أبي المنى: لضرورة تحمّل القادة مسؤولية تطبيق الدستور وعدم عرقلة الاستحقاق

14 : 48

نظمت اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز وتجمع الجمعيات النسائية في الجبل لقاء موسعا حول البرنامج التعاضدي الاجتماعي "سند"، في دار الطائفة في بيروت، برعاية شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، وذلك من اجل تشبيك المستفيدين من هذا البرنامج مع مراكز الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة تنفيذا لخطة العمل الهادفة الى تعزيز الرعاية الصحية والاجتماعية الشاملة بخاصة للأسر ذات الدخل المحدود.


وقد نوّه شيخ العقل في كلمته، بـ"التعاون القائم بين مديرية الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة ممثلةً بالدكتورة رندة حماده وبين اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي وتجمُّع الجمعيات النسائية في الجبل والجمعيات الأهلية في المناطق، من اجل تطبيق برنامج التعاضد الاجتماعي "سند" الذي أطلقناه منذ أشهرٍ، في ظل ظروفٍ استثنائية قاسية".


وقال: "نتوجَّهُ نحو عمل الخير والمعروف من أجل بلسمة القلوب المُتعَبة وتضميد الجراح المؤلمة، انطلاقاً ممّا يُوجبه علينا الدين تجاه أهلنا ومجتمعنا، وما تُوجبه الإنسانيةُ من شعورٍ بالمسؤولية وسعيٍ للقيام بالواجب".


‎وأضاف: "‎لقد أوصى القرآنُ الكريم بمساعدة المساكين وأبناءِ السبيل، حتى أنه أباح عدمَ الصيام للمضطرّ على أن يفتديَ صيامَه بإطعام مسكينٍ أو أكثر، كما أوصى في غير آيةٍ بالوالدَين وبذوي القربى وباليتامى والمساكين بقوله تعالى: "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ"، "فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ"، وكما نلاحظ فقد بدأ التوصيةَ بالأقرب فالأقرب، أي بالوالدَينِ أوَّلاً ثمَّ بذوي القربى ثمَّ بالمساكين فأبناءِ السبيل، أي عمومِ الناس، وهو ما يَحُضّ عليه الأميرُ السيّدُ التنوخي في مسلك التوحيد، والذي أوصانا بحفظ الإخوان ومساعدة المحتاجين منهم، حتى أنَّه أوصى بالإقدام على بذل المال والمساعدة قبل الطلب، مستشهداً بقول للإمام الصادق حين سأل إسحاقَ بنَ عمار "كيف بِرُّك بإخوانك يا ابنَ عمار؟ فقال أحسنُ بِرٍّ يا مولاي إذا جاؤوني بررتُهم وإذا سألوني أعطيتُهم، فقال الإمامُ الصادق:لا تُبرُّهم حتى يَجيئوك؟ ولا تُعطيهم حتى يسألوك؟ أذللتهم أذلّك الله".


‎ واكد الشيخ ابي المنى "ان ثقافة العطاء هذه، بدون سؤال وإذلال، هي ما يجب أن تسود في مجتمعنا. ولهذا كانت "سند"، ولهذا يجب أن تُدعَمَ وتستمرّ، وأن تتخطّى الصعابَ والعقباتِ التي تفرضُها الظروفُ الاستثنائية والتدهورُ المالي والاقتصادي، وأن تتجاوزَ كلامَ التشكيكِ من قِبل الذين لا يعرفون سوى الانتقاد والهدم، والذين لا يُرَدُّ عليهم سوى بالعمل والسير إلى الأمام. ولعلنا اليوم، وفي إطار ما تعملون عليه من تنظيم الشبكة الوطنية لمراكز الرعاية الصحية الأولية ننجحُ في الردِّ وفي تشبيك اهتمامِنا ورعايتنا وعطائنا لنتمكنَ معاً من تغطية مساحة إنسانية أوسع في مناطق تواجدنا وعملنا، فنِصفُ العملِ تنظيمٌ وإدارة ومتابعة ونصفُه الآخرُ جُهدٌ يوميٌّ وتضحيةٌ وخبرةٌ فنيّة".




وتابع: ‎"فلنُنظِّم أنفسَنا في مؤسساتنا ومراكزِنا الصحيّة، ولنتكاملْ بعضُنا معَ بعض، في مستشفياتِنا ومراكزِنا الطبية ومستوصفاتِنا، ولنسعَ معاً لتطوير قدراتِنا واستنهاض طاقاتِ الخير فينا والاستفادة من شبابِنا المتخصِّصِ، ولننشرْ مثلَ تلك المراكزِ في جميع مناطقِنا لتأمين الرعاية الصحية الأوليَّة لكل عائلةٍ محتاجة من عائلات "سند" وغيرِها، ولتتحمَّلْ وزارةُ الصحّة العامّة المسؤوليةَ في دعم تلك المراكزِ فهذا جزءٌ من واجبِها تجاه المواطنين، ولنمدَّ يدَ المساعدة للوزارة ولبعضِنا بكلِّ ثقةٍ وعزمٍ ومسؤوليّة، ولنثِقْ بأنَّنا سننجح مع اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي ومع تجمع الجمعيات النسائية في الجبل وضمن برنامج "سند" وبدعم ومساندة المسؤولين والخيِّرين، كالدكتورة رندى وأمثالِها، ومع زملائنا في المجلس المذهبي، سننجحُ وسنسعى دائماً لتحقيق ما أمكن لخدمة أهلنا والوقوف إلى جانب المحتاجين منهم".


واعرب عن تقديره لهذه الخطوة المبارَكة وعن أمله في أن تتبعَها "خطواتٌ عملية أخرى في هذا الاتجاه الانسانيِّ، وبما يساهم في تحقيق ما نسعى وتسعَون إليه، وبكسبِ الأجر في ما تُضحُّون لأجلِه".



استقبالات

وفي اطار الاستقبالات واللقاءات، استقبل الشيخ ابي المنى في دار الطائفة منسقة الامم المتحدة يوانا فرونتيسكا وجرى البحث في واقع البلاد الراهن، وكانت مناسبة اكد خلالها شيخ العقل "واجب المجتمع الدولي مساعدة لبنان، لمواجهة الأزمات الاقتصادية المتصاعدة التي تأتي انعكاساً لأزمات المنطقة والصراعات الدولية المتفاقمة، وضرورة ان يتحمل القادة اللبنانيون مسؤولياتهم في تطبيق الدستور وعدم عرقلة الاستحقاقات وتحقيق الإصلاحات المطلوبة التي تطمئن الجهات الداعمة وتحفزها لمساعدة لبنان في النهوض من كبوته".






MISS 3