الحكومة البريطانيّة تتعهّد بتشديد إجراءات مكافحة الإرهاب

10 : 22

الشرطة تتفقّد باصاً في موقع الإعتداء الإرهابي في منطقة ستريتهام أمس (أ ف ب)

وعدت الحكومة البريطانيّة بالأمس بتشديد الإجراءات ضدّ المُدانين بجرائم إرهابيّة، مثل منفّذ هجوم الأحد في لندن، الذي تبنّاه تنظيم "داعش"، والثاني من نوعه خلال شهرَيْن.

وذكرت وكالة "أعماق" الدعائيّة التابعة لـ"داعش" أن "منفّذ الهجوم في منطقة ستريتهام جنوب لندن من مقاتلي "الدولة الإسلاميّة"، ونفّذ الهجوم استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف" الدولي ضدّ التنظيم الإرهابي.

ودفع الهجوم "ذو الطبيعة الإسلاميّة"، بحسب الشرطة، رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون إلى التعهّد بإجراء "تغييرات جوهريّة" في طريقة التعامل مع منفّذي جرائم إرهابيّة. وأعلنت حكومته في تشرين الثاني تعديلات قانونيّة مشدّدة بعد هجوم أسفر عن قتيلَيْن على "لندن بريدج"، في قلب العاصمة البريطانيّة، نفّذه جهادي حصل على إطلاق سراح مشروط بشكل تلقائي، كما منفّذ هجوم الأحد.

وينصّ مشروع قانون جونسون خصوصاً على تشديد عقوبات السجن لمرتكبي أعمال إرهابيّة، على أن يكون الحدّ الأدنى لأحكام مرتكبي جرائم خطرة السجن 14 عاماً، مع منع الافراج المبكر عنهم. ومن المقرّر رفع هذا المشروع قريباً إلى البرلمان، حيث يملك المحافظون غالبيّة ساحقة. ويُركّز مشروع قانون الحكومة على العمل على تفادي تكرار الهجمات الإرهابيّة، مع وعد بمضاعفة أعداد عناصر الرقابة.

وفي هذا الإطار، قال جونسون خلال مؤتمر صحافي: "لا نُريد العودة إلى نظام يستدعي الكثير من الرقابة المنهكة جدّاً جدّاً... فيما يُمكن العمل على تشديد شروط السجن"، مضيفاً: "المشكلة التي يجب أن نقوم بحلّها هي الإجراءات التي يحصل فيها الكثير من الأشخاص تلقائيّاً على إطلاق سراح مشروط، من دون التحقق منهم"، واعتبر أنّه من "الصعب جدّاً" إعادة تأهيل الإسلاميين.

وطعن سوديش أمان، البالغ من العمر 20 عاماً وكان يرتدي حزاماً ناسفاً مزيّفاً، شخصَيْن الأحد قرابة الساعة 14:00 (ت غ) في شارع تجاري في حي ستريتهام بلندن، قبل أن تُرديه الشرطة قتيلاً. وأُصيب شخص ثالث بجروح بانهيار زجاج ناتج عن رصاص الشرطة. وأفادت وسائل إعلام بأنّ المهاجم الذي سرق سكيناً من أحد المتاجر قبيل تنفيذ الهجوم، خرج من السجن في كانون الثاني، بعدما قضى نصف عقوبته البالغة ثلاث سنوات وأربعة أشهر لحيازته ونشره مواد إرهابيّة.

وبحسب صحيفة "ذي تايمز"، روّج هذا الشخص للانضمام إلى تنظيم "داعش" عبر رسائل إلى مقرّبين منه عبر تطبيق التراسل "واتساب"، وأعرب عن رغبته الموت "شهيداً" وقتل غير المسلمين في كتابات على دفتر ملاحظات. وأوضحت الشرطة بعد الهجوم أن عناصرها من وحدة مكافحة الإرهاب كانوا موجودين على الأرض "في إطار عمليّة وقائيّة"، مشيرةً إلى أن منفّذ الهجوم كان تحت المراقبة.

كذلك، أعلنت الشرطة أن التحقيق يجري "على نحو مطرد"، بعدما أجرت مداهمتَيْن في منزلَيْن أحدهما في جنوب لندن والآخر في منطقة "بيشوبس ستورتفورد"، مدينة صغيرة في شمال لندن. وأضافت في بيان أنّها "لم تُجرِ أي توقيفات"، فيما لا تزال تفرض طوقاً أمنيّاً حول موقع الهجوم صباح أمس مع حضور قليل لعناصر الشرطة.


MISS 3