جورج الهاني

كلمة التحرير

فاز القاصوف... ولم يخسر النخل

16 كانون الثاني 2023

02 : 01

القاصوف والنخل

أما وقد صفت الأجواء وهدأت النفوس وانقشعت الرؤية تماماً بعد مرور أسبوع على استحقاق إنتخابات الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة جرت خلاله قراءة متأنّية للأرقام التي حقّقها كلّ من رئيسَي اللائحتَين المتنافستَين، يمكن إستخلاص الآتي:

1 - إستحقّ وليد القاصوف الفوز والعودة الى رئاسة الإتحاد، وهو يستأهل هذا المنصب، إذ إنّ تحضيراته للمعركة الإنتخابية كانت أفضل، وعاونه فيها فريق عمل معروفٌ بخبرته وحنكته في إدارة العمليات الإنتخابية منذ عشرات السنين بشتّى الوسائل والإمكانات من دون الغوص في الأسماء التي باتَ يعرفها الجميع. أما نقطة قوته الأهمّ فكانت إلتزام الأندية المحسوبة عليه بالتصويت للائحته بالكامل مع خروقات إستثنائية لا تتعدّى شطب اسم أو اثنين لصالح مرشّحَين من اللائحة المقابلة، فكان الإنتصار الكبير للائحته التي تضمّ وجوهاً لها خبرتها وكفاءتها في اللعبة، ووجوهاً أخرى تقليدية لم تقدّم أيّ إضافة للكرة الطائرة، بل إنّ بعضها تحوم حولها علاماتُ استفهام عديدة.

2 - خسر أسعد النخل معركته، ولكنه وضع في المقابل هذه الخسارة في إطار الإمتحان الذي لا بدّ من الخضوع له لمعرفة رصيده بمفرده وتحديد مدى حجمه في وسط الكرة الطائرة، كونه خاض انتخابات العام 2020 جنباً الى جنب مع القاصوف ضمن لائحة "السلطة"، وبالتالي لم تكن هناك أرقام دقيقة للثقل الرياضي الذي يمثله على الأرض كلّ من القاصوف والنخل، فجاءت أصواتُ الجمعية العمومية هذه المرّة لتؤكّد أنّ النخل الذي ترأس لائحة تضمّ إداريين وفنيين ولاعبين لهم حضورهم وفضلهم على اللعبة، لا يزال فاعلاً ومؤثراً جداً وموجوداً بقوة على ساحة الكرة الطائرة، وقد استطاع بفضل علاقاته العامة الوطيدة وصداقاته الصادقة مع الأندية، وبميزانية متواضعة للغاية، أن يخرق لائحة القاصوف مع حليفه غسّان قرداحي، ولولا الأخطاء الفادحة لبعض الأندية الحليفة خلال عملية التصويت، إضافة الى الغدر الذي تعرّض له من عدد من أصدقائه، لكان رافقهما الى الإتحاد الجديد كلّ من شادي بو فرحات ومنير شاهين وجوليان زغيب الذين خسروا بفارق عدد أصوات لم يتعدَّ أصابع اليد الواحدة، وهذه الأرقام اللافتة توقّف عندها القاصوف وحلفاؤه بالتأكيد مطولاً وملياً لما تمثّل من ركيزة صلبة وثابتة سيبني عليها النخل ورفاقه الحاليون في الإنتخابات المرتقبة بعد أقلّ من عامَين.


MISS 3