أسف للتعدّيات على رميش من قبل قوى الأمر الواقع

الراعي: حان الوقت لتضع الدولة يدها على كل سلاح غير شرعي

11 : 41

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _حريصا الأب فادي تابت، وبمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور قائمقام كسروان - الفتوح السابق جوزف منصور، عائلة المرحومة غلاديس مطر زوجة رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب الدكتور جوزيف طربيه، نائب رئيس البعثة الدبلوماسية اللبنانية في لندن مروان فرنسيس، وفد من الرتباء في الضابطة الجمركية، لجنة تطبيق وتنفيذ القرارات الدولية برئاسة طوني نيسي، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.



بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "كتاب ميلاد يسوع المسيح"، اعلن في بدايتها ان البابا فرنسيس قبل أمس طلب إعلان الطوباويين الإخوة المسابكيين الثلاثة قديسين، وهم الشهداء فرنسيس وعبد المعطي ورافائيل، بعدما طوبهم البابا بيوس الحادي عشر في 10 تشرين الأول 1926.


وانتقل الى الازمات الحياتية والمعيشية فقال: "نحيي وفد الرتباء في الضابطة الجمركية مع عائلاتهم. هذه الضابطة تعاني من شغور في الجهاز الإداري. إنهم يطلبون منا التوسط لدى المسؤولين في إدارة الجمارك من أجل تطبيق القانون الذي ينظم شؤون الضابطة الجمركية، وفتح مباراة لملء الشواغر في الجهاز الإداري من داخل الملاك، وسنقوم بذلك".


واضاف: "كنا ننتظر وفدا من بلدة رميش العزيزة. الذين يشتكون من التعديات الحاصلة على اراضيهم وعمليات جرف وبناء انشاءات تقوم بها جهات نافذة في المنطقة. اننا اذ نأسف لما تتعرض له اراضي البلدة من تعديات في مزرعة سموخيا المحاذية للحدود الدولية من قبل عناصر قوى الأمر الواقع التابعة لأحد الاحزاب في المنطقة. نهيب بالأجهزة الامنية القيام بواجبها في حماية أرزاق ابنائنا وطمأنتهم، وازالة المخالفات فورا وسحب العناصر الغريبة عن البلدة، ووضع حد لكل الممارسات والتعديات التي تسيء الى العيش المشترك فيشعر أهالي رميش الأحباء انهم ينتمون الى دولة تحميهم وتضمن سلامتهم وحرية عملهم في ارضهم".


وفي السياسة قال الراعي: "أيها المسؤولون المدنيون المتعاطون الشأن السياسي، أتدركون أن الله في سر تدبيره وضع للعالم نظاما ليعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الارض، وينعموا بالخير والعدل. فكانت السلطة السياسية التي تطورت عبر مراحل انشائها وتكوينها وصلاحياتها، وهي مدعوة دائما لاستلهام مشيئة الله وتصميمه الخلاصي، فيكون على صاحب السلطة ان "يقضي بالبر للشعب، وبالانصاف للضعفاء" (مز72/2). وانذر الله الملوك بلسان الانبياء، بسبب تقصيرهم وظلمهم للشعب، قائلا بلسان النبي آشعيا: ويل للذين يشترعون فرائض للاثم والظلم، ليسلبوا حق ضعفاء شعبي (اشعيا10/1-2). أتعرفون أيها المسؤولون، أن الله يملك على كل الأمم (إرميا 10: 7 و 10)؛ ويفرض على متولي السلطة أن يمارسها محافظا على شريعته ورسومه؟ هل تعرفون في ضوء كل هذا أن السلطة المدنية هي ذات طابع أخلاقي يشكل الأساس للعمل السياسي؟ فلأنكم تجهلون كل هذا، أنتم تعتدون على مشيئة الله، وتمعنون في قهر الشعب الذي انتدبكم: تمعنون في إفقاره وظلمه وتحقيره وحرمانه من حقوقه الأساسية ليعيش بكرامة في وطنه، وتمعنون في تشريده وتهجيره، واعتباره كنفاية، بحسب تعبير قداسة البابا فرنسيس".


