ثماني دول أوروبّية لمراقبة الملاحة في مضيق هرمز

طهران تُهدّد بالانسحاب من "معاهدة عدم انتشار الأسلحة النوويّة"

12 : 15

تُحاوط إيران مشكلات جمّة داخليّاً وإقليميّاً ودوليّاً (أرشيف)

حذّرت إيران من أنّها ستدرس الانسحاب من "معاهدة عدم انتشار الأسلحة النوويّة"، إذا أُحيل ملف برنامجها الذرّي إلى مجلس الأمن الدولي، وذلك بعدما أطلقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إجراءات الأسبوع الماضي تتّهم الجمهوريّة الإسلاميّة بالفشل في الامتثال لبنود الاتفاق النووي، في خطوة من شأنها دفع مجلس الأمن لإعادة فرض العقوبات الدوليّة على طهران، بينما أعلن نائب وزير الخارجيّة الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو حذّرت طهران من اتخاذ أي خطوات متسرّعة نحو الانسحاب من "المعاهدة النوويّة". ونقل موقع مجلس الشورى الإيراني عن وزير الخارجيّة محمد جواد ظريف أن الخطوة الأوروبّية تفتقد "أي أساس قانوني"، مؤكداً أنّه "في حال اتّخذت هذه الدول إجراءات إضافيّة، فسيتمّ النظر في انسحاب إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النوويّة". وقال ظريف: "في حال عاد الأوروبّيون إلى التزاماتهم، ستتوقف إيران كذلك عن التخلّي عن التزاماتها، لكن إذا واصل الأوروبّيون نهجهم، فلدينا خيارات مختلفة".

وأشار وزير الخارجيّة إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني حذّر وزيرة خارجيّة الاتحاد الأوروبي السابقة فيدريكا موغيريني من هذه التداعيات في ثلاث رسائل بعث بها سنة 2018.

كما حذّرت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة من اتخاذ مزيد من الاجراءات ردّاً على الخطوة الأوروبّية. وقال المتحدّث باسم الخارجيّة عباس موسوي خلال مؤتمر صحافي في طهران: "إذا تواصلت هذه الاجراءات، فإنّ إيران تعكف على صوغ إجراء نهائي وأكثر فعاليّة"، يتعلّق بالاتفاق النووي. وعندما طلب منه الصحافيّون مزيداً من الايضاحات، أوضح موسوي أن الاجراء سيكون "خطراً"، رافضاً الكشف عن تفاصيل. وتابع: "هناك العديد من الخيارات على الطاولة بالنسبة إلى إيران، وسيتمّ الاعلان عنها في حال التوصّل إلى توافق" بين قادتها.

على صعيد آخر، قدّمت ألمانيا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا واليونان وإيطاليا وهولندا والبرتغال، "دعماً سياسيّاً" لتشكيل بعثة أوروبّية للمراقبة البحريّة في مضيق هرمز، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجيّة الفرنسيّة. وحرصت هذه الدول على إعلان دعمها للعمليّة للتعامل مع "انعدام الاستقرار في منطقة حيويّة" للسلام العالمي. وأورد البيان الذي نشرته الوزارة أن الدول الثماني "تُرحّب بكافة المساهمات العملانيّة التي أعلنت عنها الدنمارك وفرنسا واليونان وهولندا، لمساندة هذه الجهود وتُرحّب بالتعهّدات الجديدة في الأيّام المقبلة". وستُشكَّل هيئة أركان في نهاية كانون الثاني في أبوظبي، على أن تُصبح عملانيّة نهاية شباط، مع نشر فرقاطة هولنديّة في المنطقة ستكون بداية لنظام مداورة للدول المشاركة، وفق ما أوضحت رئاسة الأركان الفرنسيّة لوكالة "فرانس برس". وذكرت الدول الثماني أن "الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط تُثير قلقاً بالغاً لأنّها تؤجّج التوتر وتزيد من خطر نزاع محتمل واسع النطاق، ستكون له تداعيات على المنطقة برمّتها"، معتبرةً أن "الظروف تتطلّب مبادرات لخفض التصعيد". وأشارت الدول إلى "انعدام متزايد للاستقرار والأمن في 2019، تُرجم بحوادث بحريّة وغير بحريّة عدّة في الخليج ومضيق هرمز، نتيجة تأجيج التوتر الاقليمي".

