عماد موسى

عندما يحكي شامل روكز

4 شباط 2020

01 : 55

أحيانا لا أفهم ماذا يقول نائب كسروان والفتوح العميد المغوار شامل روكز، لا لعمق فكرته بل لعدم وضوحها. أفهم فقط، من أحاديثه أنه يعترض على سياسات باسيل وأسلوبه ويتهمه بتسخير "مؤسسات الدولة لمصلحتهِ الشخصيّة ". واضح ان العميد لا يستلطف رئيس التيار ولا يهضمه و"من كتر ما طلع العشب" بينه وبين عديله "بيرعى الغزال" على قول شاعر العامية ( والعامية فقط) طلال حيدر.

وأفهم أن سيادة العميد خرج من تكتل " لبنان القوي" لخلاف في وجهات النظر حول العديد من القضايا منها "حقوق العسكريين" و"حكومة الإختصاصيين" التي سبقه الدكتور جعجع إلى طرحها في القصر الجمهوري، ولا بأس إن "كز" عنه.

وأفهم من الحوارات المتلفزة، بقدر ما أستطيع أن أفهم أنّ سيادة العميد الواصل إلى الندوة البرلمانية بجلباب عمه، وبشعار "أنا شامل وشامل أنا" أعلن صراحة أنه لا يمكنه أن يتحالف مع القوات اللبنانية، وكأني بـ"القوات" تعدو خلف العميد العداء متوسلة التحالف لإنقاذها وتعويمها شعبياً في أي انتخابات مبكرة أو في موعدها الطبيعي.

وأفهم من الحوارات أن سيادة العميد المتقاعد أقرب في توجهاته إلى الثوار منه إلى "التيار". يتبنى طروحاتهم من بعيد لبعيد، يستشعر أوجاعهم ويمدهم بنصائح أبوية في الحوارات الشيقة معه.

وما لم أتمكن من فهمه أو استيعابه قول الشامل في التاريخ والجغرافيا والاستراتيجيا والتكتيك لإذاعة الشرق "إنّ التسويات والمحاصصات ومنها تفاهم معراب والتسوية الرئاسية ساهمت بالوصول الى الوضع الراهن" أي إلى انهيار البلد. في المنطق الحسابي إن أهم ما حققه تفاهم معراب والتسوية هو إيصال العماد ميشال عون إلى بعبدا بعد شغور رئاسي دام سنتين ونصف السنة. وبالتالي فالعميد يحمّل رئيس الجمهورية ضمناً وطبّاخ التسوية المزدوجة "شيف" جبران مسؤولية الإنهيار. فتوقيع "الصهر" على تفاهم معراب، والتسوية المبرمة مع الحريري ما كانا ليحصلا من دون مباركة الجنرال عون الذي لم يكن يوماً خارج منطق المحاصصات.

ويمكن أن يُفهم ويستشف من كلام روكز الأخير، الكاره للمرشح الرئاسي سمير جعجع، أن العميد كان من مؤيدي وصول نائب "اللقاء الديمقراطي" هنري حلو إلى سدة الرئاسة، لولا كلام سبق أن أدلى فيه بشأن "التسوية" معتقداً "أن المرتكزات الأساسية للموضوع هي أن يكون الأقوياء في مراكزهم من رئيس الجمهورية إلى رئيس مجلس النواب فرئيس الحكومة. وأظن أن هذه المعادلة إذا استمرت فيها مصلحة كبيرة للبلد" وبعض الاعتقاد والظنّ إثم سيادة العميد!


MISS 3