حول تعاونها مع الوكالة" الدوليّة للطاقة الذريّة. وشدّد على أن "المسألة لا تتعلّق بسلوك إيران بل بتهديدات أميركا التي دفعت دولة أوروبّية مهمّة إلى اتخاذ موقف مهين وغير عادل"، في إشارة منه إلى ألمانيا التي كشفت الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة هدّدت بفرض رسوم جمركيّة على السيّارات الأوروبّية بنسبة 25 في المئة في حال واصلت الدول الثلاث دعم الاتفاق النووي. وقلّصت إيران تدريجيّاً بعض التزاماتها الواردة في الإتفاق منذ أيّار 2019، ردّاً على العقوبات الأميركيّة القاسية التي أنهكت بشكل كبير اقتصادها، وعجز أوروبا على احتوائها. لكن طهران أكدت أنّه يُمكنها العودة لتطبيق التزاماتها في حال تحققت مصالحها. وجاءت آخر إجراءات الجمهوريّة الإسلاميّة في كانون الثاني، حين تجاوزت الحدّ الأقصى لعدد الآلات التي يُمكن تشغليها للوصول إلى تخصيب أعلى لليورانيوم.

ويشمل الاتفاق النووي مادة تسمح لأحد الأطراف بتقديم شكوى ضدّ طرف آخر أمام لجنة مشتركة عند ارتكابه خرقاً مهمّاً. وتُشير المادتان 36 و37 من الاتفاق، إلى أنّه إن لم يحلّ الخلاف من طرف اللجنة فإنّه يُحال إلى مجلس استشاري ويُعرض أخيراً على مجلس الأمن الدولي، الذي يقوم بفرض عقوبات.

على صعيد آخر، أفادت وكالة "إيرنا" بأنّ طهران تعمل على فحص الصندوقَيْن الأسودَيْن للطائرة الأوكرانيّة المنكوبة التي أُسقطت هذا الشهر بصاروخَيْن أطلقهما "الحرس الثوري"، ونفت تقريراً سابقاً عن اتخاذ قرار بإرسالهما إلى أوكرانيا.

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس لجنة التحقيقات بالحوادث الجوّية في منظّمة الطيران المدني الإيرانيّة حسن رضائي أنّه "نُحاول استخلاص البيانات من الصندوقَيْن الأسودَيْن هنا في إيران. وبخلاف ذلك، فالخيارات المطروحة أمامنا هي أوكرانيا وفرنسا، لكن لم يتمّ اتخاذ قرار حتّى الآن في شأن إرسالهما لدولة أخرى". وكانت تقارير إعلاميّة إيرانيّة قد أشارت السبت، إلى أن مسجّل بيانات الرحلة ومسجّل الصوت في قمرة القيادة بالطائرة، سيُرسلان إلى أوكرانيا.

وفي سياق متّصل، وصلت نعوش الضحايا الأوكرانيين الـ11 الذين قضوا بحادث الطائرة الأليم إلى كييف بالأمس. وحضر الرئيس فلوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء أوليكسي غونشاروك ومسؤولون آخرون مراسم إخراج النعوش العائدة إلى أفراد طاقم الطائرة التسعة ومسافرَيْن على مدرج مطار كييف، في حدث مهيب نُقِل مباشرةً على القنوات التلفزيونيّة المحلّية.ولم يُلقِ الرئيس الأوكراني كلمة، لكن الرئاسة قدّمت "التعازي الحارة إلى أسر وأقارب الضحايا" في بيان. وكان عاملون في شركة الطيران الأوكرانيّة على أرض المدرج يحملون الورود وبعضهم يبكي في استقبال النعوش. وحمل عناصر من "حرس الشرف" النعوش التي لُفّت بالعلم الأوكراني ورفعوا أيضاً أعلام البلدان التي تحدّر منها الضحايا الآخرون. وستبقى النعوش لساعات داخل قاعة في المطار لإلقاء النظرة الأخيرة عليها على أن تُجرى مراسم الدفن اليوم.


MISS 3