بين تعاطي الكوكايين وقتل 25 شخصاً.. اتّهاماتٌ للأمير هاري بالسّعي إلى تدمير العائلة المالكة

12 : 21

إتُهم الأمير هاري الجمعة بالسّعي قبل أربعة أشهرٍ من تتويج الملك تشارلز الثالث، إلى تدميرِ الأسرة الملكيّة البريطانيّة، إذ إنّ التفاصيل المثيرة الّتي أوردها في مذكّراته تقضي نهائياً على أي إمكانٍ لمصالحةٍ داخل آل وندسور.


والتزمت الأوساطُ الملكيّة الصّمت في شأن سيلِ الاتهامات المُدهشة التي أوردها هاري وما رواه من تفاصيلَ محرجةٍ تسرّبت قبل نشرِ كتاب مذكّراته بعنوان "Spare"، إذ طرحته مكتباتٌ إسبانيّةٌ للبيع لساعات عن طريق الخطأ، فتبيّن أن مضمونه يذهب إلى أبعد بكثير مما كان متوقعاً.


ولاحظت صحيفة "ذي ديلي ميرور" الشعبيّة في عنوانها "ألّا أحد بمنأًى عن مهمّة هاري الوحشيّة لتدمير الأسرة".


واتهمت صحيفة "ذي صن" الأمير المقيم في كاليفورنيا "بإلقاءِ عائلته تحتَ حافلة لقاء ملايين الدولارات".


واعتبرت ألّا شيءَ "يمكن أن يبرر المسار الهدام والانتقاميّ الذي اختاره".


ورأت صحيفة "ديلي ميل" أن هاري اختار "أن يرمي أكبر قدرٍ ممكنٍ من السّمّ" واصفةً كتابه بـ"الحقير".


وتواجه وسائل الإعلام مشكلةً في اختيار المقتطفات الأكثر إثارة، إذ إنّ كمّاً كبيراً منها موجود في هذا الكتاب الّذي يضمُّ أكثر من 500 صفحة. لكنّ أشدّها إيذاءً هي تلك المتعلّقة بأخيه ويليام، وريث العرش ووظيفة رئيس الدّولة في 15 دولة في العالم، والذي يصفُه هاري وفقاً للمقتطفات التي نشرتها وسائل الإعلام بأنه "العدوّ اللدود".


واتّهم دوق ساسكس شقيقه وليام بطرحه أرضاً ومزق قلادته خلال مشادّة عنيفة بينهما في عام 2019 بشأن ميغن التي كان هاري قد تزوّجها قبل عام من الواقعة.


ويتحدّث هاري عن هذه المشادّة العنيفة أيضاً في مقابلةٍ تُعرَضُ مساء الأحد على قناة "آي تي في" التلفزيونيّة، يؤكد فيها أنّ ويليام الغاضب أرادَ منه أن يضربَه بدوره.


وأوضح هاري أنّ وليام "اعتذر" في وقتٍ لاحق عن تصرُّفه.


ورأى الخبير في شؤون العائلة المالكة ريتشارد فيتزويليامز، أن "الأسوأ" في الكتاب هو "الطَّريقة التي يُصور بها ويليام"، أي يُظهِرُه "شخصاً خان ثقته (...) وشخصاً اعتدى عليه فعلياً. إنها ليست صورة جيّدة لملك المستقبل".


ردّ واعترافات

شرح هاري في مذكراته أيضاً أنه عارض ووليام زواج والده من كاميلا الّتي باتت قرينة الملك اليوم، خوفاً من أن تكونَ "زوجة أب سيئة".


ولم يتوانَ هاري عن الاعترافِ بعددٍ من الأسرار المتعلّقة به شخصياً، ومنها إقراره بتعاطي الكوكايين، وبأنّه قتل 25 "مقاتلاً معادياً" خلال مشاركته في المهامّ العسكريّة في أفغانستان.


وكتب هاري: "لم تكن هذه إحصائيّة تشعرني بالفخر لكنّها أيضاً لم تُشعرْني بالخزي"، بحسب النّسخة الإسبانية من الكتاب.


واستطرد: "حينما وجدتُ نفسي وسط لهيب المعركة وارتباكها، لم أفكّر في هؤلاء الـ25 كبشر".


أضاف: "كانوا قطع شطرنج أُقصيت من فوق الرّقعة، تمّ القضاءُ على الأشرار قبل أن يتمكنوا من قتل الأخيار".

وانتقدت حكومة طالبان الأمير هاري بعدما قال في مذكراته إنّه قتل 25 شخصاً في أفغانستان أثناء خدمته العسكريّة على طائرة هليكوبتر ووصفهم بأنّهم "قطع شطرنج أقصيت من فوق الرقعة".


وانتقد عبد القهار بلخي المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجيّة في حكومة طالبان هذه التعليقات.


وتابع بلخي: "الاحتلال الغربيّ لأفغانستان هو حقّاً لحظة بغيضة في تاريخ البشريّة وتعليقات الأمير هاري تمثّلُ نموذجاً مصغراً للتجربة المؤلمة التي عاشها الأفغان على أيدي قوّات الاحتلال التي قتلت الأبرياء من دون أي مساءلة".


وقال متحدث باسم وزارة الدّفاع البريطانيّة: "لا نُعلّق لدواع أمنية".


فقدان عذريته والتواصل مع عرافة

كما تناول هاري حتّى فقدانه عذريّته، واستعانته بامرأة أتاحت له الدخول في تواصلٍ روحيّ مع والدته ديانا التي قضت عام 1997 في حادث سيارةٍ في باريس.


وقال الخبير الدستوري في جامعة بانغور في ويلز كريغ بريسكوت: "لا أعتقدُ أنّنا سبق أن شهدنا أمراً مماثلاً، أي أحد أفراد العائلة المالكة يُهاجم المؤسّسة بأكبر قدر ممكن من العلنية".


أضاف: "إذا استمرّ ذلك مدة طويلة - وهو اصلاً بدأ قبل عام أو عامين- فقد يبدأ الناس بالتساؤُل عمّا إذ كانَ من المفترض أن يُغيّروا رأيهم في الملكية، وعمّا إذا ينبغي إجراء إصلاحٍ".


وعلى الرغم من كل ما يتضمّنُه كتابه، كرّر هاري في مقابلتِه مع "آي تي في" رغبته في "المصالحة" مع عائلته، و"لكن أولاً" يجب "تحديد المسؤوليات".


ورداً على سؤالٍ صباح الجمعة، اكتفى رئيسُ الوزراء ريشي سوناك بالقول إنّه "من غير المناسب" أن يعلّق على الأمور المتعلقة بالعائلة المالكة. 

MISS 3