المطران عودة للمسؤولين المسيحيّين: إجتهدوا لخلاص اللبنانيّين بعيداً من الشعبويّة

12 : 32

ترأّس متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خدمةَ القدّاس الإلهيّ في كاتدرائية القديس جاورجيوس.


وبعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى المطران عودة عظةً، قال فيها: "المعموديّة هي السرّ الذي يُدخِلنا إلى أحضان الكنيسة. فكما أنّ عمل المسيح الخلاصيّ للعالم بدأَ بالمعموديّة، وتبعتها أمورٌ أخرى كالآلام والصّلب والقيامة والصعود إلى السّماوات، على المنوال نفسِه تبدأ الحياة الروحيّة بسر المعمودية. إلّا أنّ كثيرين ممّن تسمّوا مسيحيين بالمعموديّة يبعدون أنفسهم عن حضن الكنيسة الدافئ، ساعينَ وراء مصالحهم، مُستغلين اسم المسيح. هنا دعوةٌ إلى كلّ مسؤولٍ يعتبرُ نفسه مسيحيّاً حقيقيّاً، أن يجتهدَ من أجل خلاصِ أبناء الله الذين ألقيت على عاتقه مسؤولية رعايتهم. هذا الاجتهاد يظهرُ من خلال محبّة الخير والصلاح، ورفض الظّلم والقهر وتجويع البشر وإذلالهم واستغلالهم من أجل مكاسبَ ومصالحَ خاصّةٍ، ومن خلال التّعلُّق بالوطن والإخلاص له والعمل من أجل المصلحة العامّة. والمصلحة العامّة تقتضي وقف التّراشق الكلامي وتعطيل الدولة، والعمل على إظهار الحقائق المطموسة في شتّى القضايا الّتي مسّت قلبَ الوطن وأبنائه، ومصارحة المواطنين بشأنها، وإنصاف مَن يجب إنصافُهم ومعاقبة مَن تجب معاقبتُهم، بعيداً من الشعبويّة والمتاجرة، كما تقتضي العمل الحثيث من أجل إنهاضِ البلد وإعادة الحياة إلى مؤسساته وإداراته، وهذا لن يحصلَ ما لم يُنتَخب رئيس، مسيحيّ حقيقيّ، يتّخذ الرب يسوع مثاله الأوحد ويستلهم تعاليمه، اليوم دعوة إلى جميع المسؤولين أن يُطهّروا أنفسهم بدموع التّوبة الحقيقية، ويعودوا إلى الرّبّ الرحوم، ويعملوا بحسب وصاياه، علّ الخلاص يزور وطننا المقهور".

MISS 3