جورج الهاني

وزيرة الشباب والرياضة... هل تعلمين؟

27 كانون الثاني 2020

01 : 50

وأنا أقرأ السيرة الذاتية لوزيرة الشباب والرياضة الجديدة فارتينيه أوهانيان، لا أستطيعُ إلا أن أنحني أمام ما قدّمته على الصعد التربوية والإجتماعية والإنسانية على مدى أكثر من 15 سنة، خصوصاً في ما يتعلّق بذوي الإحتياجات الخاصة الذين يجب أن يبقى لهم الإهتمامُ والرعاية الكبيران في مجتمعنا الذي لم يتمكن حتى الساعة من الإندماج كلياً مع هذه الفئة المهمّشة للأسف، والتي لم تنلْ حقوقها الطبيعية في التربية والعمل والمواطنية.

لكن، ومع إحترامنا الشديد لكفاءات أوهانيان وبصماتها الطيّبة في هذه الميادين، إلا أنه يحقّ لنا أن نسأل، نحن المتعاطين بالشأن الرياضي والمُدركين لهمومه ومشاكله وعِلله، ما هي خبرة معاليها في الرياضة اللبنانية، ما دامت الحكومة التي انتظرها اللبنانيون طويلاً شُكّلت على أساس أن تكون حكومة إختصاصيين وتكنوقراط ومن أصحاب الخبرات الوافية، كلّ بحسب مهامه ومجاله؟

ماذا تعرفُ مثلاً عن الفساد الذي ينخر الجسم الرياضي منذ عشرات السنوات كجرثومة السرطان المميتة، ولم يُستثنَ أحدٌ منه بدءاً من رأس الهرم حتى أسفله؟

ماذا تعرفُ عن الأندية الوهمية المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، والتي تُعدّ بالعشرات التي لا نسمع بها إلا في موسم إنتخابات الإتحادات الرياضية، فنراها تقترعُ لمصلحة لوائح من بيدهم القرار والسلطة؟ وماذا عن الإتحادات والأندية والجمعيات الرياضية والكشفية المحظوظة التي تنعمُ بمساعداتِ وزارة الشباب والرياضة وأموالها، فيما نرى إتحاداتٍ وأندية أخرى تستحقّ الدعم الماليّ والمعنويّ، تشحد بعضاً من الفتات المتساقط عن موائد المُنتفعين والمحسوبين على هذا الزعيم أو ذاك التيار أو الحزب السياسي؟

ماذا تعرف أوهانيان عن الإحتراف الجزئي الذي يُمارَس حالياً في لبنان؟ وكيف يضيعُ اللاعبون، ومعهم أنديتهم، بين صفتهم الرياضية كمحترفين أو كهواة، وعن مدى المعاناة التي يعيشونها جرّاء هذا الضياع الذي يُطلق عليه إسم "الإحتراف المقنّع"، إن لناحية عقودهم الرسمية مع فرقهم، أو لناحية رواتبهم ومستحقّاتهم - وبالتالي مصيرهم مع أنديتهم - في حال تعرّضهم لشرّ الإصابات أو المرض خلال الموسم الرياضي؟

الرياضة في لبنان لا يمكن أن تكون جائزة ترضية تُمنحُ لفريق سياسيّ معيّن خلال عملية إقتسام الجبنة بين أهل الحكم، بل هي أشبه بكرة نار حقيقية بحاجة الى أيادٍ قادرة - بل خارقة – لتلقّفها وتنقيتها من العيوب والشوائب، وإعادة بنائها من جديد على أسس صلبة ومتينة لا مكان فيها للواسطة أو المحسوبية أو الإستزلام...