جاد حداد

Disconnect: The Wedding Planner... إنتاج أفريقي طموح لكن شائب

21 كانون الثاني 2023

02 : 00

وفق الملخّص الرسمي الذي تعرضه شبكة "نتفلكس" عن فيلم Disconnect: The Wedding Planner (علاقات معقّدة: مُنظِّم حفلات الزفاف)، يدخل العمل في خانة الكوميديا الرومانسية الممتعة. يجد رجل صعوبة في تنظيم زفاف طارئ، ثم يقع في الحب أثناء انشغاله بعمله. تحمل كلمات وتصرفات الشخصيات الرئيسية، "أوتيس" (باسكال توكودي)، و"أبيو" (فرانسيس أونووشي)، و"غابريال" (ويل أوجو)، طابعاً فكاهياً. يتم التحضير لزفاف مزعوم، لكن لا شيء يبدو مُخططاً له في نهاية المطاف. يحمل الزفاف طابعاً عفوياً بامتياز، وسرعان ما يدرك "أوتيس" تعلّقه بـ"تي كي" (كاثرين كاماو).

يعرض الفيلم مجموعة واسعة من المسؤوليات والخطوط السردية المستعملة لتطوير الشخصيات. تعيش "سيلين" (بريندا ويريمو) و"ريتشارد" (براين أوغولا) علاقة سامة وغير مستقرة، وتكون "جود" (باتريسيا كيهورو) مخطوبة لرجل خائن (لوساريل أونيانغو)، وتبدو "تي كي" مهووسة بـ"أوتيس"، ويملك "خالد" (جاستن ميرشي) شركة مجهولة الاسم تحتاج إلى استثمارات. في مرحلة معينة، تُعطى الأولوية لواحدة من هذه القصص المتنوعة، ولا مفر من أن يتساءل المشاهدون عن القصة التي يُركّز عليها الفيلم.

في الوقت نفسه، يزيد "ديلي" (توبي تيديلا) و"ريتا" (ميغ أوتانوا) المسؤوليات على "أوتيس". يُكلَّف رجل كيني بتنظيم زفاف "مهم" لعائلة من جماعة "يوروبا"، مع أنه يفتقر إلى أي حسّ تنظيمي في خياراته الأخرى.

من اللافت أن يختار "أوتيس" هذا العمل مع أنه يحاول إبعاد نفسه عن الزواج في حياته الشخصية. لن نعرف السبب الذي يدفع "أوتيس" إلى اتخاذ هذا القرار، ولن نشاهد إلا كلامه غير المقنع عن مخاطر الارتباط الجدّي.

تتعدد الأعمال التي أنتجتها جهود دولية مشتركة، منها فيلم Namaste Wahala. رغم جوانبه الشائبة، يبقى هذا التحالف محاولة تستحق الإشادة لسرد قصة ذات طابع عالمي، ولا يحمل اختيار الشركاء في هذا الفيلم بُعداً جغرافياً. أحياناً، يدفع الحب الناس إلى تجاوز الحدود الجغرافية وبلوغ مساحات بعيدة.

الفيلم الجديد هو نتاج شراكة وطنية بين كينيا ونيجيريا. تدور معظم الأحداث في الأراضي الكينية، ويتألف معظم الطاقم التمثيلي من ممثلين كينيين، وحتى فريق العمل والإنتاج والمونتاج يتألف في معظمه من أشخاص كينيين. تُعتبر هذه الشراكة القارية في هذا القطاع الاستثنائي محاولة طموحة لكن شائبة لتكثيف التعاون الأفريقي المشترك. لكن بدل تعزيز الوحدة بين الأطراف المعنية، تُستعمل صور نمطية واضحة ضد أحد الطرفَين. يظهر النيجيريون مثلاً بصورة المخادعين، بينما تشمل كينيا مجموعة كبيرة من النساء الموهوبات.

على صعيد آخر، يبدو تصميم الصوت في الفيلم قوياً بدرجة لافتة. لطالما استعمل صانعو الأفلام الأصوات لتحقيق أهداف متنوعة، فهي تزيد قوة المؤثرات البصرية، ويمكن استخدامها بالشكل المناسب للتحكم بمشاهد الحركة. استعمل المسؤول عن مكساج الصوت، لي سميث، مجموعة مختلفة من الموسيقى الكينية لبث الحيوية في المشاهد المتلاحقة. قد نشعر أحياناً بأن الفيلم يغيّر مساره في رحلته الممتدة على ساعتين، لكن يسهل أن يستمتع المشاهدون بالمؤثرات الصوتية على مر المشاهد.

إعتاد المشاهدون على إسكات صوتهم النقدي عند مشاهدة معظم الأعمال السينمائية لأنهم يفضلون الاستمتاع بالمشاهد والأوهام المعروضة أمامهم. لضمان المتعة في هذا النوع من التجارب، يجب أن يُسكِت الناس قناعاتهم إذاً. قد يتقبّل الجمهور هذا الوهم المستمر من دون إبداء أي ردة فعل، لكنّ نزعتهم إلى إطلاق الأحكام على أنفسهم قد تعيق سعيهم إلى عيش أفضل اللحظات الترفيهية. يجب أن يلجأ مشاهدو هذا الفيلم إلى خِدَع مماثلة لخوض هذه التجربة.

في المقام الأول، من الأفضل أن يعطّل الجميع قدرتهم على التفكير وتحليل الأحداث ويشاهدوا "خالد" وهو يتكلم طوال الوقت عن "صفقة" معينة (لن نعرف شيئاً عن تفاصيلها)، أو يتابعوا مغامرة "جودي" الجنسية مع خطيب "سيلين" من دون إبداء أي ردة فعل، أو يتقبلوا هوس "ديلي" بزفاف مهم يتم التخطيط له في كينيا.

باختصار، على كل من ينوي مشاهدة هذا الفيلم أن يمتنع عن تحليل ما يراه لأن المبالغة في التفكير تُضعِف المتعة التي يَعِد بها الفيلم. سرعان ما يكشف العمل عن شوائبه وتصدعاته المفرطة، وتتّضح رداءة الحبكة المعروضة، وتصبح التصرفات غير المبررة للشخصية الرئيسية مربكة لأقصى حد. يسهل إذاً أن يبدأ الناس بالتساؤل عن حقيقة ما يشاهدونه بدل تقبّل كل ما يُقدَّم أمامهم. على من يفكر بمشاهدة الفيلم التفكير بهذه العوامل أولاً.