رمال جوني -

صور تهتزّ: رعب وصلوات والأهالي إلى الشوارع

7 شباط 2023

02 : 01

إنخساف طريق جنبلاط في صور

حبس أهالي منطقة النبطية أنفاسهم خوفاً من هزّات إرتدادية طبيعية جديدة، منذ الأمس وهم في حالة رعب غير مسبوقة، خصوصاً وأنّ الهزّات توالت، بعد وقوع زلزالين في أقلّ من 24 ساعة في تركيا وسوريا.

إهتزّت مدينة صور كما بقية القرى الجنوبية، تشقّقت طريق جنبلاط في المدينة. ساعات مرعبة عاشها هاني مع عائلته، هرعوا فجراً إلى الشارع، إستيقظ ومنزله يهتزّ، لم يصدّق هول ما حصل.

ساعتان ونصف الساعة من الخوف والبرد مرّت بهما العائلة، كما العديد من سكّان المدينة الذين يخشون زلزالاً مدمّراً، خاصة في ظلّ الحديث عن تسونامي سيضرب البحر.

لا يُحسد أهالي صور على ما عاشوه، فهم باتوا ليلتهم في السيارات، بعدما إهتزّت المنازل بهم. في الوقت الذي كان يستعدّ فيه الجميع للعاصفة التي تضرب لبنان، واتّخاذ الإجراءات الإحترازية المطلوبة، باغتتهم الهزّة، جاءت في وقت مستقطع، بين عاصفة هوجاء أغرقت الطرقات بالمياه وحوّلتها مستنقعات، وبين عاصفة إقتصادية مدولرة. وبين الإثنتين، إهتزّت القرى مرّتين، عاشت الخوف مرّتين، وذاقت ويلات الرعب مرّات عدة.

عاد بعض سكّان صور بالذاكرة إلى زلزال 1956 وما تبعه من زلازل دمّرت العاصمة بيروت ووصلت إلى مدينة صور، يخافون من تكرار السيناريو نفسه.

لم يصدّق أبو إبراهيم ما حصل، بدا في حالة صدمة، يتذكّر الثواني المرعبة فجراً، ركض مسرعاً إلى الشارع، كانوا كثراً هناك، وقف الجميع تحت المطر يراقبون ارتدادات الهزّة، نام بعضهم في السيارات، وبعضهم هرب إلى أماكن أخرى فيما لجأ آخرون للصلاة والدعاء.

غطّت الهزة على مصائب الوطن، حتّى أنّها غطّت على العاصفة التي خلّفت أضراراً جسيمة في المزروعات والبيوت البلاستيكة. اللافت أنّ الناس تخشى الموت في هزّة أرضية، أكثر من خشيتها من الموت جوعاً في الأزمة الإقتصادية. راح أبو ياسين يستعيد تاريخ الكوارث الطبيعية، ما زال مطبوعاً في ذاكرته أنَّ هناك تسونامي من البحر سيضرب القرى الساحلية. هذا الهاجس كان حديث الناس في صور. ماذا لو ضرب تسونامي البحر؟

ما زال وقع الهزّة حاضراً في يوميات صور، خلت المنازل القريبة من البحر من سكّانها، بدا المشهد سوريالياً نوعاً ما بانتظار جلاء الصورة أكثر.


MISS 3