تفاقمت أزمة النفايات في مدينة صيدا وقرى قضائها، بعدما تراكمت بالأطنان في مختلف الأحياء والشوارع وعلى الأرصفة وباتت تشكّل خطراً جدّياً على الصحّة والبيئة، ولم تهدّئ كلّ الوعود بانفراج جزئي للمشكلة غضب الصيداويين، حيث نغّصت عليهم بهجة الأعياد، وأضافت همّاً جديداً إلى جانب هموم الغلاء وارتفاع الأسعار والدولار.
ورصدت «نداء الوطن» سلسلة تطورات في هذا الملفّ، أوّلها: الإجتماع الذي عقد بين رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي والمدير العام لشركة جمع ونقل النفايات NTCC ماهر السايس ونجله زكي، حيث وضعه السعودي في أجواء الاجتماع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووعده بدفع جزء من المستحقّات المالية، وإيعازه لوزير الداخلية والبلديات بسام مولوي تمديد عقد الشركة حتى نهاية أيار 2023 وفق ما كان، طالباً منه مواصلة القيام بالمهمّة الى ذلك الحين.
التطور الثاني، هو زيارة رجل الأعمال مرعي أبو مرعي الى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي في منزله في الهلالية، ودعوته الى التبرّع بثمن منقوشة أو بمبلغ 100 الف ليرة لبنانية شهرياً من خلال إنشاء صندوق دعم مالي، لأنّ تبرّع كل بيت في المدينة ومنطقتها يكفي لمعالجة مشكلة تراكم النفايات ويساهم في تشغيل المعمل، ودعوة المقتدرين إلى دفع زيادة لتكون بديلاً عن العائلات الفقيرة والمتعفّفة التي لا تستطيع المساهمة في ظل الأزمة المعيشية الخانقة، كما دعا إلى التعاون المشترك وتحمّل المسؤولية الجماعية بين الجميع نواباً وقوى سياسية وفاعليات ورجال أعمال ومواطنين.
التطور الثالث، المبادرة التي قام بها «العمل الإجتماعي» في «حزب الله» بتأمين مادة المازوت لآليات الشركة المتعهّدة رفع النفايات Ntcc لإزالة النفايات المتراكمة من منطقة الفيلات وساحة النداف والمية ومية وطلعة مسجد الإمام علي وصيدلية المصطفى وطريق مدرسة الأميركان ومنطقة الإسماعيلية، حيث بادرت الشركة وموظّفوها وعمالها وآلياتها الى إزالة النفايات من الأماكن المذكورة بالتعاون مع بلدية صيدا، ولاقت الخطوة ترحيباً واسعاً من أهالي المنطقة.
وكشفت هذه التطورات عن عودة الاختلاف واستمرار التباين في وجهات النظر في مبادرة «صيدا تواجه»، وتحميل بلدية صيدا والاتّحاد مسؤولية جمعها رغم التوافق على المسؤولية المشتركة، وهذا ما عبّر عنه النائب عبد الرحمن البزري الذي دعا بلدية صيدا واتحاد بلديات صيدا الزهراني الى إزالة النفايات المتراكمة بصورة عشوائية كبيرة في منطقة الفيلات (التعمير) فوراً، لأنّ الأمر لم يعد مقبولاً وبات يُهدّد السلامة العامة وسلامة المواطنين وأمنهم الصحّي، فيما غرّد الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد بالقول: «رفع أكوام النفايات حصرياً لمن يدفع، تدفع الجهة الراعية»sponsor” بدل النقل وتعلن عن إنجاز المهمّة… تنقل الأكوام «delivery” لتكدّس في المزبلة التي أنشئت في سينيق بلا معالجة… يفوتر الطن بمئة دولار لمصلحة ما سمي «معمل نفايات»… فساد بيئي ومالي وأخلاقي هَلاَّ نردعه…».
