رمال جوني -

"حراكا" كفررمان والنبطية يرفضان فكّ الخيم قبل تحقيق المطالب

5 شباط 2020

02 : 00

ما تبقّى من خيم النبطية

لن يقبل أيّ من "ثوار" كفررمان والنبطية فكّ خيم الاعتصام قبل تحقيق المطالب، هم الذين خرجوا إلى الشارع للمطالبة بالكهرباء وفرص العمل والطبابة والمياه والبيئة النظيفة... خرجوا ليطالبوا بأبسط حقوق المواطنة التي تسمح بحياة كريمة، والتي لم يتحقق منها شيء، في ظلّ سياسة المواربة المتبعة التي تهدف إلى الالتفاف على مطالب الناس.

يدرك "الثوار" أنّ "مسار ثورتهم طويل"، وأنّ السلطة بحكومتها الجديدة تسعى للانقضاض على شعلة غضبهم، الغضب الذي دفع الناس لكسر حاجز الخوف من مواجهة مغتصبي حقوقهم، هذه الحقوق المشروعة التي تحاول السلطة مجدداً سرقتها تحت مسميات مختلفة.

داخل خيمة "حراك كفررمان" يجلس علي بدير، أحد أعمدة "انتفاضة 17 تشرين"، يتابع الأخبار الواردة التي تشير إلى رغبة الحكومة بفك خيم الاعتصام بعيد نيلها الثقة، وهو الذي يرفض سياسة القمع المتبع وسياسة الذل التي تعتدمها المصارف لاخضاع المودعين.

يؤكد بدير أنّ "الخيمة باقية ولن نسمح بفكها، فلا شيء تغيّر، لا اصلاحات تقدمت واجهة عمل الحكومة، ولا سياسات مالية طفت على البيان الوزاري" ، ويشدد على أنّ "الحكومة لا تمثّل تطلعات "الثوار" ولا مطالبهم". بالنسبة له هي "صورة مصغّرة عن سابقتها". ولذا يرفض بدير الخروج من الشارع قبل تحقيق المطالب، "لأنّ ما بعد 17 تشرين ليس كما قبله، لأنّه أعطى دافعاً للناس للخروج إلى الشارع، ولن نقبل بالتراجع".

شكلّت "خيمة كفررمان" كما "خيمة النبطية" بوصلة للعابرين الى حقوقهم، لعرض معاناتهم. استقطبت الشباب الجامعي العاطل عن العمل، لأنهم وجدوا عبرها منفذاً للمطالبة بحقهم بوظيفة تعتمد الكفاءة وليس "الواسطة". هذه الخيمة التي كانت منبراً للفلاح والصناعي والعامل والطبيب والكشفي وغيرهم، لن يسمح أي من "مناضليها" بفكّها عنوة، وإن فعل "سنعود لقطع الطرقات"، كما يؤكد أحد المشاركين الذين يرون أنّ "السلطة تريد قمع صوت الناس، لأنها اعتادت دوماً خنوعه". ويسأل: "ماذا قدمت للمواطن؟ هل طرحت حلولاً للأزمات؟ هل طرحت حلاً للواقع الاقتصادي الذي أفقر الناس؟ هل ستقمع المصارف التي تذل المواطن يومياً وتتحكم بأمواله؟"، ليردد "اذا كانت الحكومة تريد مواجهة الناس فنحن سندافع عن حقنا بالتعبير السلمي".

لم يخرج "حراك كفررمان" كما "حراك النبطية" عن سلميتهما رغم كلّ ما تعرّضا له، ولم يحيدا عن المطالب المعيشية والحياتية التي خرج المحتجون لأجلها، بعدما تخطت نسبة الفقر النسب المقبولة، وتوقفت الدورة الاقتصادية وشلت الحركة التجارية، وأقفلت عشرات المحال أبوابها. وهي كلها عناصر تدفع بـ"الثوار" للبقاء في الشارع كما يقول أحد شبان حراك النبطية ويرى أنّ "معالجة القضايا تبدأ بالاصلاح وبالثقة لا بقمع الناس".

يقف الدكتور عمران فوعاني أمام خيمة "حراك النبطية" ليقرأ بعضاً من المطالب التي رفعها "ثوارها": طبابة مجانية، تأمين صحي، عدالة اجتماعية، قضاء عادل، وغيرها من القضايا التي حرص "الحراك" على تسليط الضوء عليها، مراراً وتكراراً، لارساء قاعدة وعي فكري وثقافي، لم يستوعب فوعاني قرار السلطة القاضي بقطع التيار الكهربائي عن الخيم، وهو الذي يعرف جيداً أنّ الخطوة تندرج في اطار قمع الانتفاضة وهذا ما لا نرتضيه، اذ يقول "اذا كانت خطة الاصلاح تبدأ بقطع التيار الكهرباء فهذا دليل على أنّ السلطة لا ترى، وستبقى عيوننا مفتوحة على كل فسادها ومخالفاتها".


MISS 3