محمد دهشة

الصرخات الاحتجاجية مستمرّة: موظّفو "الإتصالات" بلا رواتب ومساعدات

18 كانون الثاني 2023

02 : 00

من الوقفة التضامنية أمام سنترال صيدا

الصرخات الاحتجاجية لا تتوقّف، تنتقل من قطاع إلى آخر وتتمدّد غضباً، تبحث عن لقمة عيش كريم، فكثير من الموظّفين لا يتقاضون رواتبهم منذ أشهر رغم انعدام قدرتهم الشرائية، بعضهم توقّف عن العمل طوعاً أو قسراً وبعضهم الآخر أطلق نداء الاستغاثة الاخير قبل الفقر المدقع والجوع.

«كفى وعوداً... نريد أن نعيش بكرامة»، شعار رفعه موظّفو القطاع العام، على وقع إعلان موظّفي الإدارات الرسمية إضراباً مفتوحاً عن العمل بدءاً من أمس وحتى 27 الجاري، تزامناً مع إستمرار إضراب أساتذة التعليم الرسمي بشقّيه الأساسي (الابتدائي والمتوسط) والثانوي إلى جانب المتعاقدين، وبعد إنتهاء إعتكاف القضاة وموظّفي شركتي ألفا» و»تاتش»، وقد جمعتهم صرخة غضب واحدة: دفع الرواتب لمواجهة تداعيات الأزمة المعيشية الخانقة.

وقد أطلق موظفو وزارة الاتصالات في صيدا وكافة المناطق اللبنانية صرخة إحتجاج موحّدة والتزموا بالاضراب التحذيري ليوم واحد للمطالبة بقبض رواتبهم للشهر الثالث على التوالي، مؤكّدين على الاستمرار بتحرّكاتهم الاحتجاجية تدريجياً وعدم القيام بأي عمل حتى تفرج وزارة المال عن حقوقهم المستحقّة.

وأبلغت مصادر مسؤولة «نداء الوطن» أنّ المدير العام للاستثمار والصيانة في وزارة الاتصالات المهندس باسل الأيوبي تحرّك على خطّ المعالجة وتواصل مع المسؤولين في وزارة المالية، حيث تلقّى وعداً بصرف دفعة من المستحقّات المالية المتأخّرة في غضون الايام القليلة المقبلة، مؤكّدة أنّه في حال لم يتمّ الصرف سوف يصعد الموظفون تحرّكاتهم الاحتجاجية وصولاً إلى الإضراب المفتوح. وأوضحت أنّ أساس المشكلة بدأت مع موازنة العام 2019 (31/7/2019) حين نقلت رواتب موظفي وزارة الاتصالات إلى وزارة المالية، غير أنها لم تصدر المراسيم اللازمة لذلك، فبدأ التطبيق ولم تعدّ الجداول المطلوبة، فأصبح الموظفون من دون رواتبهم.

ويطالب موظّفو الوزارة بدفع رواتب ثلاثة اشهر متأخّرة، تشرين الثاني وكانون الاول 2022، وكانون الثاني 2023 (يتمّ دفع الراتب مسبقاً)، إضافة إلى بدل نقل عن ستة أشهر من تموز حتى كانون الأول 2022، والبالغة قيمة كل يوم حضور 95 ألف ليرة لبنانية، ناهيك عن بدل مساعدة اجتماعية عن شهري تشرين الأول وكانون الأول 2022، عبارة عن قيمة راتب.

ويقول رئيس منطقة الجنوب الهاتفية بالإنابة في وزارة الاتصالات محمود الغربي لـ»نداء الوطن»: «إنّ الوضع المعيشي لم يعد يطاق ورواتبنا ليست منّة من أحد، وهي خط أحمر ولا نطالب بتحويلها دولاراً وانّما قبضها وهو أبسط حقوقنا. نطالب بمستحقّاتنا المالية لأنّنا نعيش كل شهر بشهره، واذا لم نقبضها مع المساعدة الاجتماعية وبدل النقل لا يمكننا الوصول إلى مركز العمل والقيام بمهامنا»، مطالباً المعنيين بالإسراع بالإفراج عن المستحقّات «حتى يبقى العمل منتظماً من دون اللجوء إلى التصعيد والاجواء حتى الآن ايجابية وهناك ووعد بالدفع».

وتضامن موظّفو وعمال أوجيرو مع زملائهم في وزارة الاتصالات ونظّموا وقفة دعم لحقوقهم أمام مركز «أوجيرو» في صيدا تلبية لدعوة المجلس التنفيذي للنقابة، بالتزامن مع وقفات مماثلة في باقي المناطق. وأكد نائب رئيس نقابة أوجيرو مازن حشيشو على دعم موظفي أوجيرو الكامل لمطالب زملائهم في وزارة الاتصالات مطالباً بالاسراع بالافراج عنها.

ويخشى مراقبون أن يتحوّل العام 2023 عام الإضرابات المفتوحة بعدما شهد عام 2022 عشرات الإضرابات والاعتصامات والتحرّكات المطلبية ووصف بأنه «عام الإضرابات والتعطيل» بلا منازع، من دون معالجات جدّية لترحل الى العام الحالي في دلالة على عجز مؤسسات وقطاعات برمّتها عن الاستمرار.