رمال جوني -

رفْع قبضة الثورة في النبطية مرَّ بسلام رغم القلق

25 كانون الثاني 2020

02 : 00

إعتاد المحتجّون داخل ساحة الحراك على ردّ الفعل المناهض لتحرّكهم

أثار وضع قبضة الثورة في ساحة حراك النبطية جدلاً واسعاً، بين مؤيد يعتبرها رمزاً لمحاربة الفساد والمطالبة بالحقوق المسلوبة، ومعارض من خارج الساحة ممن اعتبر ان للنبطية هويتها الحسينية ولا يجوز ان ترفع فيها غير القبضة الحسينية. موجة الاستياء سادها جو من القلق من ردة الفعل، والخوف من حدوث مناوشات وصدامات بين الفريقين يعتبرها البعض في غير محلها والافضل عدم التلهي بالقشور والإلتفات الى عمق المطالب التي تطال كل الناس وليس فرداً دون آخر.

غير ان هذا لا يعني ان رفع القبضة مر بسلام رغم القلق، اذ اعتاد المحتجون داخل ساحة الحراك على رد الفعل المناهض لتحركهم، فالبعض يعتبرهم حجر عثرة، فيما يراهم البعض اداة ضغط. يؤكد المواظبون على الساحة أنهم أصحاب مطالب محقة، فالإهمال الذي يسيطر على قرى النبطية يثير الريبة. فالإنماء المتوازن لم تعرفه القرى، وطرقاتها لا تزال"محفرة"، ولم تفلح كل الضغوط بإزاحة الستار عن معمل الفرز في وادي الكفور، الذي ما زال يترنح تحت وطأة المشادات الحاصلة والتي ادت مؤخراً الى الغاء مناقصة جمع النفايات لأن احداً لم يتقدم بعرض، ما يعني ان الازمة تراوح مكانها والنفايات تحتل الطرقات، ناهيك عن العتمة التي تسود الطرقات ليلاً والتي تفتقد أبسط مقومات السلامة المرورية وغيرها الكثير من الأزمات التي تطال كل الناس، ولكن البعض لا يرى غير القبضة ليصوب عليها، على اعتبار انها تهدد أمن واستقرار المدينة الاقتصادي، تناسى الجميع ان اقتصاد المدينة مهزوز لا سيما بعد اقفال اكثر من 100مؤسسة ابوابها والحبل على الجرار.

يحاول احرار الساحة ان يلتفوا حول مطالبهم، اوجعتهم البطالة، فاتورة الاستشفاء المرتفعة، تبويس لحى الزعيم للحصول على معونة من هنا او هناك، هالهم مشهد الشحادة على ابواب المصارف، كلها عناصر تدفع بهم للتشبث برأيهم المناهض للفساد، غير ان هناك من لم ير غير القبضة وكأنها البعبع الذي اثار مخاوفهم وزعزع استقرارهم المالي. بسخرية يعدد محمد معاناة الناس "التي لا تنتهي لأن أبصارهم عميت عن رؤية الحقيقة المرة وباتوا لا يرون من الازمة غير القبضة".

على المقلب الآخر من الصورة شهدت النبطية تحركاً مناهضاً من الاهالي الذين رفضوا رفعها جملة وتفصيلاً لانهم يعتبرون أن للمدينة هويتها ولن ترفع داخلها الا القبضة الحسينية، باعتقاد هؤلاء ان الحراك يقوم بعمل مناف لواقعية المدينة وان القبضة عمل غير مقبول إطلاقاً، وقد تناسى هؤلاء كل المشاكل الإجتماعية التي تواجههم وان كان معظمهم من العاطلين عن العمل او ممن لا يتقاضون الحد الادنى للأجور، لكنهم يرفضون "المس بهوية المدينة جملة وتفصيلاً ويرون بالقبضة جريمة لا تغتفر" برأي احدهم "النبطية كانت على مر السنوات مدينة الحسين وتنطلق من ثورته النهضوية، هذه القبضة لا تمت للثورة بصلة هي فعل مناف لكل المطالب المطروحة، وهم يستفزون اهل النبطية بحركتهم".

ويعتبر آخر ان خطوة الحراك في توقيتها جاءت مستفزة ، سيما وان البلد يعبر ظروفاً دقيقة، تحتاج وعياً وقراءة في جيوب السياسة وترجمتها بشكلها الصحيح، بالمقابل يعتقد محمد انه كان الأجدى بهم ان يحتفلوا بالـ100 يوم للثورة بطريقة مختلفة، نظموا العديد من الحراكات ولم يعترضهم احد، لكن هذه القبضة التي يرفعونها هي العقدة".

هذا وتخلل احتفال المئة يوم على الثورة اطلاق نشيد ثورة النبطية كما تخللته كلمة الحراك ألقتها ايلدا مزرعاني التي أكدت "ان حراك النبطية لن يحيد عن مطالبه المعيشية والمطلبية وهو مستمر حتى تحقيق هذه المطالب".


MISS 3