طهران تُهدّد بالانسحاب من "النووي"

قادة "الباسيج" في دائرة الاستهداف

02 : 00

عبدالحسين مجدمي

قُتِلَ قائد منظّمة التعبئة التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني النقيب عبدالحسين مجدمي بالرصاص في محافظة خوزستان في جنوب غربي إيران بالأمس، وفق ما أوردت وكالة الجمهوريّة الإسلاميّة للأنباء "إرنا"، فيما أفادت وكالة أنباء "فارس" القريبة من المحافظين المتشدّدين بأنّ "درّاجَيْن مسلّحَيْن بكلاشنيكوف وبندقيّة" قَتَلا مجدمي أمام منزله في مدينة دارخوين، الواقعة على بُعد 70 كيلومتراً جنوب مدينة أهواز، مركز محافظة خوزستان. وأشارت "شبكة خوزستان"، التي تتبع التلفزيون الإيراني، إلى أن مجدمي كان يتبع قوّات "فيلق القدس"، المسؤولة عن العمليّات العسكريّة خارج الحدود، في سوريا تحديداً، كما أنّه كان مقرّباً من قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني، الذي قُتِلَ بغارة أميركيّة في بغداد أخيراً. وسجّلت حوادث مشابهة لاغتيال قادة في "الحرس الثوري" و"الباسيج" في الآونة الأخيرة، في وقت أفادت تقارير بأنّ مجدمي قد يكون اغتيل بسبب دوره في قمع التظاهرات التي هزّت منطقة الأهواز.

كما ذكرت مواقع محلّية عدّة أن مجدمي تعرّض للقتل على يد ملثّمَيْن على درّاجة ناريّة استهدفاه أمام منزله أثناء ركوبه السيّارة. وأوضحت وكالة "فارس" أن مجدمي عضو في ميليشيا "الباسيج"، وهي قوّة من المتطوّعين الموالين لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة، في حين أشارت "إرنا" إلى أن التحقيقات جارية للكشف عن الفاعلين، علماً أنّ أي جهة لم تتبنَّ عمليّة القتل، التي وصفتها الوكالة بأنّها "عمل إرهابي".

في المقابل، سلّط بعض الناشطين والمنظّمات الإيرانيّة المعارضة في الخارج، الضوء على بعض من أفعال مجدمي التي كوّنت له الكثير من الأعداء، إذ كشفت حركة "فرشغرد" المعارضة (المقرّبة من ولي العهد الإيراني السابق رضا بهلوي) في تغريدة لها، أن مجدمي تورّط في إعدام عدد من سكان محافظة خوزستان، ذات الغالبيّة السكانيّة العربيّة.

وكانت تظاهرات واسعة النطاق قد عمّت أكبر المناطق العربيّة في إيران خلال تشرين الثاني 2019، بعد اتهامات للنظام في طهران باغتيال الشاعر العربي حسن الحيدري، عبر تسميمه. وحيدري، هو شاعر اعتُقل العام الماضي ثمّ أُطلق سراحه بكفالة، قبل أن يتعرّض للاغتيال في مستشفى الشفاء جرّاء جرعة عالية السمّية، إثر انتقاده النظام الإيراني في أعماله.

وخوزستان محافظة منتجة للنفط وتُعدّ في الوقت عينه من الأكثر فقراً في إيران، وكانت إحدى أبرز المناطق الإيرانيّة التي شهدت أيضاً احتجاجات شعبيّة تخلّلتها أعمال عنف في أواسط تشرين الثاني، ردّاً على ارتفاع أسعار المحروقات.

تزامناً، أعلن مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي أن الانسحاب من الاتفاق النووي هو أحد الخيارات أمام طهران. وقال: "البعض ربّما يُحيلون ملف إيران إلى مجلس الأمن، إذا حدث هذا فسوف نتّخذ قرارات أشدّ مثل الانسحاب من الاتفاق النووي". وأوضح أن روحاني لوّح بهذا الاحتمال في السابق في رسالة إلى القوى الأوروبّية.

وفي غضون ذلك، أكد وزير الخارجيّة السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن المملكة منفتحة على إجراء محادثات مع طهران، مشدّداً على أن "الأمر يرجع في الحقيقة إلى إيران. وأضاف في تصريحات نقلتها عنه وكالة "رويترز"، أنّه يتعيّن على إيران أن تُقرّ بأنّه "لا يُمكنها دفع أجندتها الإقليميّة من خلال العنف كشرط لأي محادثات". وتابع: "سعداء بأنّ المنطقة تجنّبت أي تصعيد مع إيران"، مشيراً إلى أن "دولاً كثيرة عرضت الوساطة لإجراء محادثات مع إيران".


MISS 3