من دير سيدة الخدمة الصالحة في جبولة البقاعية..

اللواء ابراهيم: التعايش الإسلاميّ المسيحيّ ثروة متمسكون بها للنفس الأخير

10 : 51

 زار المدير العام للامن العام اللّواء عبّاس إبراهيم دير "سيّدة الخدمة الصّالحة" ببلدة جبولة البقاعيّة في قضاء بعلبكّ، حيث استضافته الراهبات المكرسات وعددهنّ 27.


وقال اللواء إبراهيم: "أودّ أولاً شكركنّ، فرضنا أنفسنا على ضيافة هذا الدير وتمضية بضع ساعاتٍ في أرجائه العابقة بالصفاء الذهنيّ والفكريّ والمفعمة بالتّضحية، تعبيراً عن المكانة التي لعملكنّ لدي. أنا أقول لكن من أعماق قلبي: "نيّال المنطقة فيكن". لو وجد أناس في كلّ منطقة يشتغلون بهذه الرّوحيّة بغضّ النظر عن انتمائهم الطائفيّ، لكنّا في مكان آخر".


أضاف: "بالفعل، إنني أشعر أنني بين إخوتي وأهلي، فحيثما وُجد بيت لله فهو بيتٌ لنا جميعاً بغض النظر عن الانتماء الطائفيّ. نحن مسلمون وأنتم مسيحيون، لأننا نشأنا وعشنا كذلك، وهذه الثقافة التي تلقيناها في صغرنا، ونحن جميعنا في الطريق الصحيح طالما أنّنا ننوي خدمة الانسان والله من خلال الانسان. أعود وأشكركنّ، وأقول لكنّ إنّ هذا البلد لا يموت بالتأكيد، وقد مر بظروفٍ شديدة الصّعوبة وتخطاها، ربما تكون هذه الازمة من الأشدّ التي مرّت على لبنان، لكن طالما يوجد أناس يعملون مثلكنّ بهذه النية الصافية، ولديهم القدرة على التضحية، فلبنان لن يموت، ونحن نقول إنّ لبنان هو نموذجٌ في العالم. وسبق وقلت للأخوات اللواتي قمن بزيارة لنا، إنّ قداسة البابا يوحنا بولس الثاني يصف لبنان بأنه رسالة، وبقدر ما نتشبث بهويتنا وبثقافتنا، نقدم خدمة للبشرية. إن لبنان، هذا البلد الصغير هو عنوان لحوار الحضارات والاديان، بعكس كل ما يقال حول أن العالم متجه نحو صدام الحضارات. نحن جميعنا في هذا البلد نقدم عبرة عن طريقة التعايش، وهذا في حد ذاته ثروة يجب أن نعرف قيمتها".


وتابع: "كان السيد موسى الصدر يقول: إن التعايش الاسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك بها، ونحن متمسكون بها للنفس الأخير. وإن وجودي بينكن اليوم للعبير عن مدى تشبثنا بالعيش المشترك. أنتن تعكسن حقيقة ما يجب أن يكون عليه الانسان في هذه الارض ومقدار التضحية التي عليه ان يبذلها، إن الرسالة التي تقمن بها هي الأنبل والأسمى. أنا أشد على أياديكن وأشجعكن وأقول لكن مرة ثانية إنني الى جانبكن. وإن النفق يوشك على النهاية بإذن الله، وسنخرج من أزمتنا. ليس مهما كم بلغ سعر صرف الدولار مع كل تأثيره علينا، المهم أن تبقى لدينا النية المعقودة لعمل الخير. وطالما أننا متكاتفون ومتضامنون ولدينا هذه الروحية سنبقى أغنياء بهذه الروح ولو وصلنا الى الفقر، وسنبقى قادرين على الصمود والاستمرار لكي نوصل بلدنا الى شاطئ الامان ونحن مصرون على ذلك".



أضاف: "لن نترك لبنان، ولن نحمل حقيبة ونهاجر، هنا تربّينا وتعلمنا وكبرنا، فهذا البلد هو أمانة لدى الجميع ويجب الحفاظ عليه مهما كانت التضحيات والصعوبات، فنحن مستمرون بهذا النهج وهو نهجكن. الانسان هو الاساس، وليس الاساس المسلم أو المسيحي. حكت السيدة مريم كما تفضلتن عن خدمة البشر، وليس عن خدمة المسيحيين او اتباع السيد المسيح. والامام علي يقول: الناس صنفان أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، فجميعنا متساوون أمام الله ويجب أن نشتغل على هذا الاساس. إن صمودكن هنا هو أهم من صمودنا جميعاً، أنتنّ تجسّدن هذا التعايش وهذا الصفاء وديمومة الحياة المشتركة مع إخوتكن في الاسلام. لقد كرستنّ حياتكنّ لخدمة الانسان هنا، واعتقد أنّ غالبية التلامذة هم من المسلمين وأنتن لا تفرقن البتة بين الأديان ولن تفرقن يوما".

MISS 3