سيّارات مدنيّة تُطلق النار على الثوّار في بغداد

جنرال أميركي يُحذّر من احتمال صعود "داعش" مجدّداً

09 : 40

ثائر مستلقياً على الأرض بعد إصابته عند "طريق محمد القاسم" السريع في بغداد أمس (أ ف ب)

حذّر القيادي الثاني في التحالف الدولي ضدّ تنظيم "داعش" في العراق وسوريا الجنرال الأميركي أليكسوس غرينكويتش من أنّه ما زال من الممكن أن يعود تنظيم "داعش" إلى الصعود رغم إضعافه، في حال انسحاب القوّات الأميركيّة من العراق.وأكد الجنرال غرينكويتش خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون أن التنظيم الإرهابي "ما زال بالتأكيد يُشكّل خطراً"، محذّراً من أنّ "لديه القدرة على الظهور مجدّداً إن أزلنا الضغط عنه لوقت طويل". لكنّه أوضح أنّه لا يرى تهديداً باستعادة التنظيم قوّته بشكل آني، مضيفاً: "لكن كلّما أزلنا الضغط عنه لوقت أطول، ازداد هذا الخطر".وأشار الجنرال غرينكويتش إلى أن التنظيم المتطرّف كشف ضعفه الهيكلي من خلال عجزه عن استغلال التظاهرات الحاصلة في العراق منذ تشرين الأوّل للمطالبة بإصلاحات سياسيّة جوهريّة. ولفت أيضاً إلى أن المشاركين في التحالف الدولي قاموا خلال الأشهر الماضية بتقييم وضع التنظيم بعدما خسر في آذار أراضي سيطرته في أجزاء من سوريا والعراق، إثر معارك طاحنة مع القوّات المدعومة من التحالف استمرّت لسنوات.وذكر أن الهدف من التقييم كان معرفة ما إذا كان التنظيم "ينتهج نوعاً من استراتيجيّة تريّث بانتظار فرصة يُمكنه استغلالها، أم أنّه خاضع فعلاً للضغط ويفتقر إلى القدرات والإمكانات"، موضحاً أن التظاهرات في العراق ساعدت التحالف على تطوير تقييمه واستنتج أن التنظيم "يُعاني من نقص في القدرات والإمكانات أكثر ممّا هو يتريّث استراتيجيّاً".

وبعدما بادرت واشنطن إلى وقف العمليّات العسكريّة المشتركة بين البلدَيْن بعد تفويض البرلمان العراقي، الحكومة، إنهاء تواجد القوّات الأجنبيّة في البلاد، أكد مسؤولان عسكريّان أميركيّان لصحيفة "نيويورك تايمز" استئناف التعاون مع الجيش العراقي في مجال مكافحة تنظيم "داعش"، كي لا يستغلّ التنظيم الإرهابي الوضع الراهن. وعلّق الجنرال غرينكويتش على هذا الأمر، مؤكداً أن الحكومة العراقيّة "لديها مصلحة بقدرنا" في أن يواصل التحالف الدولي بقيادة واشنطن الضغط على "داعش"، بينما أشار المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي جيمس جيفري إلى استمرار توقّف العمليّات في العراق، مضيفاً: "إنّنا نُركّز على حماية قوّاتنا" المهدّدة بأعمال انتقاميّة إيرانيّة.وأعلن جيفري أنّ المباحثات مع بغداد حول مستقبل القوّات الأميركيّة لم تبدأ بعد، لافتاً إلى أنّه لن يكون بمقدور الجنود البقاء إلى ما لا نهاية من دون إنهاء مهمتهم في مكافحة الجهاديين. وقال: "لم يحصل بعد حوار حقيقي"، قبل أن يُكرّر الموقف الأميركي "لا نعتقد أنّه يتوجّب علينا الانسحاب". وأضاف: "إنّنا مستعدّون للتباحث مع الحكومة العراقيّة في شأن علاقاتنا الإستراتيجيّة الشاملة".

وأشار أيضاً إلى أنّ ذلك يشمل المساعدات الماليّة والاقتصاديّة والأمن ومعدّات القوى العراقيّة والعلاقات الديبلوماسيّة، موضحاً أنّ التحالف لم يلحظ "زيادة في العنف في العراق من قبل تنظيم "داعش" خلال هذه الفترة". لكنّه استدرك قائلاً: "إذا طال أمد ذلك، ثمّة خطر في رؤية جهودنا ضدّ "داعش" تتقوّض".

وفي شأن ثورة "بلاد الرافدين"، أفادت مصادر ميدانيّة عراقيّة بأنّ سيّارات مدنيّة تُرافق قوّات مكافحة الشغب وسط العاصمة العراقيّة بغداد، أطلقت النار على المتظاهرين، فيما ردّد ركابها شعارات معادية لواشنطن. وذكرت المصادر أن الواقعة حدثت على "طريق محمد القاسم" السريع في بغداد، في وقت شهد محيط "ساحة الطيران" عودة المواجهات بين المحتجّين وقوّات الأمن.وأشارت إلى أن العديد من المتظاهرين أصيبوا بسبب إطلاق قوّات الأمن الغاز المسيّل للدموع والرصاص الحي، في وقت عمد محتجّون إلى إحراق مقرّ ميليشيا "حزب الله" العراقي قرب "جسر الإسكان" بالكامل.توازياً، أعلنت "منظّمة العفو الدوليّة" أن حصيلة القتلى خلال الثورة العراقيّة منذ تشرين الأوّل الماضي، تعدّت الـ600 شخص، مشيرةً إلى أن 12 قُتِلوا خلال الأسبوع الحالي فقط. ولفت تقرير المنظّمة إلى أن قوّات الأمن استخدمت الذخيرة الحيّة ضدّ المتظاهرين، وأطلقتها على رؤوس بعضهم، ما أدّى إلى وفاتهم، كما حدث على "طريق محمد القاسم" السريع في بغداد في الحادي والعشرين من كانون الثاني.وفي اليوم والموقع نفسه، وثّقت مقاطع فيديو رجال الأمن وهم يُطلقون قنابل الغاز المسيّل للدموع مباشرةً على رؤوس المحتجّين من مسافات قريبة، بينما صرّح القائد العام للقوّات المسلّحة العراقيّة بأنّ مندسين يستخدمون أسلحة لقتل المتظاهرين لاتهام القوّات الأمنيّة، مؤكداً أن الدولة تُلاحق المجرمين ولن يفلت أحد من قبضة العدالة.


MISS 3