"الفساد كان متجذراً بالدولة".. نصرالله: على السّلطة أن تبادر لمعالجة الوضع الاقتصاديّ

17 : 18

أكّد الأمينُ العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في الذّكرى الثلاثين ‏لانطلاقة المركز الاستشاريّ للدراسات والتوثيق، في قرية الساحة التراثيّة، "وجوب الاستفادة من كل عقل علمي وفكر وتخصّص يمكن الاستفادة منه".


وقال: "لا يجوز لنا أن نيأسَ على الرغم من أنّ هناك محاولات لإشاعة اليأس في البلد، وهذا أمرٌ خطيرٌ جداً، والأهم هو الأمل، وعلى الجميع تحمُّل المسؤوليّة من دولةٍ وشعبٍ ومجتمع".


أضاف: "لا يجوز البقاء في حافة التخبّط، كما الحال في السّنوات الماضية، وفي مكان ما، على السّلطة أن تبادر لوضع رؤيةٍ لمعالجة الوضع الاقتصادي، وعلى أساسها، وضع خطط وبرامج تستند لرؤية كاملة ومتقنة".

ورأى نصرالله أنّه "للوصول إلى الرؤية، علينا دراسة الأسباب، ولتنفيذها علينا استخراج الأسباب الواقعيّة والحقيقيّة"، لافتاً إلى أنّ "الفساد كان متجذراً بالدولة منذ وقتٍ طويل، ولو قدمت كلُّ طائفةٍ أفضل عقولها وخبرائها لتتولَّى المسؤوليَّات الإداريَّة في الدَّولة، ما كنَّا وصلنا إلى هذه المرحلة".


واعتبر "أنَّ أحد أهمّ أسباب الأزمة خطأ الرؤية الاقتصاديَّة في التسعينات وبعض السياسات الاقتصاديّة الفاسدة والمفسدة، والتي كانت مواقفُنا واضحةً منها في مجلس النواب وأولها الاستدانة".


ورأى "أنَّ الأخطر هو ضرب الانتاج والبحث على الربح السريع وهكذا تحوّل اقتصادنا إلى اقتصادٍ هشّ، وأنّه من الأسباب أيضاً المحاصصة الطائفيّة في المشاريع وغياب الإنماء المتوازن وتبعات الحروب الداخليّة وإعادة الاعمار وملف المهجرين".


وإذ اسف نصرالله "أنّ البعض يتحدّث عن عدم وجود حصار"، قال: "الحصار لا يكونُ فقط بوضع بارجة قبالة الشواطئ اللبنانيّة، بل يكفي سلوك الإدارة الأميركيّة مع السلطة اللبنانية".


وأكد "أن الحصار يترجم بمنع المساعدات والودائع والقروض من الخارج وبمنع الدولة اللبنانيّة من قبول الهبات وقبول الاستثمارات ومنع لبنان من علاج ملف النازحين السوريّين، معتبراً أنَّ مجموع العوامل هذه وغيرها يؤكّد وجودَ مجموعة أسبابٍ أوصلت إلى هذا الوضع".


وعن وضع إسرائيل في المنطقة، قال: "بالعودة إلى الرؤية الّتي قامت عليها السياسات الخاطئة، وهي أنّ المنطقة مُتّجهة نحو تسويةٍ للنّزاع، وهو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، إذ إنّ من يريد وضع سياساتٍ اقتصاديّة جديدة، عليه ألّا يبنيَ رؤية على حساب تسويةٍ في المنطقة ولا وجود لحلّ الدولتين وخصوصاً مع الحكومة الجديدة الفاسدة والإرهابية".


أضاف: "مع سوريا لا تسوية. وما جرى في سوريا هو إحدى المحاولات للمجيء بنظامٍ سياسيّ يُعطي الجولان لاسرائيل"، معتبراً "أنّ الوضع في المنطقة متّجه نحو مزيدٍ من التوتر. فلا تسويات في المنطقة ولا مشاهد سلام وهذا كله سينعكس على منطقتنا".


وعن ملف الغاز، اعتبر نصرالله "أن أحد أسباب القوة هو موضوع النفط والغاز. فهو ثروةٌ هائلةٌ في بحر لبنان، والدّليل ما نشهده من اكتشافاتٍ للنفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط"، مشيراً إلى أنّ "اليوم القرار الأوروبيّ حاسم في الاستغناء عن الغاز الروسيّ وأولويته هي في البحر المتوسّط، لأنّ تكلفته أقل عليه. ولذلك علينا البحث عن شركات للاستفادة من ثروتنا الوطنية".


ولفت نصرالله إلى أنه "من نقاط القوة الأساسية في إقتصادنا هم المغتربون الذين ما زالوا اليوم أهم مصدر مالي ليعيش اللبنانيّون، وهم يتعرّضون اليوم للخطر والمضايقة والاعتداء الأميركيّ من خلال وضع تجارٍ وأغنياء كبار على لوائح العقوبات بتهم ظالمة. وهذا يحتاج إلى حماية الدولة التي للأسف "ما عم تعمل شي".

MISS 3