وتابع: "كفوا إذاً، أيها السادة النواب ومن وراءهم عن هذه السلسلة من الإجتماعات الهزلية في المجلس النيابي، والمحقرة في آن لكرامة رئاسة الجمهورية من جهة، وللإفادة من غورها من أجل مآرب سياسية ومذهبية من جهة أخرى، فضلا عن السعي إلى تفكيك أوصال الدولة والمؤسسات. عودوا إلى نفوسكم واعلموا أن جماعة سياسية، حاكمة بالأصالة أو بالوكالة، ومعارضة بالأصالة أو بالوكالة، لا بد من أن تسقط مهما طالت السنوات ما دامت تهمل إرادة الشعب وتعتبره كمية لا قيمة لها وحرفا ساقطا. لقد أرسلكم الشعب إلى البرلمان لتنتخبوا رئيسا لا لتحدثوا شغورا رئاسيا. والله أعطاكم مناسبة تجل لتنتخبوا رئيسا في المهلة الدستورية، فحولتموها زمن تخل لا نعرف متى ينتهي، ووسيلة إهمال جديد لرغبة الشعب الذي يريد رئيسا يحمي ظهر لبنان وصدره لا ظهر هذا أو ذاك. فمتى كان ظهر الدولة محميا، فظهر كل المكونات اللبنانية يكون محميا. الشعب يريد رئيسا لا يخونه مع قريب أو بعيد ولا ينحاز إلى المحاور؛ رئيسا يطمئنه هو ويحمي الشرعية لتضبط جميع قوى الأمر الواقع؛ رئيسا يعمل مع مجلس وزراء جديد وفعال وموحد الكلمة فتعود الحياة الطبيعية إلى مؤسسات الدولة وإداراتها".


وتابع: "إن كل ما يجري على الصعيد الرئاسي والحكومي والنيابي والعسكري في الجنوب وعلى الحدود، وتآكل الدولة رأساً وجسماً، يؤكد ضرورة تجديد دعوتنا إلى الحياد الإيجابي الناشط، وإلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، يعالج القضايا التي تعيد إليه ميزته وهويته فلا يفقد ما بنيناه في مئة سنة من نظام وخصوصية وتعددية وحضارة وثقافة ديمقراطية وشراكة وطنية، جعلت منه "صاحب رسالة ونموذج في الشرق كما في الغرب"، بحسب قول البابا القديس يوحنا بولس الثاني".


وعن حادثة العاقبية علّق قائلاً: "لقد آلمنا للغاية إغتيال الجندي الإيرلندي منذ ثلاثة أيام، وهو من أفراد القوات الدولية في الجنوب اللبناني. إننا نشجبها وندينها بأشد العبارات. ونعزي بلده الصديق وعائلته، والكتيبة الإيرلندية وقائد القوات الدولية وجنودها. وإننا نلتمس الشفاء العاجل لرفاقة المصابين. إن هذا الجندي الإيرلندي الذي جاء إلى لبنان ليحمي سلام الجنوب، استشهد فيه برصاصة حقد إغتالته. هذه الحادثة المأسوية التي تشوه وجه لبنان، إنما تستوجب تحقيقاً شفافاً لبنانياً وأممياً يكشف الحقيقة ويجري العدالة. لقد حان الوقت، بل حان من زمان، لأن تضع الدولة يدها على كل سلاح متفلت وغير شرعي وتطبق القرار 1701 نصاً وروحاً لأن تطبيقه حتى الآن هو انتقائي واعتباطي ومقيد بقرار قوى الأمر الواقع، فيما الدولة تعض على جرحها، وعلى تقييد قدراتها لصالح غيرها".


وختم الراعي: "في زمن الميلاد، الذي أشرق فيه نور بدد الظلمة عن الشعب السائر فيها، نلتمس من المولود الإلهي أن يبدد الظلمة عن ضمائر المسؤولين، لكي يتمكن المؤمنون من عيش بهجة أنوار الميلاد. ولد المسيح، هللويا! له المجد إلى الأبد، آمين".  


MISS 3