رمال جوني -

الروائيّة دلال زين الدين... بحثت عن حريّتها فخطفها الزلزال

8 شباط 2023

02 : 00

الروائيّة دلال زين الدين

ماتت صاحبة رواية «عباءة وجسد». رحلت تحت أنقاض الزلزال الذي ضرب تركيا. الروائيّة دلال زين الدين، ابنة صفد البطيخ (قضاء صور)، قضت مع أبنائها الثلاثة وحفيدها في أنطاكيا. أما في زبقين حيث يسكن شقيقها طلال، فيغرق المنزل في الحزن. العائلة خسرت أربعة أشخاص دفعة واحدة. هذه «ضريبة الغربة ولقمة العيش» يتحدّث طلال الذي يبكي بحرقة، فهو لم يرَ أخته منذ أربع سنوات، كانا تواعدا على اللقاء قبل يومين عبر اتصال هاتفي، بيد أنَّ الموت كان أسرع.

لم يصدّق بعد أنها ماتت، يعيش صدمة كبيرة «حتى بموتها تعذّبت». يبكي وهو يقول «ما لحقت تفرح». لدلال قصة مؤلمة مع الحياة، لم تنعم بلحظة فرح، هربت من مآسي لبنان وسوريا إلى تركيا بحثاً عن الإستقرار الإقتصادي، بيد أنّ الموت باغتها. ويكشف شقيقها أنّها «عانت ظلماً كبيراً، وعاشت ظروفاً صعبة».

بغصّة يتحدّث، تغرورق عيناه بالدموع. يتأمل صور دلال. يتابع كلماتها على صفحتها على الفايسبوك، «كانت تعَبر عن وجعها على هذه الصفحة، تطرح معاناتها، تعرّضت للظلم كثيراً»، يقول كلماته بألم. دفعت «دلال الإنسانة المثقفة والرقيقة، ثمن مواقفها»، وفق ما يشير طلال. وأردف: «سُجنت في سوريا مع أولادها، وهربت إلى لبنان فتعرّضت للظلم من بيئتها، فاضطرّت للمغادرة إلى تركيا، لعلّها تعثر على حريّتها الضائعة». لا يهدأ هاتفه عن الرنين، ما زال طلال تحت وقع الصدمة، لم يستوعب بعد رحيل شقيقته وأولادها الثلاثة وحفيدها. منذ أمس الأوّل وهو يتواصل مع ابنها البكر فادي، إذ أكّد أنه «حتّى الساعة لم تصل فرق الإنقاذ لانتشال جثثهم». أضاف: «أختي تحت الردم مع أولادها وحفيدها»، كلماته تؤكد حجم المأساة.

في كلّ مرّة يدفع اللبناني ضريبة الهجرة، فلقمة العيش مرّة، هربت دلال بحثاً عن ظروف أفضل، فقضت في أضخم زلزال في التاريخ الحديث. مأساة حقيقيّة حلّت على عائلة زين الدين، «أختي تحت الردم». ما أصعب هذا الشعور! لا يقوى على الذهاب إلى تركيا، لا يملك جواز سفر. يحاول طلال الحصول على جواز سفر غير أنه يحتاج إلى وقت. ما يتمنّاه هو «أن تقف دولتنا قربنا لمرّة واحدة. أريد أن أكون قرب أختي لآخر مرة. هذا حقّ لي». في هذا السياق يناشد الأخ المفجوع اللواء عباس إبراهيم، لعلّه «يساعدني للحصول على جواز سفر في أسرع وقت، لأكون قرب ابن أختي في محنته». «يُفلفش» طلال صفحات التواصل، يقرأ كلمات المواساة، يشعر بغصّة. «لم يتسنّ لي اللقاء معها، كنت أشتاق لرؤيتها. مرّت أربع سنوات على آخر لقاء، وفي آخر اتصال معها قبل يومين اتفقنا على اللقاء. لكن الموت كان أقوى». ما يؤلمه أنها لم تعش لحظة فرح، قضت حياتها بحثاً عنها. وبصوت حزين يختم: «وقفت دوماً قرب الفقراء، شعرت بآلامهم. كانت تملك حسّاً إنسانياً. نقضت الطائفية، غير أنها دفعت ثمن حريّتها».


MISS 3