جنازة تاريخيّة لبنديكتوس: البابا يودّع البابا

02 : 00

في مراسم مهيبة ترأّسها البابا فرنسيس بحضور 50 ألف مؤمن إضافةً إلى رؤساء دول وحكومات وملوك، أُقيمت جنازة تاريخية للبابا السابق بنديكتوس السادس عشر الذي توفي السبت عن 95 عاماً، في ساحة القديس بطرس في روما. وقال البابا في عظته التي ألقاها من المذبح في الساحة الضخمة: «بنديكتوس... ليكن فرحك كاملاً في سماع صوته (الله) بشكل نهائي وإلى الأبد».

وكان البابا فرنسيس، الذي وصل على كرسي متحرّك، يقف مقابل النعش الخشبي ذي التصميم البسيط الذي ضمّ جثمان جوزف راتسينغر. واستغرقت المراسم التي تخلّلتها صلوات وترانيم، حوالى الساعة والثلث. وأحيا القداس الذي أُقيم وفقاً للطقس اللاتيني بلغات عدّة، أكثر من 4 آلاف كاردينال وأسقف وكاهن، ويستمدّ طابعه الإستثنائي من وجود بابا في جنازة سلفه في سابقة في التاريخ المعاصر للكنيسة.

وعند انتهاء المراسم، نُقل النعش إلى داخل كاتدرائية القديس بطرس وسيوارى الثرى في سرداب حيث رقد سلفه البابا يوحنا بولس الثاني حتى تطويبه عام2011. وقبل المراسم، وقف البابا فرنسيس متّكئاً على عصا ورسم إشارة الصليب أمام النعش ثمّ لمسه بشكل مقتضب وحنى رأسه في ما بدا أنه وداع أخير.

ووسط الحشد، رفعت مجموعة من المؤمنين لافتة كُتب عليها باللغة الإيطالية «سانتو سوبيتو»، ما يعني «قديس فوراً»، وهو شعار هتفت به الحشود أثناء جنازة البابا يوحنا بولس الثاني للمطالبة بتقديسه فوراً. ومن بين رؤساء الدول والحكومات الذين قدموا لحضور الجنازة، المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني.

وفي بلد البابا الراحل، صدح صوت أجراس الكنائس عند الساعة 11:00 بالتوقيت المحلّي في مدن ألمانية عدّة. وفي روما، لوحظ حضور الكاردينال الكاثوليكي جوزف زين الذي أوقف العام الماضي بموجب قانون الأمن القومي في هونغ كونغ، لكن سُمح له بالمشاركة في جنازة البابا الفخري.

وبحسب التقليد، يحتوي نعش بنديكتوس المصنوع من خشب شجر السرو، على نقود معدنية وميداليات سُكّت خلال فترة حبريّته، ولباسه الكهنوتي، فضلاً عن نصّ يصف بشكل مقتضب حبريّته يوضع في أسطوانة معدنية.

ويُشكّل هذا الحدث سابقة في التاريخ المعاصر للكنيسة الكاثوليكية. ففي العام 1802، ترأّس البابا بيوس السابع مراسم جنازة بيوس السادس الذي توفي في المنفى في فرنسا قبل 3 أعوام، لكنّ الأخير لم يكن قد تنحّى.

وعلى مدى ربع قرن، كان بنديكتوس، أستاذ اللاهوت اللامع الذي لا يرتاح كثيراً للتحدّث أمام الإعلام والوجود وسط الحشود، الحارس الأمين لعقيدة الكنيسة في روما على رأس مجمع العقيدة والإيمان، قبل أن يُنتخب بابا عام 2005.

MISS 3