وتابع البيان أن "هذا الوضع يمسّ بحرّية الملاحة وأمن السفن والطواقم الأوروبّية والأجنبيّة منذ أشهر. كما يؤثّر على المبادلات التجاريّة وامدادات الطاقة، ما قد يكون له انعكاسات اقتصاديّة على العالم أجمع". وبخصوص قضيّة ضحايا الطائرة الأوكرانيّة، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إيران، على تسليم كييف الصندوقَيْن الأسودَيْن للطائرة المنكوبة، وذلك خلال استقباله وزير النقل الإيراني محمد إسلامي. وأوضحت الرئاسة في بيان أن زيلينسكي "شدّد على أن أوكرانيا تملك قدرات تقنيّة ولديها متخصّصون أصحاب خبرة ليقوموا بنجاح بتحليل مضمون تسجيل الرحلة"، التي كانت تقوم بها طائرة الـ"بوينغ". وأضافت أن مجموعة من "ممثلي إيران" سيتوجّهون قريباً إلى أوكرانيا "للاطلاع على القدرات التقنيّة لكييف على صعيد تحليل محتوى الصندوقَيْن الأسودَيْن". وتابعت أن "الطرفَيْن توافقا على وجوب تسليم حطام الطائرة لأوكرانيا"، لافتةً إلى أنّه تمّ التطرّق أيضاً إلى ملف "التعويضات" الإيرانيّة لعائلات ضحايا الكارثة.

وفي وقت سابق، صرّح وزير الخارجيّة الأوكراني فاديم بريستايكو للصحافيين بأنّ الوزير الإيراني جاء "للاعتذار رسميّاً" عن هذه المأساة. وأضاف: "نُطالب بتسليمنا هذَيْن الصندوقَيْن، بهذه الطريقة تُثبت إيران استعدادها لحوار مفتوح وتحقيق محايد". كما أصرّت كندا الأحد على أن يتمّ "سريعاً" إرسال الصندوقَيْن الأسودَيْن إلى أوكرانيا أو فرنسا لتحليلهما.

وحول الاحتجاجات الداخليّة المتصاعدة في إيران بعد اسقاط "الحرس الثوري" للطائرة الأوكرانيّة بصاروخَيْن، بحسب ما أكدت "هيئة الطيران المدني الإيرانيّة" بالأمس، مشيرةً إلى أن الصاروخَيْن من نوع "TOR-M1" وأُطلقا في اتجاه الطائرة فوق طهران من جهة الشمال، ضمّ فنّانون إيرانيّون ورياضيّون وشخصيّات إعلاميّة أصواتهم، خلال الفترة الماضية، إلى أصوات المتظاهرين في البلاد، إذ انسحب ممثّلون من مهرجان "فجر" السينمائي الذي يجري كلّ عام في ذكرى "الثورة الإسلاميّة"، ورأى لاعب في الكرة الطائرة أنّه لا يرى "أي ضوء في نهاية النفق إلى المستقبل"، كما اعتذرت مذيعات لمشاهديهنّ عن "أعوام من الكذب" عليهم. بالتوازي، مَثُلَ مترجم ألماني - أفغاني سابق للجيش الألماني وزوجته، المتّهمان بالتجسّس لحساب إيران، بالأمس أمام المحكمة، في اليوم الأوّل من محاكمة اعتُبرت بمثابة سر من أسرار الدولة. وأعلنت المحكمة العليا في كوبلنز في وسط غرب ألمانيا أنّه يُشتبه في أنّ الرجل الذي عَرّفت عنه باسم عبدول اس (51 عاماً)، ارتكب "خيانة في قضيّة تتّسم بخطورة وانتهاك للأسرار المهنيّة في 18 حالة". وتستمرّ المحاكمة حتّى نهاية آذار، ويتوقع أن تتخلّلها جلسات مغلقة.


MISS 3