ريتا ابراهيم فريد

"صواب" تتصدّى للأخبار الزائفة وتنشر "الخبرية متل ما هيّي"

27 كانون الثاني 2023

02 : 01

فريق عمل منصة "صواب"
تحت شعار "الخبرية متل ما هيّي"، وبهدف مكافحة الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية، انطلقت منصّة "صواب" على يد مجموعة شبابية تتألّف من طلّاب وخريجين من كلّية الإعلام في عدد من الجامعات في لبنان، اجتمعوا أثناء مشاركتهم في ورشة عمل امتدّت لحوالى سنة، بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتّحدة UNDP والبنك الألماني للتنمية، وبالشراكة مع جمعية "دوائر". خضعوا لتدريب مكثّف حول كيفية التحقّق من المعلومات والتقنيات التي يمكن الإستعانة بها. وقدّموا حينها اقتراحاً حول إطلاق منصّة رقمية للتحقّق من المعلومات انطلاقاً من "واتساب"، التطبيق الأكثر انتشاراً في لبنان.

يشير جميل صالح أحد الشبّان المؤسّسين لمنصّة "صواب" الى أنّ هدف الاستعانة بتطبيق "واتساب" هو الوصول الى أكبر شريحة من المجتمع اللبناني. ويضيف في حديث لـ"نداء الوطن" أنّ الـ"واتساب" يشكّل أرضاً خصبة للأخبار الزائفة خصوصاً ضمن المجموعات (groups). كما أنّ إنتشار الأخبار عبر هذا التطبيق يتمّ بشكلٍ سريع جداً، بحيث يمكن لكلّ من يبحث عن التسلية أن يسجّل "فويس" عن حصول كارثة أو انفجار أو أيّ خبر مفبرك، ويرسله عبر المجموعات، فينتشر بسرعة البرق. ولفت الى أنّ انتشار وباء "كورونا" ترافق مع انتشار لموجة كبيرة من الأخبار الزائفة، حيث ظهرت وصفات طبية متنوّعة وتمّ التداول بها، ومعظمها لا أساس لها من الصحّة. وخلال فترة المونديال أيضاً، كان هناك انتشار كبير للأخبار الزائفة التي لاحقت هذا الحدث العالمي. "حينها تحقّقنا من عددٍ كبيرٍ منها، وأعدنا نشره مرفقاً بالتصحيح"، يقول جميل، ويضيف: "لكن إضافة الى "واتساب"، نحن موجودون أيضاً على منصّات أخرى مثل "إنستغرام". ونعمل حالياً على اطلاق صفحة عبر "فيسبوك"، كما نحضّر لإطلاق موقع إلكتروني قريباً".

المصداقية


هذا وتطرّق جميل الى طريقة التحقّق من الخبر، وقال: "بحكم عملنا في الإعلام، نحن بطبيعة الحال نتابع الأخبار على مختلف أنواعها بشكلٍ يومي. وبعد أن نتحقّق من الخبر، ننشره على شكل رسالة نصية عبر المجموعات التي أنشأناها عبر "واتساب". وأثناء صياغتنا للخبر نوضح كيف تحقّقنا منه، إن كان ذلك عبر اتصالٍ مع الشخص المعني أو مع مقرّبين منه أو من خلال مصادر معيّنة أو تصريحات رسمية أو غيرها، وذلك عبر التقنيات التي تعلّمناها للتأكّد من صحّة الخبر. بمعنى آخر، نوضح ما يؤكّد على مصداقية التصحيح الذي أجريناه، علماً أنّ طريقة التحقّق تختلف بحسب نوع الخبر".

تعاون وتكامل


لا بدّ من الإشارة الى أنّ جميع الشبان والشابات في الفريق كانوا جزءاً من برنامج الشباب لمكافحة خطاب الكراهية والأخبار الزائفة، وخضعوا للتدريبات نفسها حول كيفية التحقّق من المعلومات. وباتوا على تواصلٍ يومي، كما يعقدون اجتماعات مستمرّة تترافق مع نقاشات واقتراحات. وعن تقسيم الأدوار بينهم، يقول جميل: "نحن في تعاون مستمرّ. فهناك من يرسل الخبر، ومن يتحقّق منه، ومن يضعه في إطار الغرافيكس ومن يعيد نشره بعد التصحيح. علماً أنّنا نتكامل ونعمل كلّنا بالطريقة نفسها"، لافتاً الى أنّ الجميع يشعرون بالمسؤولية، ولا يرسلون أيّ خبر إن لم يتحقّقوا منه مئة بالمئة.

ضرورة التريّث قبل تصديق أي معلومة


لا شكّ في أنّ الخبر الكاذب ينتشر بسرعة كبيرة. فالذي يؤلّف هذا النوع من الأخبار، إنّما يتقصّد أن يصيغها بطريقة جذابة أو ممتعة كي يصدّقها الجميع، أو على الأقلّ كي يثير اهتمامهم، خصوصاً الأخبار التي تتحدّث عن كارثة أو انفجار أو إشكالٍ ما. علماً أنّ البعض يرسلها بهدف الأذية أو التضليل أو التسلية، بينما هناك من يتداول بها لأنّه بالفعل يشعر بالقلق على الآخرين ويودّ أن يحذّرهم أو يطمئنّ عليهم. ويشدّد جميل هُنا على أهمية نشر الوعي كي لا نصدّق أي خبر نتلقّاه، وهو أحد أهداف منصّة "صواب"، وهذا ما يحاولون القيام به أيضاً من خلال فيديوات التوعية التي ينشرونها على مواقع التواصل الإجتماعي.

ماذا عن التفاعل؟ يشير جميل الى أنّ هناك مدارس عدّة تواصلت معهم بهدف التعاون لإجراء حلقات نقاش مع الطلاب. وتابع: "كما نسعى بشكلٍ خاص الى زيارة كليات الإعلام، لا سيّما أنّ معظم المناهج التعليمية فيها لا تتضمّن تقنيات التحقّق من الأخبار الزائفة. ونهدف الى إجراء جلسات حوار حول التفكير النقدي، والتريّث قبل تصديق أي معلومة".



حفل إطلاق المنصة

الفريق جاهز للتحقق من صحة المحتوى




تصحيح لمعلومات متعارف عليها

الى جانب التحقّق من الأخبار الزائفة التي تنتشر بشكل يومي، لا بدّ من الإشارة الى أنّ فريق "صواب" يدقّق أيضاً بأخبار ومعلومات غير مرتبطة بوقتٍ معيّن. فقد نشر على صفحته على "إنستغرام" منشوراً مفصّلاً يتضمّن تصحيحاً لعدد من الأخبار الكاذبة عن السيدة فيروز، ومنشوراً آخر عن أبرز الأخبار المفبركة التي طالت الشحرورة صباح، إضافة الى تصويب لعبارات وأغنيات ينسبها البعض للفنان زياد الرحباني، والذي نشروه تحت عنوان "مش لزياد". وفي هذا الإطار، كشف جميل أنّهم بصدد التحضير أيضاً لنشر تصحيح حول معلومات مغلوطة لها علاقة بالشأن الصحي أو بموادّ غذائية وعدد من الأمور المتعارف عليها، والتي تشكّل موضع اهتمام المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.

* رابط الصفحة الخاصة بمنصة "صواب" على "إنستغرام"

https://www.instagram.com/sawab.lb/


MISS 3