ما زالت عائلة الفتاة بيان دخل الله تحت وقع الصدمة، لم تصدّق بعد أنّ الشابة المليئة بالحيوية قضت إختناقاً بسخّان الغاز في منزل ذويها في النبطية الفوقا، هذا السخّان الذي استعانت به للتخفيف من حدّة فواتير المولدات الكهربائية، غير أنها أخطأت بوضعه داخل الحمام، فتسلّل الغاز إلى جسد ابنتها وأنهى حياتها.
عادت قضية سخّانات الغاز الى الواجهة مجدداً، نتيجة تزايد أعداد حالات الإختناق بسبب سوء تركيبها. نجلاء واحدة من الذين «عادوا من الموت» كما تقول، فقد تعرّضت للاختناق بسبب هذا السخّان، تتحدّث بحرقة وهي تروي ما حصل معها، «شعرت بأنني بدأت أغيب عن الوعي، وكأنّ شيئاً أرهقني، شيئاً ما دفعني للجلوس وبعدها غبت عن الوعي، لم أستيقظ سوى في المستشفى، كانت لحظات قاسية عشتها، شعرت بألم لا يوصف إطلاقاً، وكأنّني على أبواب الموت، ألم سبّبه دخول الـCO الى جسمي».
تحاول نجلاء أن تتمالك أعصابها وهي تروي قصة نجاتها من سخّان الغاز، وقد وضعته بداية داخل الحمام قبل أن تعود وتنقله الى خارج المنزل. راحت نجلاء الأم لخمسة أولاد تقصّ ما عانته، «كان مؤلماً، عدت من الموت المحتم، هكذا قالوا لي في المستشفى حيث رقدت ليلة في العناية المشدّدة»، تؤكّد أنّ السخانات رغم أنّها «وفّيرة» وتعطي مياه ساخنة في دقيقة، غير أنّ سوء تركيبها ووضعها داخل الحمام يعرّض حياة الناس للخطر.
إرتفع الطلب اخيراً على سخّانات الغاز، يكاد عباس لا يهدأ في توضيبها وبيعها، «فالناس تبحث عن الأوفر، كثر لم يتمكّنوا من تركيب معدات الطاقة الشمسية لأنّها باهظة الثمن، ويتلوّون من فواتير المولّدات، لذا يلجأون الى هذه السخّانات، فهي آمنة شرط أن يتم وضعها خارج الحمّام»، غير أنّه يؤكد أنّ هناك من يصرّ على وضعها داخل الحمام.
منذ سنتين تقريباً ويعتمد العم حسين سعد سخّان الغاز، لجأ إلى خبير لتركيبه لكي يتجنّب الخطر، وضعه في غرفة محاذية خارج المنزل، لافتاً الى انّه لجأ اليه لتخفيف فاتورة استهلاك المولّدات الكهربائية وتوفير مياه ساخنة في زمن البرد، داعياً كل الناس إلى اعتماده شرط وضعه في غرفة محايدة، وهو أمر يصرّ عليه علي نادر صاحب متجر لبيع وتركيب سخّانات الغاز، بحسبه، الطلب ارتفع عليه بشكل لافت أخيراً، جازماً أنه آمن وأنّهم يعتمدون طريقة تركيب آمنة أيضا لتجنّب خسارة جديدة بسببه، وأسعاره تتفاوت بين 100 و160 دولاراً حسب النوعية.
