عادت القدس مجدداً الى قلب الحدث واستعادت بعضاً من التضامن العربي معها. حرّكت القضية الضمير العروبي الغائب عنها منذ فترة وهي التي كانت نبض الثورات العربية ولا زالت. ولأجل القدس نفّذ شبان الحراك وقفة تضامنية، وجهوا التحية لثوار الأرض العربية، "القدس ليست للبيع" قالها الشبان. اعتمروا كوفية الثورة الفلسطينية وحملوا العلم الفلسطيني وهتفوا "فلسطين عربية". شدّ الحراك قوته باتجاه القضية الأم، واعتبروا ان ثورتهم جسر عبور إليها: "هي رمز المقاومة ومنها بدأت رحلة النضال ضد الغاصب المحتل"، لم تخلُ الوقفة من شعارات القدس وأغاني الثورة، "لم تخرج يوماً القضية الفلسطينية من قلب حراك النبطية، فهي "محور المقاومة" الجديد" وفق قول محمد.
هب ثوار النبطية لنصرة القدس، للدفاع عن قضية العرب الأولى، كانوا أصدق من كل الخطب الرنانة، قبضاتهم تحدثت عن صلابة موقفهم، رفضوا "الصفعة" ورفضوا مشروع الشرق الأوسط الجديد. فالسياسة بدت واضحة في لغة الحراك، وهي التي كانت فعلاً ماضياً ناقصاً أمام المطالب الحياتية، وفق قولهم: "دخلنا زمناً جديداً ومعادلة جديدة، لن تمر صفقة بيع فلسطين مرور الكرام".
ماذا بعد صفقة القرن؟ سؤال طرحه حراك النبطية في وقفته الرافضة لبيع القدس، وصفوها بـ"صفعة قاسية على جبين الأمة"، واكدوا "عروبة فلسطين"، وأنهم لم يبخلوا بوقفة تضامن معها، فهي قبلة الأحرار والثوّار.
في حسابات ثوّار النبطية "الصفقة ليست لفلسطين فحسب، بل لبنان داخل فيها، حدوده من عيترون الى رميش ستقطع"، ولم يتوان الشباب عن اعلان سياسة الرفض الكامل لسياسة الاستبداد الاستعمارية، ويؤكد محمد "احقية الارض"، منتقداً "غطرسة العدو الذي يريد تهجير الفلسطيني مرة ثانية بموافقة عربية"، في المقابل ارتأى احمد أن يرفع العلم الفلسطيني، مؤكداً ان "ما حصل يجب ان يوحّد العرب معاً، لصوغ سياسة نضالية جديدة"، ويشير آخر الى ان "ما حصل يفترض ان يكون شرارة انتفاضة جديدة تظلل كل الثورات الحقوقية".
بلدة تول
أما عن المعاناة الجنوبية، فإن أهالي بلدة تول ضاقوا ذرعاً من دخان مولدات، اصحابها من آل طهماز، ولم تنفع استغاثاتهم بوقف الجريمة البيئية بحقهم، فبلدية الكفور تصم آذانها عن سماع مناشدات الاهالي، ويسري حديث بينهم عن شراكة بين البلدية وطهماز، يعلل احدهم الامر "البلدية ما بتسمع معاناتنا بس بتطلب اموالنا"، ويشير الى "شراكة ضمنية بين الاثنين"، لذا يغض الطرف عن انبعاثات الدخان وروائحها الكريحة داخل تول، والانكى "التقنين القاسي في الاشتراك" وفق ابراهيم ويضيف: "من يعترض على التقنين يأتيه الجواب مش عاجبك منقطعلك الاشتراك".
يقر ابناء تول ان هناك مادة تخلط مع المازوت تسبب رائحة "مسمة"، غير ان صاحب الاشترك يؤكد ان وزارة الصحة والبيئة كشفتا على مولداته واكدتا انها مطابقة للمواصفات البيئية، الامر الذي يطرح تساؤلاً عن سبب الروائح. يقول احد ابناء تول: "يعمد طهماز الى شراء مولدات مستعملة تبقى معطلة، ويخلط المازوت بمادة ثانية ليخفف الفاتورة عليه.
تشهد تول تقنيناً قاسياً للاشتراك معطوفاً على تقنين الكهرباء، الامر الذي دفع بكثير من ابناء تول للاستعاضة عن الاشتراك بالـups، لا سيما بعدما باتوا عاجزين عن سداد فاتورة الاشتراك الشهرية التي تخطت الـ120 الف ليرة، وتشهد محال بيع البطاريات المستعملة زحمة طلب بعدما توقف سوقها منذ سنين، ويرى ابو احمد انه اضطر على مضض للعودة إلى الـups "لانني بت عاجزاً عن سداد الفاتورة، الوضع لم يعد يحتمل المزيد من الفواتير"، مثله فعلت ام حسين التي عادت إلى "الفلورسان" وفق قولها، لأن "اضاءة الفلورسان ما بتشكي من شي، بالكاد نملك مصروف المنزل".
ويشير احد محال البطاريات إلى "ازدياد نسبة الطلب على بطاريات مستعملة في الايام الماضية، ويعود الأمر إلى سوء وضعهم المالي".
