الإرهاب يُكشّر عن أنيابه من جديد في أوروبا

حادثتا طعْن في بريطانيا وبلجيكا توقعان جرحى

10 : 19

عناصر من الشرطة والأدلّة الجنائيّة في "ستريتهام هاي رود" أمس (أ ف ب)

أعلنت الشرطة البريطانيّة أنّها تعتقد بوجود "دوافع إسلاميّة" للهجوم "الإرهابي" في لندن بالأمس، الذي أدّى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، موضحةً أن المهاجم الذي قتلته عناصرها كان يرتدي "حزاماً ناسفاً زائفاً". وجاء في بيان لشرطة لندن أن "العمليّة سرعان ما اعتُبرت عمليّة إرهابيّة ونعتقد أن دوافعها إسلاميّة"، مؤكداً "العثور على جهاز مربوط بجسد المشتبه به، وقد تبيّن سريعاً أنّه حزام ناسف زائف".

وأوضحت شرطة لندن أن "الرجل الذي أُصيب برصاص الشرطة قرابة الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم (أمس) في ستريتهام هاي رود قد توفي". وشدّدت على أنّها "تُجري تقييماً للأوضاع"، في وقت كشفت وسائل إعلام محلّية أن منفّذ الهجوم مُدان سابق بجرائم إرهابيّة وأُطلق سراحه من السجن في الآونة الأخيرة.

ولفتت الشرطة أيضاً إلى أنّه "تمّ نقل أحد المصابين إلى المستشفى وحاله خطرة". وتابعت أن "ضحيّة ثانية تلقى العلاج ميدانيّاً لإصابتها بجروح طفيفة، ثمّ نُقِلَت إلى المستشفى. كما نُقِلَ شخص ثالث إلى المستشفى وحاله ليست خطرة"، فيما ذكر مراسلو وكالة "فرانس برس" أن الشرطة ضربت طوقاً أمنيّاً في الشارع وسط تحليق للمروحيّات في أجواء المنطقة.

وفي التفاصيل، أفاد الشاهد غولد بولهان، وهو طالب يبلغ من العمر 19 عاماً وكالة "برس أسوشييشن" البريطانيّة بأنّه رأى "رجلاً يحمل خنجراً يُلاحقه شخص أفترض أنّه شرطي متخف، بما أنّه كان بلباس مدني". وتابع: "أُصيب الرجل بالرصاص. أعتقد أنّي سمعت ثلاث طلقات". وأشار بولهان إلى أنّه اختبأ في إحدى المكتبات، فيما احتمى آخرون في محال مجاورة. وكانت الشرطة قد دعت إلى تفادي التوجّه إلى المنطقة.




وتوجّه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالشكر لأجهزة الطوارئ، معلناً تضامنه مع الجرحى والمصابين، في حين أشادت وزيرة الداخليّة بريتي باتيل بشجاعة الشرطة وأجهزة الطوارئ، مؤكدةً أنّها تُتابع التطوّرات. كما جاء في بيان لرئيس بلديّة لندن صادق خان أن "الإرهابيين يُريدون تقسيمنا وتدمير نمط حياتنا، نحن في لندن لن ندعهم ينجحون في مسعاهم".

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تمّ تداول مشاهد تُوثّق مراحل من الهجوم، تُظهر محاصرة شرطيين مسلّحين لرجل ممدّد أرضاً في ستريتهام. ثمّ تُظهر ابتعاد الشرطيين عن الرجل ومطالبتهم المارة بالتراجع مع وصول سيّارات الإسعاف إلى الموقع. وشهدت بريطانيا في السنوات الأخيرة موجة اعتداءات إرهابيّة، آخرها في 29 تشرين الثاني 2019 حين قَتَلَ عثمان خان، وهو مُدان بالإرهاب أُفرج عنه في كانون الأوّل 2018، شخصَيْن طعناً، في هجوم إرهابي على جسر "لندن بريدج". وبعد الاعتداء، طلبت الحكومة التشدّد في الأحكام الصادرة بحق مرتكبي جرائم إرهابيّة وإنهاء عمليّات الإفراج التلقائيّة، وكذلك الانهاء التام للافراج بشروط على المدانين بتهم إرهابيّة وزيادة موازنة شرطة مكافحة الإرهاب في السنة الماليّة المقبلة. وبعد ساعات معدودات من "عمليّة لندن"، ذكرت وسائل إعلام بلجيكيّة أن الشرطة أطلقت النار على رجل هاجم شخصَيْن بسكين في مدينة غانت، فيما أعلنت السلطات أنّها تُجري تحقيقاً في شأن الحادث. وأوردت وسائل الإعلام أن المشتبه فيه أُصيب في يده بعد إطلاق النار عليه من قبل الشرطة، وأظهرت الصور رجلاً مثبّتاً على الأرض في طريق مزدحم، بينما كان الشهود يُتابعون ما يجري بدهشة.

ونقلت صحيفة "إتش إل إن" البلجيكيّة عن المدّعي العام في البلاد أن "التحقيق مستمرّ وسنُعلّق لاحقاً"، في وقت رجّح شهود عيان أن تكون منفّذة الهجوم امرأة. وبحسب مصادر بلجيكيّة، فإنّ حال الشخصَيْن اللذَيْن أُصيبا في الهجوم ليست خطرة، وهما في المستشفى حاليّاً حيث يتلقيان العلاج. وكانت العاصمة بروكسل قد شهدت حوادث طعن مماثلة خلال السنوات الماضية.


MISS 3