المعارك تتمدّد من ريف إدلب إلى ريف حلب

"معرّة النعمان" بيد النظام

02 : 00

المعارك العنيفة في إدلب تسبّبت بموجة نزوح جديدة (أ ف ب)

سيطرت قوّات النظام بشكل كامل بالأمس على مدينة معرة النعمان الاستراتيجيّة، وهي ثاني أكبر مدن محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، بعد تطويقها إثر أيّام من الاشتباكات الضارية والقصف العنيف، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

واقتحم جيش النظام معرة النعمان من 3 محاور (الجنوب، الغرب والشرق)، فيما جاءت عمليّة السيطرة عليها بعد أقلّ من 4 أيّام من بدء العمليّة العسكريّة البرّية بإشراف روسي وبغطاء جوّي هستيري عبر آلاف الغارات والبراميل المتفجّرة والقذائف الصاروخيّة والمدفعيّة، بحيث مكّنت قوّات النظام من السيطرة على 26 قرية وبلدة، آخرها مدينة معرة النعمان ومعسكر وادي الضيف وقرية حنتوتين، في وقت كانت المدينة لا تزال تشهد "مقاومة" من قبل مقاتلين معارضين خلال عمليّة التمشيط التي تقوم بها القوّات الحكوميّة.

وقدّر "المرصد السوري" عدد القتلى بين الطرفَيْن منذ بدء الهجوم البرّي مساء الجمعة بـ147 عنصراً من قوّات النظام والمجموعات الموالية لها، بينما سقط 137 مقاتلاً من فصائل معارضة عدّة، بينهم 107 من الجهاديين.

وأوردت وكالة الأنباء السوريّة الرسميّة (سانا) أن "وحدات الجيش حرّرت معظم أحياء مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي وبدأت عمليّات تمشيطها". كما أشار التلفزيون الرسمي إلى أن "وحدات الجيش قطعت طرق إمدادات الإرهابيين وخطوط دفاعاتهم"، قبل أن تتقدّم داخل المدينة، في حين حذّرت وزارة الدفاع التركيّة، والتي تنشر 12 نقطة مراقبة في إدلب، من أنّها ستردّ "من دون تردّد في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس على أي محاولة تهديد" لتلك النقاط.

وبلغ عدد سكان معرة النعمان، التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة في العام 2012، قبل أربعة أشهر، 150 ألفاً، إلّا أنّها باتت اليوم شبه خالية جرّاء موجات النزوح التي شهدتها، إذ أفاد مراسل لوكالة "فرانس برس" زار المدينة قبل أيّام قليلة، أنّها تحوّلت إلى "مدينة أشباح" تنتشر فيها الأبنية المدمّرة أو المهجورة.

ودفع التصعيد منذ كانون الأوّل بـ358 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، خصوصاً معرة النعمان، في اتجاه مناطق أكثر أمناً شمالاً، وفق الأمم المتحدة. وبين هؤلاء، 38 ألفاً فرّوا بين 15 و19 كانون الثاني، غالبيّتهم من غرب حلب. ولجأ كثيرون إلى مناطق شمال معرة النعمان، بينها مدينة سراقب ومحيطها، إلّا أنّهم أُجبروا مجدّداً على النزوح مع اقتراب التصعيد العسكري منهم. وفي بلدة حزانو قرب الحدود التركيّة في شمال إدلب، شاهد مراسل لـ"فرانس برس" بالأمس عشرات الشاحنات لنازحين فرّوا من جنوب إدلب، وقد حملوا معهم حاجياتهم من فرش وأغطية وسجاد.

وبالتوازي مع التقدّم في اتجاه معرة النعمان، تخوض قوّات النظام اشتباكات في مواجهة "هيئة تحرير الشام" والفصائل الأخرى في ريف حلب الغربي، حيث يمرّ الطريق الدولي "إم 5"، الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر أبرز المدن السوريّة من معرة النعمان وحماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبيّة مع الأردن.


MISS 3