محمد دهشة

في لقاء حواري حول "أزمة لبنان المالية.. الأسباب وآفاق الحل" في صيدا

سمير حمود: المصارف اليوم تصرف من ودائع الناس

13 كانون الثاني 2023

14 : 35

"الأزمة المالية في لبنان.. الأسباب وآفاق الحل" عنوان اللقاء الحواري مع الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف سمير حمود والذي استضافه نادي روتاري صيدا في قاعة جمعية "أهلنا" في الهلالية – صيدا، بحضور ممثلي هيئات اقتصادية ورجال أعمال وفاعليات اجتماعية وهيئات أهلية، وكان باستقبالهم رئيس روتاري صيدا هشام الأسعد وأسرة النادي.




وأشارت المحامية مايا غسان المجذوب بإسم روتاري صيدا، إلى أن "النادي منذ تأسيسه عام 1956 كان حريصاً على ان يكون حاضرا عند كل استحقاق يتعلق بمدينة صيدا وجوارها، وبالبلد وكان حريصاً على تقديم الخدمة الروتارية بكل اشكالها ومنها تعزيز ورفع الوعي بكل ما يساهم بتحقيق السلام والأمن الاقتصادي والإجتماعي، فكان من الطبيعي بعد مرور أكثر من 3 سنوات على أزمة نقدية ومصرفية سياسية مالية اقتصادية حادة ان يحصل هذا اللقاء للإضاءة على الأسباب الحقيقية للأزمة وتداعياتها وتأثيراتها وعلى السبل المتاحة لحلها علنا نجد إجابات وعلى بعض التطمينات عن مصير الودائع المصرفية.. فبإسم رئيس نادي روتاري صيدا الأستاذ هشام الأسعد وأعضاء النادي نشكر السيد سمير حمود على تلبيته الدعوة وكل الحضور الكريم على هذه المشاركة القيمة اليوم ، كما نشكر جمعية أهلنا على استضافتها لنا اليوم واستضافة كل اجتماعات النادي الأسبوعية".




ثم استعرض حمود مراحل التدهور المالي في لبنان واسبابه منذ سنة 1984 وحتى سنة 2019، ورأى أن المصارف اليوم تصرف من ودائع الناس وأن هذه السنة ستكون صرختها اكبر. لكنه اعتبر أن القطاع المصرفي لا يمكن ان يتوقف عن الدفع والا سيذهب الى الإفلاس وأن الضمانة الحقيقية هي موجودات أي مصرف وحسن إدارته ورقابته وان تكون لجنة الرقابة فعالة، ويكون لديك سلطة ناظمة هي البنك المركزي، وأن المشكلة ليست في إعادة الأموال، بل في استعادة ثقة الناس بالمصارف .


وشرح حمود مطولاً المحاور الأساسية للإقتراح الذي تقدم به للخروج من الأزمة المالية والذي قال إنه يرتكز على "قطاع مصرفي، حقوق مودعين ونظام مصرفي"، مؤكداً أنه" لا بد من إعادة تكوين القطاع المصرفي لأنه حتى لو وافق صندوق النقد الدولي على دعم لبنان وقلنا للمودعين ان اموالكم عادت وموجودة في المصارف.. فالمشكلة ليس في إعادة الأموال، بل في استعادة ثقة الناس بالمصارف. وانت لا تستطيع ان تعمل دون إعادة بناء قطاع مصرفي ولذلك قلنا اعادة تكوين وليس إعادة هيكلة ".




ورفض حمود الربط بين اعادة أموال المودعين وبين ارتفاع سعر الصرف "لأننا سنعيدها أما دولار نقدي أو على سعر السوق ، والمحافظة على سعر الصرف لا تكون على حساب اموال المودعين، كما ان اذلال الناس في رواتبها هذا لا يحافظ على سعر الصرف ، بل يبدأ الحل بحفظ حقوق وكرامة الناس".


ورأى حمود أن الودائع لم تتبخر بل يوجد مقابلها موجودات في المصارف هي ديون على البنك المركزي وعلى الدولة. وقال " المادة 113 من قانون النقد والتسليف تقول ان الفجوة الموجودة في مصرف لبنان هي مسؤولية الخزينة ومسؤولية المالية العامة ".




وخلص حمود الى أن "لبنان قادر على الخروج من الأزمة حتى ولو أصبح الدولار عندي 6 او 7 ارقام، استطيع ان اعود واشطب الأصفار عندما اتوازن بماليتي العامة"، معتبراً أن " ما يطرح في الحكومة اليوم قصة محاسبية تعتمد على شطب دين الدولة على مصرف لبنان وشطب ودائع المصارف لدى مصرف لبنان اشطب بالنتيجة الودائع في المصارف ، فتبقى المصارف ويبقى مصرف لبنان وتبقى مالية الدولة وتذهب أموال الناس" . وقال" هذا ليس بالراعي الصالح . والدولة هي بالقانون الراعي الصالح ".


ثم جرى حوار ونقاش أجاب خلاله حمود على أسئلة الحضور، فاعتبر حمود ان "الهندسات المالية لم يكن القصد منها تمويل لا فساد ولا دولة بل كان القصد منها التعويض عن خروج الأموال من لبنان باستقطاب أموال جديدة لاستمرارية القطاع المصرفي، لكن في العام 2017 لم تعد الهندسات المالية تنفع الى أن حدث الإنهيار الكبير في 2019 ".

ورأى حمود أن الحكومة الحالية لم تتجاوب مع مبادرته لأنها أسيرة خطة مشروطة بموافقة صندوق النقد الدولي. وقال"وجهة نظري انه ليس هناك من إمكانية على التوافق في الحكومة على شيء يدفع البلد الى الأمام، لذا لا بد من ان يأتي الحل بتشريع واستعداد الدولة لتبني هذا الحل وان تلتزم بمديونيتها وتحدد كيف يمكن ان تفي بالتزاماتها ".

وحذر حمود من خطورة كبيرة اذا وصلنا الى شهر تموز وليس هناك رئيس جمهورية وليس هناك حكومة جديدة وليس هناك حاكم لمصرف لبنان. وقال" اقصى ما يمكن ان يقوموا به قبل هذا التاريخ هو تحديد حجم السحوبات المالية وأن تكون بالليرة اللبنانية على سعر السوق" .

واعتبر حمود أن لبنان سيبقى يتحمل تبعات عدم الاستقرار في سوريا وقال" لن يكون هناك استقرار في لبنان قبل ان يكون هناك استقرار في سوريا".