لا يزال قرار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي بتكليف السيدة رانيا حمداش بإدارة مدرسة «المنية - بلاط» الرسمية للبنات في منطقة المنية الشمالية، يتفاعل ويثير زوبعة من المواقف والبيانات، بسبب «رفض نائب المنطقة أحمد الخير هذا التعيين وتدخّله الشخصي لدى وزير التربية لتجميد العمل بهذا القرار»، وفق البعض.
قرار الحلبي حمل الرقم 1140/ م/ 2022 تاريخ 22/ 12/ 2022 ويقضي بعد التعيين بإلحاق المديرة المعيّنة بدورة كلية التربية، علماً أنّ القرار تضمّن أيضاً تعيين ليلى محمد عيد مديرة لمدرسة المنية الرسمية المختلطة - إنكليزي (لم يحصل أي اعتراض على تعيينها)، إلى جانب مديرين آخرين في مناطق أخرى. سرعان ما تحوّل القرار مادة سجالية في المنية اختلط فيها السياسي بالعائلي بالمناطقي، لتأخذ القضية منحى أكبر من حجمها بكثير، ولم تُفلح وساطة البعض لإيجاد تسوية للملفّ. وقد انقسم أبناء المنطقة حوله، بين من يدعم المديرة المعيّنة رانيا حمداش ويرى أنّها نجحت في مباراة التعيين ولا يجوز تجميد هذا القرار لأيّ سبب كان، ولهذه الغاية اعتصمت لجنة الأهل قبل يومين أمام المدرسة المذكورة. رأي آخر يعتبر أنّ من كانت تستحقّ النجاح هي قادرية صبوح التي وبسبب تدخّلات جهات سياسية معيّنة، جرى تغيير النتائج لتطيير اسمها من الإدارة، لكنّ الطرف الآخر يرى أنّ أي تدخّلات سياسية في حال حصلت فإنّما هي لحفظ الحقوق ومنعاً لتغيير النتائج.
الملفّ إذاً دخل دائرة التجاذب فبدأ بعض الأطراف السياسية التقليدية في المنية يصطفّ إلى جانب حمداش وقضيتها على اعتبار أنّ هناك ظلماً سيلحق بها إذا بقي النائب الخير على موقفه من مسألة تعيينها، ومن الداعمين السياسيّين النائبان السابقان عثمان علم الدين وكاظم الخير. أنصار النائب الخير رأوا في الإصطفاف السياسي الحاصل بمثابة ردّة فعل على نجاح النائب المذكور في إحداث تغيير إيجابي في المنطقة لم يفلحوا هم به. ويردّ علم الدين على هذا الكلام ويقول لـ»نداء الوطن»: إنّ النائب الحالي أحمد الخير لم يستطع أن يغيّر أي شيء في المنية إلى الأفضل، خلافاً لما يدّعي، اللّهم إذا كان يعتبر أنّ تسييس التربية والتعاطي بالملفّ على أساس هذا معنا وهذا ضدّنا، تغيير».
ويضيف: «نحن لم نتصرّف على أيامنا في الملفّ التربوي إلا على قاعدة الكفاءة ومصلحة المنية. وهناك أدلّة سابقة عن عدّة مدارس ومنها مهنية دير عمار التي عُيّن لها مديرون من غير فريقنا السياسي ولم نعترض عليها حماية للمدرسة والطلاب».
ويرى علم الدين «أنّ السيدة حمداش تقدّمت للمباراة ونجحت بكفاءتها وقرار الوزير صدر على هذا الأساس، ونتائج المباراة في الوزارة توضح ذلك وليذهبوا ويراجعوا النتائج وإذا وجدوا عكس ما نقول فنحن إلى جانبهم». ويضيف: «النائب يرفض هذه المديرة لأنّها لم تأتِ عبره بالسياسة، ونحن من جهتنا نحترم النائب ولكن عليه هو أن يحترم الناس والكفاءات لا أن يستقوي برئيس الحكومة على أهل منطقته».
المديرة رانيا حمداش كُلّفت بإدارة المدرسة بعد المديرة السابقة صباح علم الدين فيما لم يصدر عن نائب المنطقة أحمد الخير أي موقف أو بيانٍ حتى الآن؛ لكنّ أوساطاً قريبة منه قالت لـ»نداء الوطن»إنّه «لا يطالب بأي تعيين لمدير محسوب عليه في السياسة، فكلّ أهالي المنية أهله، وهو يحترم قرارات وزارة التربية وآخر من يتدخّل بها، ولكن في الوقت نفسه إذا كان نائب المنطقة لا يتدخّل فإنّه بالمقابل لن يقبل لأي طرف آخر التدخّل بهذه التعيينات وتغيير نتائجها لحساب شخص وبعيداً من معايير الكفاءة، والدليل إجراء أكثر من تعيين في منطقة المنية لمديرين غير محسوبين بالسياسة على النائب الخير ولم يتدخّل بها طالما أنها راعت معايير الكفاءة».
وترى أوساط متابعة أنّ الإنقسام الحاصل على خلفية هذا التعيين يعبّر عن حالة الإصطفافات الموجودة في المنية بعد 7 أشهر على إنجاز الإنتخابات النيابية والتي فاز فيها النائب الحالي أحمد الخير، فيما ستتعزّز وتتبلور الإصطفافات الجديدة في المنطقة كلّما اقترب موعد الإنتخابات البلدية.
