جديد مواد البناء... قرميد "الجراثيم"!

02 : 25

عيّنة من القرميد الحيّ الذي يستعمل الجراثيم لبناء نفسه

يبدو أن مادة حية جديدة تستطيع التحول من خليط رملي رطب إلى قرميد صلب. حتى أنها تسهم في إنتاج نسخ متعددة من المادة نفسها!

إستعمل باحثون من جامعة "كولورادو" نوعاً من الجراثيم التي تشتق من التركيب الضوئي وتمتص ثاني أكسيد الكربون وأشعة الشمس والمغذيات وتنتج كربونات الكالسيوم (عنصر صلب موجود في الصخور واللؤلؤ والصدف). فزرعوا تلك الجراثيم في خليط دافئ من الماء المالحة ومغذيات أخرى، ثم مزجوه مع الرمل والجيلاتين. وحين سكبوا الخليط في قالب وتركوه ليبرد، تشكلت بنية صلبة تشبه "السِقالة" وتعزز نمو الجراثيم بدرجة إضافية. نشرت الجراثيم كربونات الكالسيوم على طول السِقالة، فتحوّل الطين الناعم إلى مادة أكثر صلابة بعد يوم تقريباً. يبدو الخليط أخضر اللون في البداية، لكن يتلاشى هذا اللون حين يجف. قطّع الباحثون هذه المادة إلى مكعبات بحجم إنشَين واكتشفوا أنها قوية بما يكفي كي لا تتحطم حين يقف عليها الشخص، مع أن المادة ليست متينة بقدر الباطون التقليدي. بالتالي، قد تكون كتل بحجم عُلَب الأحذية قوية بما يكفي لاستعمالها كقطع قرميد في البناء.

يقول الباحثون إن أكبر منفعة من المادة الجديدة تتعلق بارتباط هذه العملية كلها بالجراثيم التي تسهم في بناء القرميد وتبقى حية كي تتمكن من إنتاج قطع إضافية في المراحل اللاحقة. قد تصبح هذه المادة مفيدة في مشاريع البناء في بيئات غير مضيافة، مثل الصحراء أو حتى الفضاء. كذلك، يمكن اعتبار هذا الخيار بديلاً قليل الكربون عن الباطون ويمكن استعماله لتشييد مبانٍ تمتص غازات الدفيئة بدل إطلاقها.


MISS 3