ريتا ابراهيم فريد

"Be positive بثواني" تواجه الأزمة بأغنيات مضحكة

21 كانون الثاني 2023

02 : 01

أثناء التمرينات
بتجهيزات تقنية متواضعة، وكما يُقال "من حواضر البيت"، تجتمع فرقة "Be positive بثواني" المؤلّفة من جوزف دكاش وزوجته وأطفاله الأربعة، ويصوّرون أغنيات عفوية من تأليفهم وتلحينهم، تحاكي الأوضاع الصعبة التي نعيشها وتتضمّن رسائل وطنية وإجتماعية بأسلوب مضحك وطريف، وتترافق مع عزف على الأورغ أو الطبلة، وينشرونها عبر صفحتهم على مواقع التواصل الإجتماعي. "نداء الوطن" تواصلت مع الوالد جوزف دكاش الذي أسّس الصفحة قبل سنتين أثناء الحجر في فترة "كورونا"، واليوم باتت تجمع أكثر من 20 ألف متابع مع فيديوات تخطّت المليون مشاهدة.



من أين تستوحون أفكار الأغنيات وكيف تعملون على تنفيذها؟

اختيار المواضيع سهل. فالمشاكل في لبنان متعدّدة، وبالتالي هناك دوماً مادّة دسمة كي نتحدّث عنها. وللأسف، الأزمة فتحت المجال أمامنا لأغنيات كثيرة. نختار الفكرة زوجتي وأنا من وحي الأحداث أو الصعوبات التي نقابلها في الحياة اليومية أو أثناء استماعنا لنشرات الأخبار. بالنسبة للتنفيذ، كنّا في البداية نستعين بأسلوب موحّد حيث نجلس جميعنا أمام شاشة الهاتف ونصوّر. في ما بعد، بدأت ابنتي الكبيرة (12 سنة) إجراء مونتاج للفيديوات، حيث أدخلت عليها بعض اللقطات، وخرجنا قليلاً عن الطريقة الكلاسيكية التي كنا نصوّر فيها.

بعض الفيديوات تخطّت المليون مشاهدة. برأيك ما الذي أعطاها هذه الشعبية الكبيرة وساهم في نشرها بهذا الشكل الواسع؟

أودّ أن أشير في البداية الى أنّنا نصوّر وننشر على مواقع التواصل الإجتماعي من دون أن نستعين بالـBoost لترويج الفيديوات، فنحن لا نملك المال لذلك (ضاحكاً). أظنّ أنّ العفوية في طرح الأغنية، إضافة الى مشهد الأطفال وهم يغنّونها يشكّلان عنصر جذبٍ. كما أنّ الكلمات تعبّر عن الأحاديث اليومية للناس، مثل غياب الكهرباء أو غلاء السلع، خصوصاً حين نضعها في إطار الزجل. مع الإشارة الى أنّ هناك صفحات من دولٍ عربية قامت أيضاً بنشر بعض أغنياتنا على حساباتها، علماً أننا لا نعرف أيّاً منهم وليس هناك تواصل بيننا.

ماذا عن عروض الحفلات التي شاركتم بها؟

صحيح، تلقّينا دعوات للمشاركة في نشاطات وحفلات، خصوصاً في الرعايا، ولكن مجاناً بالطبع (يضحك). فهدفي الأساسي من خلال هذه الفرقة أن أعزّز الثقة بالنفس في شخصية أطفالي، وأن أحاول تطوير مواهبهم. مع الإشارة الى أنّنا لا نلبّي أيّ دعوة لحفلة أو لمقابلة إلا إذا كان الأطفال يرغبون بذلك، وأنا بالتأكيد لا أجبرهم على أي شيء.

هل صودف أن تلقيتم انتقادات ما؟

بكلّ صدق، لم يحدث أن تلقّينا أيّ انتقاد. حتى الأطراف السياسية التي تعتبر أنّنا نغنّي ضدّها، لم ينتقدنا أحد منها. ربّما لأنّنا لا نتوجّه اليها بشكلٍ مباشر، كما أنّنا لا نجرّح بأحد.



جوزف دكاش مع زوجته وأطفاله الأربعة



أنتم تنشرون الإيجابية والفرح منذ أكثر من سنتين. كيف ارتدّ ذلك عليكم وما الذي تغيّر داخل هذه العائلة الجميلة؟

بتنا الى حدّ ما معروفين حين نتواجد في السوبرماركت مثلاً أو في أيّ مكانٍ عام. فيسلّمون علينا، خصوصاً حين يرون الأولاد. هذا الأمر أدخل الفرح الى قلوبهم ومنحهم اندفاعاً أكبر. كما بتنا نعيش أجواء الفنّ باستمرار في المنزل. وطوّر الأولاد مواهبهم في التأليف والموسيقى. وأعترف أنني لطالما حلمتُ بتأسيس فرقة موسيقية للأولاد، لذلك أظنّهم يعتبرون أنّهم بذلك يحقّقون لي حلمي.

شاركتم في تحرّكات الشارع، قبل أن تنتقلوا الى التعبير من خلال الأغنيات المصورة. برأيك كيف يمكن للموسيقى أو الفنّ بشكل عام أن يساهما في الثورة؟

بالفعل، شاركنا جميعنا كعائلة في جميع التظاهرات، وهذا أقلّ ما يمكننا فعله. الموسيقى عنصر أساسي في دعم الثورة. فالأغاني الثورية من شأنها أن ترفع نسبة الحماس والإندفاع في النفوس وتشجّع على النزول الى الشارع والمشاركة في التظاهرات. خصوصاً الأغنيات التي تتضمّن رسائل عن الثورة والتي تكون سهلة للحفظ، أو أغنيات الراب التي تترسّخ بسرعة في الدماغ أكثر من الشعارات السياسية أو العبارات التي يردّدها السياسيون.

أنت والد مسؤول عن زوجتك وأطفالك الأربعة وتواجه المعاناة اليومية مثل جميع اللبنانيين. ما الذي يشدّك الى البقاء في لبنان؟

منذ بداية الأزمة، كنتُ من أشدّ المناضلين والرافضين بشكل مُطلق لفكرة مغادرة لبنان. لكنّي سأقولها اليوم بصراحة: هذا الأسبوع بدأتُ أفقد الأمل بعد ما شاهدناه في تحقيقات انفجار المرفأ، وبعد التمثيليات التي نتابعها في الجلسات المتكرّرة لانتخاب رئيس. وأمام الواقع الوقح الذي يفرضه علينا السياسيون، بتنا نحتاج فقط الى نقطة ضوء صغيرة نتمسّك بها كي لا نغادر. وأتمنّى ألا نصل الى يوم تجبرنا فيه هذه السلطة على أن نفقد الأمل بشكلٍ كلّيّ.


MISS 3