الرياض: الإسرائيليّون غير مرحّب بهم في المملكة

الفلسطينيّون يُطالبون بمقاطعة خطّة السلام الأميركيّة

09 : 20

رفض عباس محاولات عدّة قام بها ترامب لمناقشة خطّة السلام (أ ف ب)

في خضمّ تسارع التطوّرات المتّصلة بالملف الذي بات يُعرف بـ"صفقة القرن"، أكد مسؤولون فلسطينيّون بالأمس رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس محاولات عدّة قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناقشة خطّة السلام المرتقب الإعلان عنها اليوم، والتي طالبت الحكومة الفلسطينيّة المجتمع الدولي بمقاطعتها.

وكشف المسؤولون أن البيت الأبيض حاول خلال الأشهر الأخيرة إجراء اتصالات غير مباشرة مع الرئيس الفلسطيني، لكنّها قوبلت جميعها بالرفض. وأضاف مسؤول فلسطيني طلب عدم كشف اسمه: "لن يكون هناك نقاش مع الأميركيين، والرئيس متمسّك بحلّ على أساس دولة فلسطينيّة مستقلّة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقيّة".وطالبت الحكومة الفلسطينيّة في وقت سابق، المجتمع الدولي، بمقاطعة الخطّة الأميركيّة المرتقبة لحلّ النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، التي لطالما أعلن الفلسطينيّون رفضهم لها، متّهمين إدارة ترامب بالانحياز للدولة العبريّة، إذ يعتبرون أن الخطّة الأميركيّة ستتناول ضمّ إسرائيل لغور الأردن، وهي أراض زراعيّة تُمثل حوالى 30 في المئة من أراضي الضفة الغربيّة. وفي هذا الصدد، قام وزير الداخليّة الإسرائيلي أرييه درعي بجولة في غور الأردن بالأمس. وقال: "بصفتي وزيراً للداخليّة، أود أن أخبركم بأنّنا بدأنا بالاستعداد للضمّ، وتجهيز الأوراق".

كذلك يقول الفلسطينيّون إنّ الخطّة ستتضمّن الاعتراف الرسمي بالقدس باعتبارها العاصمة الوحيدة لـ"الكيان الصهيوني"، وبـ"ضمّ مستوطنات الضفة الغربيّة". وفي السياق، قال رئيس الحكومة الفلسطينيّة محمد اشتية قبيل اجتماع الحكومة: "هذه الخطّة لا تعترف بالقدس أرضاً محتلّة بل تُعطيها لإسرائيل، وأصحابها يشنّون حرباً علينا وعلى وكالة غوث اللاجئين، وتُغلق مكتب فلسطين في واشنطن، وتعمل على تجفيف المصادر الماليّة للسلطة". وشدّد رئيس الوزراء على رفض الخطّة معتبراً إيّاها "تصفية للقضيّة الفلسطينيّة".

ورأى اشتية أن خطّة السلام الأميركيّة "تُعطي لإسرائيل كلّ ما تُريده على حساب الحقوق الوطنيّة للشعب الفلسطيني". وبحسب رئيس الوزراء، فإنّ الخطّة المرتقبة "تقصف أسس الحلّ العربيّة، خصوصاً مبادرة السلام العربيّة". ودعا الدول العربيّة إلى "أن تكون درعاً واقياً لحماية فلسطين من المؤامرة الكبرى وصون حقوق أهلها".

كما كشف اشتية أن عباس سيدعو إلى اجتماع للقيادة الفلسطينيّة "لمناقشة كيفيّة وشكل ومحتوى الردّ على هذه المؤامرة، وسيقول شعبنا أيضاً كلمته بأعلى صوته ضدّها"، فيما أعلن المجلس الثوري لحركة "فتح" في بيان أن الحركة ستبقى في حالة "استنفار" كامل "لمواجهة هذا التحدّي المفروض علينا". ودعت "القوى الوطنيّة والإسلاميّة" في الضفة الغربيّة وقطاع غزة، إلى التظاهر في المدن الفلسطينيّة يومَيْ الثلثاء والأربعاء رفضاً لـ"صفقة القرن". على صعيد آخر، صرّح وزير الخارجيّة السعودي فيصل بن فرحان في حوار مع "سي أن أن" بأنّ الإسرائيليين غير مرحّب بهم في السعوديّة، مشيراً إلى أن العلاقات مع تل أبيب تعتمد على التوصّل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقال: "نحن نُشجّع بشدّة التوصّل إلى حلّ سلمي لهذا النزاع"، مضيفاً: "وعندما يتمّ التوصّل إلى اتفاقيّة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ستكون قضيّة انخراط إسرائيل في محيطها الإقليمي على الطاولة على ما أعتقد".

وفي شأن القرار الذي أصدرته وزارة الداخليّة الإسرائيليّة، والذي يقضي بالسماح لمواطنيها بالسفر إلى السعوديّة لأداء مناسك الحج والعمرة أو لعقد اجتماعات بين رجال الأعمال، أكد وزير الخارجيّة السعودي أن الإسرائيليين غير مرحّب بهم في المملكة. وتابع: "سياستنا ثابتة، لا علاقات لدينا مع إسرائيل ولا يُمكن لحاملي الجواز الإسرائيلي زيارة المملكة في الوقت الراهن". وأردف بن فرحان: "نُواصل دعم كافة الجهود الصادقة للتوصّل إلى تسوية عادلة، من المهمّ جدّاً بالنسبة إلينا أن تُحلّ هذه القضيّة، ولكن في سياق حصول الفلسطينيين على حقوقهم، وسندعم كلّ الجهود التي تُثمر عن ذلك".